سر ارتفاع تكاليف بناء المنازل الميسرة في ولاية كاليفورنيا

يعتقد سيناتور أميركي وجود إفراط ومغالاة في الرقابة على سوق الإسكان في ولاية كاليفورنيا
يعتقد سيناتور أميركي وجود إفراط ومغالاة في الرقابة على سوق الإسكان في ولاية كاليفورنيا
TT

سر ارتفاع تكاليف بناء المنازل الميسرة في ولاية كاليفورنيا

يعتقد سيناتور أميركي وجود إفراط ومغالاة في الرقابة على سوق الإسكان في ولاية كاليفورنيا
يعتقد سيناتور أميركي وجود إفراط ومغالاة في الرقابة على سوق الإسكان في ولاية كاليفورنيا

تبلغ تكلفة المنزل المتوسط في الولايات المتحدة الأميركية نحو 240 ألف دولار. لكن في سان فرانسيسكو، المصنّفة بين أغلى مواقع البناء على مستوى العالم، تصل تكلفة بناء الشقة المكونة من غرفتين للنوم وفق معايير تكاليف البناء الميسرة نحو 750 ألف دولار.
وصارت تكاليف الإسكان المتصاعدة بلا ضابط في كاليفورنيا من أبرز مظاهر عدم المساواة في الولاية. وفي يوم الأربعاء، عاد غافين نيوزوم، حاكم الولاية، إلى ذكر تلك المسألة أكثر من 35 مرة متتالية في خطبة ساخنة للغاية، داعياً المشرعين خلالها إلى العمل على حل أزمة التشرد في الولاية من خلال زيادة وتيرة أعمال البناء.
غير أن أسعار الإسكان الباهظة للغاية في كاليفورنيا تعكس واقعاً يؤكد على صعوبة تحول الأقوال إلى أفعال. إذ يبلغ متوسط تكاليف بناء المساكن الميسرة (بأسعار معقولة) في ولاية كاليفورنيا ثلاثة أضعاف مثيلتها في ولايتي تكساس أو إلينوي، وفقاً لبيانات الحكومة الفيدرالية.
ومرجع أسباب ارتفاع تكاليف بناء المساكن في كاليفورنيا، كما يقول المطورون العقاريون، إلى ارتفاع أسعار الأراضي وأجور العمالة في الولاية. وفي سان فرانسيسكو وحدها، يتقاضى عامل البناء نحو 90 دولاراً عن الساعة الواحدة في المتوسط، وفقاً لبيانات صادرة عن شركة «تيرنر تاونسند» للاستشارات العقارية في المدينة.
بيد أن التكاليف الأخرى غير المتعلقة مباشرة بأعمال البناء تضيف زخماً كبيراً ومزيداً. فمع صرف النظر تماماً عن ارتفاع أسعار الأراضي، نجد أن ربع تكاليف بناء المنازل الميسرة في الولاية تذهب لتغطية الرسوم الحكومية، والتصاريح، والشركات الاستشارية، وذلك وفقاً لدراسة أجريت في عام 2014 من قبل وزارة الإسكان والتنمية المجتمعية في ولاية كاليفورنيا (وزارة محلية تتبع حكومة الولاية).
وحتى يندرج المبنى تحت تصنيف الإسكان الميسر، فلا بد من حصوله في المعتاد على الإعفاءات الضريبية والإعانات الحكومية. وتقول الباحثة كارولينا ريد – من مركز «تيرنر» التابع لجامعة كاليفورنيا فرع بيركلي ومؤلفة تحليل قيد النشر حول تكاليف الإسكان الميسر في الولاية «يتطلب مشروع الإسكان الميسر الواحد التمويل من ست جهات مختلفة»، ولقد وصفت تلك العملية بقولها «الوفاة بألف جرح قطعي!».
ويتذكر السيناتور براين جونز من كاليفورنيا العمل في أحد مشاريع الإسكان الميسر عندما كان يشغل منصبه في مجلس مدينة سانتي في كاليفورنيا بالقرب من سان دييغو: «استغرق الأمر منا قرابة ستة أشهر كاملة لحشد المحاميين لدينا، ومحاميي شركة التطوير العقاري، مع محاميي الحكومة الفيدرالية من أجل الموافقة على مستندات المشروع، وكان ذلك يتعلق بمجرد تأمين التمويل اللازم للمشروع. ولقد تنحيت عن متابعة العملية وأبلغت المطور العقاري وقتذاك أنني لا أصدق أن هذا المشروع يستلزم عدداً من المحاميين بأكثر مما يتطلب من عمال البناء».
وأضاف السيناتور جونز، وهو رئيس التجمع الحزبي الجمهوري في مجلس الشيوخ حالياً «هناك إفراط ومغالاة في الرقابة على سوق الإسكان في ولاية كاليفورنيا، بدءاً من (قانون الجودة البيئية) المعمول بها في الولاية».
وتسمح قوانين ولاية كاليفورنيا لأي مواطن بالاعتراض على أي مشروع من مشاريع البناء بموجب أحكام القانون المذكور، الذي اعتبر حين إقراره والتوقيع عليه من جانب رونالد ريغان، حاكم الولاية آنذاك، من الجهود الكبيرة المميزة في حماية البيئة من التنمية العقارية غير المنضبطة في الولاية.
ويقول السيناتور جونز رفقة الكثير من المطورين والخبراء العقاريين، إن القانون بات يستخدم الآن معول هدم قانونياً لدى أي مواطن يرغب في إبطاء مشروع من المشاريع أو إيقافه بالكلية. وقال دوغلاس آبي، المحاضر في الشؤون العقارية لدى كلية إدارة الأعمال التابعة لجامعة ستانفورد «يمكن لأي مواطن وبرسوم قليلة للغاية أن يستهدف مشروعاً عقارياً ويعلق الاستمرار فيه عبر سنوات من المماحكات القضائية العقيمة».
