مصر تتطلع إلى تعزيز التعاون العسكري والأمني مع فرنسا

السيسي بحث مع بارلي جهود التوصل لتسويات سياسية لأزمات المنطقة

مصر تتطلع إلى تعزيز التعاون العسكري والأمني مع فرنسا
TT

مصر تتطلع إلى تعزيز التعاون العسكري والأمني مع فرنسا

مصر تتطلع إلى تعزيز التعاون العسكري والأمني مع فرنسا

بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي، في القاهرة أمس، «تعزيز التعاون العسكري بين البلدين». وأكد السيسي «عمق العلاقات المصرية الفرنسية، لا سيما من خلال التعاون الوثيق القائم بين البلدين على المستويين العسكري والأمني»، معرباً عن «تطلع بلاده إلى تطوير هذا التعاون خلال الفترة المقبلة، وكذا الاستمرار في التنسيق والتشاور الثنائي المكثف، إزاء القضايا والتحديات ذات الاهتمام المشترك وسبل التعامل معها».
وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إن «الرئيس السيسي نقل خلال استقباله وزيرة الدفاع الفرنسية تحياته إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون»، مضيفاً أن «اللقاء شهد التباحث حول سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، وتم تبادل وجهات النظر إزاء المستجدات على صعيد عدد من الملفات الإقليمية، والجهود المشتركة للتوصل إلى تسويات سياسية لمختلف الأزمات القائمة بالمنطقة».
وأكدت بارلي على «الأهمية التي توليها بلادها لتعزيز التنسيق وتوطيد علاقات الشراكة القائمة بين البلدين على الأصعدة كافة، بما في ذلك على المستويين العسكري والأمني، خاصة في ظل ما تمثله مصر من دعامة رئيسية للأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا».
في السياق ذاته، استقبل الفريق أول محمد زكي، القائد العام للقوات المسلحة المصرية، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، وزيرة الدفاع الفرنسية، مشيراً إلى «حرص القوات المسلحة المصرية على زيادة أواصر التعاون والشراكة في العديد من المجالات على نحو يلبي المصالح المشتركة للبلدين». فيما أكدت وزيرة الدفاع الفرنسية «حرص بلادها على تعزيز أوجه التعاون المشترك مع مصر، كونها دولة محورية ورائدة بالمنطقة»، مشيدة «بدور مصر البارز في مكافحة الإرهاب، ودورها الداعم للأمن والاستقرار والسلام بالشرق الأوسط».
وأعقب اللقاء جلسة مباحثات بين الجانبين تناولت «تطورات الأوضاع الراهنة وانعكاساتها على الساحة المحلية والدولية، وسبل دعم وتعزيز علاقات التعاون العسكرية بين القوات المسلحة لكلا البلدين»... حضر اللقاء الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة القوات المسلحة.
في سياق آخر، قال متحدث الرئاسة المصرية إن «الرئيس السيسي أكد خلال استقباله فولفجانج سوبوتكا، رئيس البرلمان النمساوي، أمس، في حضور الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب المصري (البرلمان) حرصه على التواصل المستمر مع المستشار النمساوي سيباستيان كورتز، لتعزيز العلاقات الثنائية، والتشاور حول أهم القضايا الإقليمية في الإطار الأورومتوسطي، معرباً عن تطلعه لمواصلة الارتقاء بالتعاون بين البلدين على مختلف الأصعدة، خاصة على مستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية، من خلال تبادل الخبرات والزيارات، بما يساهم في تعزيز التواصل بين الشعبين».
وأضاف المتحدث الرئاسي أن «اللقاء تناول بحث سبل تفعيل أطر التعاون المشترك، وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، ودفعها نحو آفاق أرحب خلال المرحلة المقبلة، لا سيما في مجالات التبادل التجاري والاستثمار... كما تم استعراض آخر مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وتطورات مختلف الأزمات الإقليمية، خاصة ليبيا، وتم التوافق في هذا الصدد حول أهمية الالتزام بتنفيذ مخرجات مؤتمر برلين، للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة للقضية، بما فيها الحد من التدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي، التي تقوض من فرص الحل واستعادة السلام والاستقرار في البلاد».
وتناول اللقاء بحسب المتحدث الرئاسي، «الرؤية المصرية الشاملة بشأن مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، التي تستند إلى إطار شامل لا يقتصر فقط على التعامل الأمني والعسكري؛ بل يمتد لتحقيق التنمية وتوفير الأركان المتكاملة للحياة الكريمة للمعوزين، حيث استعرض الرئيس السيسي الجهود التي تبذلها مصر على مختلف الأصعدة للتعامل مع هذه الظاهرة العابرة للحدود، من خلال ترسيخ ثقافة قبول الآخر، وحرية الاعتقاد والمواطنة، التي ساهمت في تدعيم مفهوم السلام الاجتماعي في المجتمع».
وأشار السيسي في هذا الصدد إلى «أهمية الفهم الصحيح للدين، وتصويب الأفكار الخاطئة ومواجهة عملية استغلالها الممنهجة، لتوظيفها لتحقيق أهداف سياسية، فضلاً عن إعلاء قيم المساواة، وقبول الآخر».
من جهته، أكد رئيس البرلمان النمساوي «أهمية وقوف المجتمع الدولي صفاً واحداً للقضاء على ظاهرتي الإرهاب والفكر المتطرف، والهجرة غير المشروعة»، مشيداً بالدور الفاعل لمصر في هذا الصدد كركيزة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وكذا كمنارة للإسلام الوسطي المعتدل، خاصة من خلال مؤسسة الأزهر، معرباً عن رغبة بلاده في الاستفادة من تجربة مصر في تصويب الخطاب الديني»، مشيراً إلى «العلاقات المتميزة التي تربط البلدين وحرص النمسا على تعزيز الشراكة بينهما في مختلف المجالات، وكذا دعم مصر في جهودها لتحقيق التنمية الشاملة، التي تشهد طفرة كبيرة وملحوظة خلال الفترة الأخيرة، خاصة على صعيد الإصلاح الاقتصادي».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.