وفد أميركي يناقش «التشريعات الدينية» مع برلمانيين مصريين

TT

وفد أميركي يناقش «التشريعات الدينية» مع برلمانيين مصريين

بعد عام تقريباً من زيارة وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إلى القاهرة، حيث تفقد مسجداً كبيراً وكنيسة تصنفها مصر بـ«الأكبر في الشرق الأوسط»، ناقش وفد من سفارة واشنطن بالقاهرة، مع لجنة «الشؤون الدينية والأوقاف» بالبرلمان المصري، أمس، «الوضع في مصر، والقوانين والتشريعات التي تخص العلاقات الدينية والأديان».
وشاركت مصر خلال العامين الماضيين في اجتماع وزاري سنوي دعت له واشنطن بشأن «الحريات الدينية»، بحضور ممثلي نحو 80 دولة.
وحسب بيان برلماني مصري، أمس، فإن أسامة العبد، رئيس لجنة الشؤون الدينية بالمجلس، أكد للوفد الأميركي، أن «رسالة مصر للعالم هي السلام والعدل واحترام الآخر والتعايش السلمي»، لافتاً إلى أن «مصر تحارب الإرهاب والتطرف في الداخل والخارج من أجل هذه الرسالة».
كما تطرق العبد إلى دور مؤسسة «الأزهر ووزارة الأوقاف والمؤسسات الدينية الأخرى ومنهجها الوسطي لنشر الاعتدال، وصحيح الدين وقبول الآخر».
وأعلنت الحكومة المصرية، في يناير (كانون الثاني) الماضي، عن توفيق أوضاع 1412 كنيسة ومبنى في المحافظات المختلفة، خلال فترة قاربت عام ونصف العام تقريباً».
وضم الوفد الأميركي كاري بيتزولد، القائمة بأعمال المستشار السياسي بالسفارة، ومنال عبد السيد أخصائي الشؤون السياسية. وشدد العبد على «أن مصر دولة مدنية، وليست دينية»، داعياً ممثلي الإدارة الأميركية إلى مخاطبة قيادتهم بـ«ضرورة مساعدة مصر في رسالتها للعالم، وهي محاربة الإرهاب والتطرف ونشر السلام والعدل والمحبة بين الشعوب».
وتعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مراراً، بـ«ضمان حرية الدين والمعتقد»، وقال في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، إن من «حق (أي) مواطن أن يعبد كما يشاء أو ألا يعبد، وهذا موضوع لا نتدخل فيه».
ووفق البيان المصري، أمس، فإن كاري بيتزولد القائمة بأعمال المستشار السياسي في السفارة الأميركية، «أشادت بالعلاقات المصرية والأميركية على مدار التاريخ»، مشيرة إلى أن هذه العلاقات قابلت العديد من التحديات في فترة من الفترات، ولكنها حالياً على أعلى مستوى.
وحسب الإفادة نفسها، فإن بيتزولد «ثمنت دور مصر في العالم العربي والإسلامي بحكم موقعها ووجود الأزهر بها»، لافتة إلى أن مصر تحاول بناء الجسور والتعاون بين الدول، مع الإشارة إلى تقديرها للخطوات المصرية من أجل أن يقوم كل شخص بممارسة شعائره الدينية في حرية وسلام.
وفي يوليو (تموز) 2019، شارك السفير أحمد إيهاب جمال الدين، مساعد وزير الخارجية المصري لشؤون حقوق الإنسان والمسائل الإنسانية والاجتماعية الدولية، في «الاجتماع الوزاري الثاني للحريات الدينية الذي عُقد بوزارة الخارجية الأميركية في واشنطن». وأشار جمال الدين حينها إلى «ضرورة عدم الانتقائية في معالجة الأسباب الجذرية لجميع أنواع التطرُف، وضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي للتصدي لكل من يدعم المتطرفين أو يقدم لهم التمويل».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.