وتحظى حماية البيئة باهتمام بالغ في ولاية كاليفورنيا، مع وجود اتفاق ضمني بين ممثلي الحزبين الكبيرين على أن أسعار المساكن مرتفعة للغاية في الولاية. وحاول الحاكم نيوزوم الدفع من خلال الاستثناءات والإعفاءات في مواجهة «قانون الجودة البيئية» لصالح ملاجئ ومآوي المشردين في الولاية، وقال إنه ينبغي على حكومة الولاية النظر في المزيد من الإعفاءات لهذا الغرض.
وقال دوغلاس آبي، وهو المطور والمستثمر العقاري السابق، إن النوايا الحسنة في هذا الصدد غالباً ما ترجع بنتائج عكسية. وأضاف، أن القوانين التي تطالب شركات التطوير العقاري بناء نسبة معينة مخصصة للإسكان الميسر كجزء من مشاريع أسواق العقارات الخاصة بهم هي ليست سوى صورة من صور الضرائب الخفية، فضلاً عن كونها عقبة على طريق بناء المساكن الشاملة.
واستطرد مضيفاً «ما يتعين على حكومة الولاية والحكومات المحلية إدراكه أن نقص الإسكان هو بالأساس مشكلة في العرض. وهناك أعباء جمة تتعلق باستحداث وطرح المساكن الجديدة في الولاية».
وليس من غير المعهود بالنسبة لمشروع من المشاريع العقارية في كاليفورنيا أن يستغرق سنوات كثيرة في استكمال الأوراق والمستندات المطلوبة لتقسيم المناطق المخصصة أو الرد على اعتراضات أصحاب الممتلكات الأخرى قبل مجرد البدء في تهيئة الأرض للمشروع.
وقال جدسون ترو، مدير إحدى الإدارات في مجلس مدينة سان فرانسيسكو التي تسعى لتسريع وتيرة بناء المساكن في المدينة، إن عملية بناء المساكن الميسرة مرهقة ومعقدة للغاية «لا ينبغي لمشروع بهذا القدر من الأهمية أن يستغرق هذا الوقت الطويل أو يستلزم هذا القدر من الصعوبة والعناء».
وفي العام الماضي، شرعت مدينة سان فرانسيسكو في إنشاء 767 شقة بأسعار معقولة ومدعومة من حكومة الولاية، ووصف جدسون ترو الأمر بقوله «ذلك أقل بكثير مما نحتاج إليه فعلياً في المدينة».
وتسجل سان فرانسيسكو أعلى معدل لتكاليف البناء الشاملة على مستوى العالم، وفقاً لتقرير صادر في عام 2019 عن شركة «تيرنر تاونسند» للاستشارات العقارية.
ومتوسط تكاليف البناء في سان فرانسيسكو هو أعلى بنسبة 13 في المائة من نيويورك، وأعلى بنسبة 60 في المائة من شيكاغو، وهو أعلى بنسبة 75 في المائة من هيوستون، وفقاً للتقرير المذكور. كما تبلغ تكاليف البناء في سان فرانسيسكو، مركز التقنية الأميركي الأول، سبعة أضعاف مثيلتها في مدينة بنغالور عاصمة التقنية في الهند. وقال نيوزوم، إنه يدرك تماماً التهديدات التي يشكلها ارتفاع تكاليف البناء على جهود إيواء المشردين الكثر في شوارع الولاية.
ويبلغ متوسط بناء وحدة سكنية واحدة بأسعار معقولة نحو نصف مليون دولار في مدينة لوس أنجلوس، ونحو 600 ألف دولار في أوكلاند، وفقاً للبيانات الصادرة عن مركز تيرنر الجامعي.
ووصف السيد نيوزوم الأمر بأنه جنون محض في خطابه الأخير الشهر الماضي. وأردف أنه إذا استحال بناء المساكن الميسرة بأسعار معقولة فإن دافعي الضرائب لن يدعموا هذه السندات أبداً.
وطلب نيوزوم تخصيص مبلغ 6.8 مليار دولار من ميزانية عام 2020 لتمويل مشاريع الإسكان الميسر، بما في ذلك إعانات الرهون العقارية للمشترين للمرة الأولى والسندات لإسكان قدامى المحاربين. وقال «إنه يعتمد على الابتكارات المعمارية في بناء المساكن للمساعدة في خفض تكاليف البناء».
لكن حتى في ظل الوفورات المالية الكبيرة، يقول خبراء الإسكان، إنه من المحال بناء المنازل الجديدة لإيواء المشردين كافة في الولاية وفقاً لمستويات التكاليف الراهنة.
فسوف تتكلف نحو 70 مليار دولار لبناء المساكن لإيواء المشردين الحاليين كافة، الذين يبلغ عددهم نحو 150 ألف مشرد يسكنون الشوارع.
وقالت الباحثة كارولينا ريد من مركز «تيرنر» الجامعي، إنها تتفق مع الجهود الطارئة التي يبذلها نيوزوم لإيواء المشردين من الشوارع، فضلاً عن الحيلولة دون فقدان أصحاب المنازل منازلهم الحالية.
غير أن ولاية كاليفورنيا، كما قالت الباحثة، لا تملك الموارد الكافية لبناء المساكن لإيواء المشردين الحاليين كافة في الولاية، ناهيكم عن أولئك الذين ربما يصبحون بلا منازل يسكنون فيها خلال السنوات المقبلة.
وأضافت الباحثة ريد أخيراً «لن نتمكن من حل أزمة التشرد إذا كان كل ما يتوقعه الناس أن يتدخل مجلس المدينة ببناء المساكن ذات التكاليف الميسرة لكل فرد من هؤلاء، فذلك الأمر سوف يكلف الكثير من الأموال غير المتوافرة بالأساس».

