بينتو مؤسس موقع «فوتبول ليكس»... مسجون لكنه وحده يحتفظ بكلمة السر

قدم الأدلة التي أدانت مانشستر سيتي وسان جيرمان وكثيراً من النجوم فحُبس خشية الإفصاح عن مزيد من المعلومات

بينتو لحظة القبض عليه لتسليمه إلى السلطات في البرتغال
بينتو لحظة القبض عليه لتسليمه إلى السلطات في البرتغال
TT

بينتو مؤسس موقع «فوتبول ليكس»... مسجون لكنه وحده يحتفظ بكلمة السر

بينتو لحظة القبض عليه لتسليمه إلى السلطات في البرتغال
بينتو لحظة القبض عليه لتسليمه إلى السلطات في البرتغال

يقع سجن الشرطة القضائية في لشبونة نهاية الطريق المارة مباشرة من أمام متنزه إدواردو السابع، الذي يعد أحد أشهر مناطق الجذب السياحي في العاصمة البرتغالية التي تشتهر بمناظرها الخلابة للمدينة ولنهر تاجه. ولا يوجد سوى 25 زنزانة صغيرة في داخل المبنى الأبيض العملاق الذي يعد مقر سلطات مكافحة الإرهاب والجرائم الخطيرة في البلاد، وعادة ما يتم تخصيص تلك المنشأة الأمنية مشددة الحراسة لأخطر المجرمين فقط. وعلى مدار العام الماضي تقريباً، كان البرتغالي روي بينتو مسجوناً هناك.
ولا يزال هذا الشاب البالغ من العمر 31 عاماً - الذي أنشأ موقع «فوتبول ليكس» الذي قدم بعض الأدلة التي أدت إلى استبعاد مانشستر سيتي من دوري أبطال أوروبا خلال الموسمين المقبلين، واختراق باريس سان جيرمان لقانون اللعب المالي النظيف وكثير من التحقيقات الأخرى في التهرب الضريبي والفساد في عالم كرة القدم، وغيرها - لا يزال ينتظر المحاكمة بتهمة الابتزاز واختراق بيانات سرية والوصول إلى المعلومات بشكل غير قانوني، رغم تسليمه إلى وطنه البرتغال من المجر في مارس (آذار) 2019. وخلال الأسبوع الماضي، قدم محاموه شكوى إلى المفوضية الأوروبية بشأن وجود تناقضات في مذكرة التوقيف الأصلية التي اتهمت بينتو بارتكاب 6 جرائم فقط، قبل زيادة التهم الموجهة إليه إلى 147، بينما كان في الحجز.
وتم تقليص عدد التهم الموجهة إليه إلى 90 تهمة في بداية فبراير (شباط) الماضي، وهو ما يعني أن بينتو لا يزال يواجه احتمال السجن لمدة تصل إلى 30 عاماً إذا ثبتت إدانته. وبدلاً من التفكير في قضاء معظم حياته خلف القضبان، فإن الشاب البرتغالي الذي ترك دراسته للتاريخ عازم على عدم التخلي عن الأمل.
يقول رافائيل بوشمان، مراسل مجلة «دير شبيغل» الألمانية الذي شارك في تأليف كتاب «تسريبات كرة القدم» بعد أن عمل مع بينتو عن كثب لمدة أكثر من 4 سنوات: «التقينا للمرة الأولى منذ نحو 7 أو 8 أشهر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وكان بينتو قد أنهى لتوه 6 أشهر في السجن، وكنت أتوقع أن أجد شخصاً في حالة نفسية سيئة للغاية، لكنه لم يكن كذلك على الإطلاق. لقد كان روي شديد التركيز، وقال إنه من المهم للغاية بالنسبة له ألا يفقد تركيزه، نظراً لأن كل كلمات المرور الخاصة بالأقراص الصلبة موجودة في رأسه. إنه يعرف جيداً أن جميع السلطات في البرتغال خائفة، لأنه لا يزال في وضع يسمح له بالكشف عن أي دليل آخر لديه».
وقد كشف بينتو بالفعل عن نحو 70 مليون وثيقة، و3.4 تيرابايت من المعلومات، بما في ذلك إقرارات ضريبية ورسائل إلكترونية شخصية من بعض الشخصيات البارزة في عالم الرياضة إلى مجلة «دير شبيغل» الألمانية وأعضاء آخرين في الشبكة الإعلامية المعروفة باسم «المتعاونون الاستقصائيون الأوروبيون»، كما كُشف مؤخراً عن أنه كان مصدر التسريبات المعروفة باسم «لواندا ليكس»، التي كشفت عن تورط أغنى امرأة في أفريقيا؛ إيزابيل دوس سانتوس، في قضايا فساد.
ومن خلال هذه البيانات السرية الأصلية أثناء تحقيق مكثف استمر 7 أشهر، اكتشف مراسل «دير شبيغل» كريستوف وينترباخ في البداية رسائل البريد الإلكتروني التي تشير إلى أن مانشستر سيتي ينتهك قواعد اللعب المالي النظيف التي أقرها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، ناهيك بالرسالة الشهيرة التي تحمل عنوان «رحل واحد ونأمل أن يرحل الستة الآخرون»، التي يُزعم أن محامي مانشستر سيتي، سايمون كليف، قد أرسلها بعد إبلاغه بأن أحد محققي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم السبعة، جان لوك ديهان، قد مات.
يقول بوشمان: «لقد تحدثت مع عائلة روي قبل بضعة أيام، بعد قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بحرمان سيتي من المشاركة في البطولات الأوروبية لمدة عامين، وأبلغوني أن أول شيء قاله هو: لماذا عامين؟ أما السؤال الثاني الذي طرحه فكان: لماذا لم يتصل بي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم؟ يبدو من الغريب أنهم لم يجروا بعض الاتصالات مع الشخص الذي قدم لهم أقوى الأدلة».
