الجيش الليبي يؤكد مقتل «مرتزقة» موالين لتركيا

حفتر يطرح رؤيته للحل في ليبيا مقرونة بـ«القضاء على الميليشيات»

جانب من لقاء المشير حفتر مع مستشاري وسفراء فرنسا وإيطاليا وألمانيا أمس
جانب من لقاء المشير حفتر مع مستشاري وسفراء فرنسا وإيطاليا وألمانيا أمس
TT

الجيش الليبي يؤكد مقتل «مرتزقة» موالين لتركيا

جانب من لقاء المشير حفتر مع مستشاري وسفراء فرنسا وإيطاليا وألمانيا أمس
جانب من لقاء المشير حفتر مع مستشاري وسفراء فرنسا وإيطاليا وألمانيا أمس

صعّد «الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، وتيرة استهدافه المباشر للوجود العسكري التركي في العاصمة طرابلس بأشكاله كافة، معلناً مقتل «عشرات المرتزقة السوريين الموالين لتركيا، وإسقاط طائرة (درون) تابعة لها، وتدمير منصات دفاع جوي تركية بقاعدة معيتيقة الجوية»، في وقت التقى فيه حفتر أمس وفداً رفيع المستوى، ضم مستشارين وسفراء دول فرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، تناول مجمل التطورات السياسية والعسكرية في البلاد.
وأعلن «الجيش الوطني» في بيان لشعبة إعلامه الحربي، أن منصات دفاعه الجوي أسقطت في ساعة مبكرة من صباح أمس طائرة تركية مُسيّرة في محور الخلة، لافتاً إلى أن الطائرة حاولت استهداف تمركزات الوحدات العسكرية بالجيش. كما طمأنت الشعبة سكان طرابلس بشأن أصوات الانفجارات في محيط قاعدة معيتيقة، مشيرة إلى أنها ناجمة عن انفجار منصات الدفاع الجوي التابعة لـ«الغزو التركي»، التي تم استهدافها من قبل قوات الجيش.
في غضون ذلك، قالت القيادة العامة لـ«الجيش الوطني»، أمس، إن وفداً من مستشارين وسفراء دول فرنسا، وإيطاليا، وألمانيا التقى المشير حفتر في مقر القيادة العامة بالرجمة أمس، مؤكدين على «دور القيادة العامة في القضاء على الميليشيات والجماعات الإرهابية». ونقل بيان صادر عن المكتب الإعلامي للقيادة العامة، أمس، أن الوفد ناقش مع القائد العام «أهمية الاستقرار في ليبيا بالنسبة لدول المنطقة»، مشيراً إلى أنهم استمعوا «لرؤية القيادة العامة لحل الأزمة في ليبيا، وأهمية إحلال السلم والاستقرار، والانتقال من المراحل الانتقالية إلى المرحلة الدائمة، والبدء في المسار الديمقراطي في ظل سيادة القانون، وما يتبع ذلك من بناء دولة المؤسسات».
وأوضح البيان، أن «رؤية القيادة العامة أكدت أن كل ما تم طرحه لن يتم الوصول إليه إلا بعد القضاء على الميليشيات الإرهابية، التي لم تحترم تعهداتها بوقف إطلاق النار، وتقوم حالياً بقصف المقار المدنية داخل الأحياء السكنية في طرابلس». وانتهت القيادة العامة بالتأكيد على «أحقية الجيش الوطني في استمرار سعيه لتحرير كامل التراب الليبي، وفاءً لمشوار تضحيات وبطولات شهداء القوات المسلحة، الذين ضحوا بأنفسهم تلبية لطموحات الشعب الليبي في العيش في بلد تحكمه سلطة القانون والعدل والمساواة».
وضم الوفد باتريك دوريل، مستشار الرئيس الفرنسي للشؤون الأفريقية، وايمونيل بوون، المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي، وبياتريس هيلين سفير فرنسا لدى ليبيا؛ وبيترو بانيزى، المستشار السياسي لرئيس الوزراء الإيطالي ومرافقيه. بإضافة إلى الدكتور جان هيكر المستشار الدبلوماسي للمستشارة الألمانية، وأولفير أوفيتشا، سفير ألمانيا لدى ليبيا.
في المقابل، اتهمت عملية «بركان الغضب»، التي تشنّها القوات الموالية للسراج «الجيش الوطني» باستهداف المطار ومحيطه بقصف صاروخي، بينما نقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر سقوط 9 قذائف على المطار، تزامناً مع استعداد طائرة للإقلاع. وتحدث ناطق باسم شركة الخطوط الأفريقية عن إصابة إحدى طائراتها، وخروجها عن العمل في قصف المطار، الذي يقع على مشارف شرق طرابلس.
بدوره، وزع اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، جزءاً من مكالمة رصدتها قواته لمن وصفها بـ«العصابات الإرهابية السورية التي جندها الإرهابي إردوغان» للتصدي للجيش الوطني، حيث يؤكد المتحدث فيها «سقوط 35 إرهابياً سورياً من لواء سلطان مراد في محور صلاح الدين بالعاصمة طرابلس».
وقال المسماري، إن «وحدات الجيش ما زالت ملتزمة بالهدنة، رغم عمليات الإرهابيين العدائية المستمرة على المستويات كافة، سواء على المستوى القتالي أو الإعلام والبيانات الاستفزازية والتصريحات التركية»، مؤكداً أن قوات الجيش «جاهزة دائماً لتنفيذ أي مهام قتالية في سبيل ردع وصد أي خرق للعصابات الإرهابية».
كما اتهم المسماري ميلشيات ما يعرف باسم «قوة الردع»، التابعة لحكومة السراج بطرابلس، بإغلاق الطريق السريعة، واستهداف المواطنين بالرماية العشوائية، وشنّ حملة اعتقالات، وخطف لكل من يشتبه في دعمه لقوات الجيش، أو رفضه لما وصفها بحكومة العصابات الإجرامية والإرهابية والغزاة الأتراك.
وأعلن المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابع للجيش الوطني عن إغلاق الطريق السريعة بالقرب من منطقة غوط الشعال في طرابلس، وقال في إشارة إلى خسائر الميلشيات المسلحة، إن سيارات الإسعاف لا تتوقف، على حد تعبيره.
من جهة أخرى، حمّل العاملون بمكتب شركة الخطوط الأفريقية في العاصمة طرابلس وزارتي الداخلية والدفاع بحكومة السراج مسؤولية اختطاف المدير العام للشركة علي ضو أمام منزله في طرابلس أول من أمس، بينما اتهم سراج الفيتوري، مدير فرع المنطقة الشرقية للشركة، ميليشيات الردع المتواجدة في مطار معيتيقة والموالية لحكومة السراج بالمسؤولية عن الحادث، وناشد كل الجهات المعنية سرعة التدخل لفك أسره.
من جانبه، تجاهل فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق، استقالة المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، وترأس أمس اجتماعاً بطرابلس، تناول بحسب بيان وزعه مكتبه «المتطلبات المالية للمرحلة الحالية في ظل الإقفال القسري للحقول والموانئ النفطية»، مشيراً إلى تشكيل لجنة أزمة تضم وزير الداخلية للتعامل «مع أزمات الوضع الراهن، وضمان انسياب الخدمات العامة للمواطنين».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.