- خدمة «نيويورك تايمز»
https://www.nytimes.com/2020/02/20/us/California-housing-costs.html


مقالات ذات صلة

«أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

عالم الاعمال «أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

«أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

أعلنت شركة «أنكس للتطوير»، التابعة لمجموعة «أنكس القابضة»، إطلاق مشروعها الجديد «إيفورا ريزيدنسز» الذي يقع في منطقة الفرجان.

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

بفضل النمو السكاني... توقعات باستمرار ارتفاع الطلب على العقارات السعودية

تتوقع وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» للتصنيف الائتماني، أن يظل الطلب على العقارات السكنية في السعودية مرتفعاً، لا سيما في الرياض وجدة، وذلك بفضل النمو السكاني.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جناح سلطنة عمان في معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» بالرياض (وزارة الإسكان العمانية)

سلطنة عمان تعرض مشروعات استثمارية في معرض «سيتي سكيب» بالرياض

عرضت سلطنة عمان خلال مشاركتها في أكبر معرض عقاري عالمي، «سيتي سكيب 2024» الذي يختتم أعماله الخميس في الرياض، مشروعاتها وفرصها الاستثمارية الحالية والمستقبلية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ارتفعت الإيجارات السكنية بنسبة 11 % في أكتوبر (واس)

التضخم في السعودية يسجل 1.9 % في أكتوبر على أساس سنوي

ارتفع معدل التضخم السنوي في السعودية إلى 1.9 في المائة خلال شهر أكتوبر على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد زوار يطلعون على أحد مشاريع الشركة الوطنية للإسكان في معرض «سيتي سكيب العالمي» (الشرق الأوسط)

«سيتي سكيب»... تحالفات محلية ودولية لرفع كفاءة العقار بالسعودية

شهد معرض «سيتي سكيب العالمي»، المقام حالياً في الرياض، عدداً من التحالفات المحلية والدولية ضمن الشركات المجتازة لبرنامج «الدعم والتمكين للتطوير العقاري».