ويضيف وينترباخ: «هناك علاقة واضحة بين نشر مقالتنا والتحقيق الذي أجراه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. وبعد 3 أسابيع من نشر مقالتنا، كتب مسؤولو الاتحاد الأوروبي الرسالة الأولى إلى مانشستر سيتي يسألونه فيها عن المعلومات التي كشفناها، وبدأوا التحقيق الرسمي عندما نشرنا مقالاً آخر عبر الإنترنت يظهر مقتطفات من رسائل بالبريد الإلكتروني. لا أعتقد أن هذا كان سيحدث من دون الأدلة التي قدمها روي».
ومنذ ظهور أول مقالة من المقالات الأربعة التي نشرناها في «دير شبيغل» في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، نفى مانشستر سيتي ارتكاب أي مخالفات، وقال إن تغطيتنا لهذه الأخبار قد بنيت على أساس مواد «مخترقة أو مسروقة» تم إخراجها من السياق، رغم تأكيد بينتو المستمر أنه لم يخترق أي جهاز كومبيوتر للوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني.
وقدم مانشستر سيتي استئنافاً أمام محكمة التحكيم الرياضية، لكن حتى لو رأت المحكمة أنه قد تم الحصول على رسائل البريد الإلكتروني بطريقة غير مشروعة، فقد كانت هناك سوابق تم فيها اعتماد أدلة حاسمة رغم الحصول عليها بطريقة غير مشروعة، بما في ذلك حالة واحدة تنطوي على انتهاك مدونة الأخلاقيات من قبل أحد مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الذي كان متورطاً في تسجيل سري.
وبعد بضعة أسابيع من نشر المقالات المتعلقة بمانشستر سيتي وقبل شهرين من تسليم بينتو، تم الاستماع إلى الشاب البرتغالي كشاهد أمام مكتب المدعي العام المالي الوطني - وهي الجهة المسؤولة عن إنفاذ القانون في الجرائم المالية الخطيرة في فرنسا - كجزء من التحقيقات في التهرب الضريبي وغسل الأموال. وقدم بينتو 26 تيرابايت من البيانات الجديدة - أكبر بـ9 مرات من ذاكرة التخزين الأصلية التي قدمها إلى مجموعة المتعاونين الاستقصائيين الأوروبيين - وهي المعلومات التي لا تزال قيد التقييم. كما تم التواصل مع بينتو من قبل سلطات الضرائب في ألمانيا وبلجيكا التي ترغب في الوصول إلى تلك المعلومات المشفرة.
ويبقى أن ننتظر لنرى ما سينبثق عن تلك التحقيقات، رغم أن ما كشفته الموجة الأولى من البيانات التي كشفها بينتو قد تسببت في حالة من الصدمة في عالم كرة القدم. وفي 6 فبراير (شباط) الماضي - وقبل يومين من المواجهة بين بورتو وبنفيكا في قمة كرة القدم البرتغالية - زعمت مجلة «سابادو» البرتغالية أن السلطات تحقق مع رئيس نادي بورتو، خورخي نونو دي ليما بينتو دا كوستا، والنادي بتهمة الاحتيال الضريبي وغسل الأموال فيما يتعلق بالتعاقد مع عدد من اللاعبين، من بينهم رادميل فالكاو، وجيمس رودريغيز، وإيكر كاسياس.
وقيل إن رئيسي بنفيكا وبراغا، ووكيل أعمال اللاعبين خورخي مينديز، كانوا أيضاً جزءاً من التحقيق الذي قيل إنه اعتمد اعتماداً كبيراً على الأدلة التي قدمها موقع «فوتبول ليكس». وأصدر بورتو بياناً قال فيه: «لم يتم استجواب نادي بورتو ولا رئيسه في أي تحقيق قضائي».
وفي هذه الأثناء، قامت السلطات الضريبية في مايوركا الأسبوع الماضي بتفتيش مكاتب وكيل أعمال اللاعبين المولود في ألبانيا، فالي رمضاني - الذي تمثل شركته «ليان سبورتس» نجم ريال مدريد لوكا يوفيتش، ولاعب مانشستر سيتي ليروي ساني، ومدافع نابولي كاليدو كوليبالي، وغيرهم من اللاعبين البارزين في عالم كرة القدم - فيما يتعلق بتحقيقات في غسل أموال بقيمة 100 مليون يورو.
وتم الكشف عن تفاصيل سوء السلوك المزعوم من قبل رمضاني للمرة الأولى في الكتاب الثاني الذي أصدره كل من بوشمان ووينترباخ، الذي يحمل اسم «فوتبول ليكس 2»، والذي نُشر في ألمانيا العام الماضي، لكن لم تتم ترجمته بعد إلى اللغة الإنجليزية بسبب عدد من المسائل القانونية الحساسة التي أثارتها تلك المزاعم.
يقول بوشمان: «من الجنون أن نسمع كل أسبوع في صناعة كرة القدم عن مزيد من الأخبار حول التحقيقات التي تجريها السلطات اعتماداً على تسريبات موقع فوتبول ليكس، لكن روي هو الشخص الوحيد الذي يقف أمام القاضي! عندما التقيت به للمرة الأولى في بداية عام 2016. أخبرني بأنه يريد أن يعمل على كشف الفساد للاتحاد الأوروبي لكرة القدم وأن يُظهر لهم مستندات تكشف الحسابات التي تخفيها الأندية عن القائمين على تطبيق قواعد اللعب المالي النظيف التي يقرها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. لكن من العار أنهم لم يتصلوا به مطلقاً، حتى بعدما كشف عن المعلومات التي لديه على الملأ».
وقال ويليام بوردون، محامي بينتو، الأسبوع الماضي، إنه يعتزم الاتصال بموكله السابق إدوارد سنودن «كشاهد إثبات» عبر الفيديو من روسيا - حيث حصل على حق اللجوء - عندما تبدأ المحاكمة. ومن المتوقع أن يحدث هذا خلال الشهر المقبل.
يقول وينترباخ: «هناك تباين كبير بين الطريقة التي يُعامل بها بينتو من قبل السلطات وبين أولئك الذين يراهم كل يوم في السجن. جميع الحراس يتعاملون معه بشكل طيب للغاية، لكن طوال هذه العملية برمتها كان موقف المدعين العامين والقاضي معادياً تقريباً. إنه يُعامل كأنه خطر على المجتمع، رغم أنه يعد بطلاً في حقيقة الأمر».


