«التجمع الوطني للأحرار» في المغرب يدعو لحوار حول قوانين الانتخابات

جانب من إجتماع لـ«التجمع الوطني للأحرار»
جانب من إجتماع لـ«التجمع الوطني للأحرار»
TT

«التجمع الوطني للأحرار» في المغرب يدعو لحوار حول قوانين الانتخابات

جانب من إجتماع لـ«التجمع الوطني للأحرار»
جانب من إجتماع لـ«التجمع الوطني للأحرار»

دعا حزب «التجمع الوطني للأحرار» المغربي، المشارك في الائتلاف الحكومي الحالي، كافة الأطراف السياسية بالمغرب، إلى التعجيل بفتح حوار مؤسساتي مسؤول حول القوانين الانتخابية والإصلاحات السياسية.
ووجه الحزب الدعوة لأطراف التحالف الحكومي، عبر بيان صدر عقب اجتماع عقده مكتبه السياسي، مساء أول من أمس، من أجل «المزيد من التنسيق للرفع من وتيرة الإصلاح الشامل، والتفعيل الأمثل للأوراش الكبرى، وتعزيز صرح البناء الديمقراطي والمؤسساتي لبلادنا». ولم يتضمن بيان المكتب السياسي للحزب أي إشارة إلى الإشاعة، التي راجت خلال الأيام الأخيرة حول استقالة عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، من رئاسة الحزب، التي نفاها قياديو الحزب، في تصريحات صحافية، خلال اليومين الماضيين. وأشار البيان إلى أن أخنوش ترأس الاجتماع، وقدم في بدايته عرضاً مفصلاً حول الوضع السياسي، منوهاً بأداء أخنوش على رأس قطاع الفلاحة، وبنتائج تطبيق مخطط المغرب الأخضر.
كما أشار البيان إلى توقف المكتب السياسي عند الاستراتيجية الجديدة للفلاحة «الجيل الأخضر 2020 - 2030»، والاستراتيجية الوطنية للغابات «غابات المغرب»، اللتين حظيتا بالإشراف الملكي على إطلاقهما قبل أيام من إقليم اشتوكة أيت باها في جهة (منطقة) أغادير.
في سياق ذلك، نوه المكتب السياسي للحزب بالأهداف والمقاربات والآليات، التي تضمنها المخطط الجديد للنهوض بالفلاحة والغابات، بغية إفراز طبقة وسطى في العالم القروي، وخلق مناصب شغل وفق منظومة فلاحية مبتكرة. كما أشار البيان أيضاً إلى أن المكتب السياسي جدد أيضاً دعمه اللامشروط لمجهودات مولاي حفيظ العلمي، وزير التجارة والصناعة والاقتصاد الأخضر والرقمي، الهادفة إلى حماية المصالح السيادية للمغرب، وتعزيز القدرة التنافسية للقطاع الصناعي والتجاري الوطني.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.