بندر مسلم (الرياض)

سوق الإسكان في الصين تواصل الاستقرار خلال فبراير الماضي

رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
TT

سوق الإسكان في الصين تواصل الاستقرار خلال فبراير الماضي

رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد

واصلت سوق الإسكان في الصين الاستقرار بشكل عام خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، حيث سجلت 70 مدينة رئيسية ارتفاعاً طفيفاً في أسعار المساكن على أساس شهري، حسب بيانات رسمية صدرت أول من أمس. وأظهرت الإحصاءات أن أسعار المساكن الجديدة في 4 مدن على المستوى الأول، وهي بكين وشانغهاي وشنتشن وقوانغتشو، ظلت دون تغيير على أساس شهري خلال فبراير (شباط) الماضي، مقارنة بنمو نسبته 0.4 في المائة سجل في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وشهدت المدن على المستوى الثاني ارتفاعاً نسبته 0.1 في المائة على أساس شهري في أسعار المساكن الجديدة، بانخفاض 0.1 نقطة مئوية عن الشهر السابق، بينما شهدت المدن على المستوى الثالث أيضاً ارتفاعاً طفيفاً نسبته 0.1 في المائة على أساس شهري في أسعار المساكن الجديدة، مقارنة بزيادة نسبتها 0.4 في المائة سجلت في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وازدادت أسعار المساكن المعاد بيعها في المدن على المستوى الأول على أساس شهري، إلا أنها كانت بوتيرة أبطأ، في حين ظلت الأسعار دون تغيير في المدن على المستوى الثاني، وانخفضت بشكل طفيف في مدن المستوى الثالث على أساس شهري.
وقال كونغ بنغ، الإحصائي في المصلحة، إنه رغم أن تفشي فيروس كورونا الجديد غير المتوقع جلب تأثيراً ملحوظاً على سوق العقارات في البلاد، فقد اتخذت السلطات عدداً كبيراً من السياسات والإجراءات للحفاظ على استقرار سوق العقارات بشكل عام.
وأظهرت بيانات المصلحة أيضاً أن الاستثمارات في التطوير العقاري بالبلاد انخفضت بنسبة 16.3 في المائة على أساس سنوي خلال أول شهرين من العام الحالي. كما انخفضت الاستثمارات في المباني السكنية بنسبة 16 في المائة عن العام الذي سبقه. وذكرت مصلحة الدولة للإحصاء أن الاستثمار في التطوير العقاري بالصين انخفض بنسبة 16.3 في المائة على أساس سنوي في الشهرين الأولين من عام 2020.
إلى ذلك، أفادت صحيفة «تشاينا سيكيوريتيز جورنال» بأن كبار مطوري العقارات في الصين أعلنوا عن ربحية أفضل خلال العام الماضي، وأصدرت 56 شركة عقارات صينية مدرجة في سوق الأسهم «إيه» وسوق هونغ كونغ للأوراق المالية تقاريرها السنوية لعام 2019. وسجلت 29 شركة زيادة في صافي الأرباح. ومن بينها، سجلت الشركات العقارية المدرجة في سوق الأسهم «إيه» أداء أفضل بشكل عام من نظيراتها المدرجة في سوق هونغ كونغ، حسبما ذكرت الصحيفة.
وانخفض متوسط صافي الأرباح العائد لمساهمي 38 مطوراً عقارياً مدرجاً في بورصة هونغ كونغ بنسبة 27.58 في المائة إلى 3.25 مليار يوان (466.3 مليون دولار)، في حين ارتفع صافي أرباح الشركات المدرجة في بورصة «إيه»، البالغ عددها 18 شركة، بنسبة 22.67 في المائة إلى 3.59 مليار يوان.وقالت الصحيفة إن معظم الشركات التي شهدت نتائج مالية محسنة سجلت توسعًا في أصولها وديونها. ومع ذلك، فإن نسبة الأصول إلى الديون التي تخصم من الإيرادات غير المكتسبة، والتي ترتبط بالنتائج المستقبلية لمطور العقارات، انخفضت بسبب المحاسبة المالية المثلى، مما يشير إلى ظروف مالية أفضل.