مقالات ذات صلة

برشلونة يبحث بيع مقصورات كبار الشخصيات في «كامب نو» لجمع 200 مليون يورو

رياضة عالمية يسعى النادي إلى جمع الأموال في مناورة من شأنها أن تساعده على تسجيل داني أولمو وباو فيكتور (رويترز)

برشلونة يبحث بيع مقصورات كبار الشخصيات في «كامب نو» لجمع 200 مليون يورو

يبحث نادي برشلونة بيع مقصورات كبار الشخصيات في ملعب كامب نو الذي تم تجديده حديثاً في إطار التزامات لمدة 20 عاماً في خطوة لتسجيل لاعبي الفريق الأول في يناير.

The Athletic (برشلونة)
رياضة عالمية كيليان مبابي (أ.ب)

مبابي يلجأ إلى «تأديبية» رابطة المحترفين لحل نزاعه مع سان جيرمان

لجأ قائد المنتخب الفرنسي كيليان مبابي إلى اللجنة التأديبية في رابطة محترفي كرة القدم في بلاده من أجل البت في نزاعه المالي مع ناديه السابق باريس سان جيرمان.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية يأمل برشلونة أن يوقف نزف النقاط ويتمسك بصدارة الدوري الإسباني لكرة القدم (أ.ف.ب)

«لاليغا»: برشلونة لوقف نزف النقاط… والريال أمام اختبار شاق في الباسك

يأمل برشلونة أن يوقف نزف النقاط، ويتمسك بصدارة الدوري الإسباني لكرة القدم، حين يحل الثلاثاء ضيفاً على ريال مايوركا.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية كيليان مبابي (أ.ب)

ريال ومبابي يداويان الجراح القارية ويشددان الخناق على برشلونة

داوى ريال مدريد ونجمه الفرنسي كيليان مبابي جراحهما القارية بتشديد الخناق على برشلونة المتصدر بعد الفوز على الجار خيتافي 2-0 الأحد على ملعب «سانتياغو برنابيو».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية دييغو مارتينيز (رويترز)

مدرب لاس بالماس: نقاط برشلونة مكافأة لنا مقابل العطاء

عبر دييغو مارتينيز مدرب لاس بالماس عن سعادته بالمجهود الجماعي الذي قدمه فريقه ليحقق فوزاً مفاجئاً 2 - 1 أمام برشلونة متصدر الدوري الإسباني لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.