وقالت الصحيفة إن قطاع العقارات شهد مزيداً من عمليات الدمج والاستحواذ في 2019. وذكرت الصحيفة، نقلاً عن بيانات من معهد الأبحاث العقارية «تشاينا إنديكس أكاديمي»، أنه بصفتها وسيلة فعالة لشراء الأراضي وتوسيع الأعمال التجارية، أبرم مطورو العقارات الصينيون 333 صفقة دمج واستحواذ بقيمة 296.1 مليار يوان في العام الماضي، بزيادة 14.7 في المائة و31.6 في المائة على التوالي على أساس سنوي.
إلى ذلك، كشف بيانات رسمية أن أسعار العقارات الصينية سجلت معدلات نمو أقل في نهاية عام 2019، مقارنة مع العام السابق. وذكر بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، في أحدث تقرير فصلي له حول تطبيق السياسة النقدية، أن أسعار المساكن التجارية حديثة البناء في 70 مدينة كبرى ومتوسطة في أنحاء البلاد ارتفعت بواقع 6.8 في المائة على أساس سنوي بنهاية عام 2019، بانخفاض 3.7 نقطة مئوية مقارنة مع عام 2018.
وارتفعت أسعار المساكن المستعملة بنسبة 3.7 في المائة على أساس سنوي، بانخفاض 4 نقاط مئوية مقارنة مع عام 2018. وكانت المساحة الأرضية للمساكن التجارية المبيعة على مستوى البلاد هي ذاتها لعام 2018. مع ارتفاع المبيعات بنسبة 6.5 في المائة على أساس سنوي، بينما انخفض معدل نمو المبيعات بمعدل 5.7 نقطة مئوية مقارنة مع نهاية عام 2018. وواصل معدل النمو للقروض العقارية الانخفاض على نحو مطرد.
وبنهاية عام 2019، بلغ حجم القروض العقارية من كبرى المؤسسات المالية -بما في ذلك المؤسسات المالية ذات الاستثمار الأجنبي- 44.41 تريليون يوان (6.34 تريليون دولار)، بارتفاع 14.8 في المائة على أساس سنوي. وانخفض معدل النمو بواقع 5.2 نقطة مئوية، مقارنة مع نهاية عام 2018.
ومثل حجم القروض العقارية 29 في المائة من إجمالي القروض. ومن بين القروض العقارية، بلغ حجم قروض الإسكان الشخصي 30.2 تريليون يوان، بزيادة 16.7 في المائة على أساس سنوي. وانخفض معدل النمو 1.1 نقطة مئوية مقارنة مع نهاية عام 2018.
وأظهرت بيانات رسمية أن سوق المساكن في الصين واصلت الحفاظ على الاستقرار بشكل عام في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث سجلت أسعار المساكن في 70 مدينة رئيسية ارتفاعاً معتدلاً بشكل عام على أساس شهري. وأظهرت البيانات الصادرة عن مصلحة الدولة للإحصاء أن 47 من أصل 70 مدينة سجلت ارتفاعاً في أسعار المساكن الجديدة على أساس شهري، بتراجع من 50 مدينة في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي.
وبحسب البيانات، فإن أسعار المساكن الجديدة في 4 مدن من الدرجة الأولى، وهي بكين وشانغهاي وشنتشن وقوانغتشو، ازدادت 0.4 في المائة على أساس شهري في يناير (كانون الثاني)، حيث شهد معدل النمو زيادة 0.2 نقطة مئوية عن الشهر الأسبق. كما شهدت مدن الدرجتين الثانية والثالثة في البلاد التي شملها مسح المصلحة ارتفاعاً معتدلاً على أساس شهري في يناير (كانون الثاني)، ولكن بوتيرة أبطأ من الشهر الأسبق.
وارتفعت أسعار المساكن المعاد بيعها في مدن الدرجة الأولى ومدن الدرجة الثالثة على أساس شهري، في حين ظلت الأسعار في مدن الدرجة الثانية ثابتة. وقال كونغ بنغ، الإحصائي الكبير في مصلحة الدولة للإحصاء، إن سوق العقارات ظلت مستقرة بشكل عام في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث تؤكد الحكومات المحلية على مبدأ أن «المساكن للعيش وليس للمضاربة»، إلى جانب تنفيذ آلية إدارة طويلة الأجل للسوق.