حالة نادرة لتحنيط تمساح في مصر الفرعونية

صورة ثلاثية الأبعاد للتمساح المحنط (جامعة بلوس وان)
صورة ثلاثية الأبعاد للتمساح المحنط (جامعة بلوس وان)
TT

حالة نادرة لتحنيط تمساح في مصر الفرعونية

صورة ثلاثية الأبعاد للتمساح المحنط (جامعة بلوس وان)
صورة ثلاثية الأبعاد للتمساح المحنط (جامعة بلوس وان)

رغم أن المصريين القدماء قاموا بتحنيط آلاف الحيوانات على مدار ألف عام، فإن العديد من تفاصيل بروتوكولات التحنيط لا تزال غير معروفة أو في حاجة لمزيد من الأبحاث والدراسات، وهذا ما أكدته دراسة أجريت على مومياء تمساح مصرية موجودة في متحف «كونفلوينس» بمدينة ليون بفرنسا، وتعود إلى نهاية الفترة المتأخرة (نحو 722 - 332 قبل الميلاد).
وكان هناك اعتقاد بأن المصري القديم احتفظ في كافة العصور بالأعضاء الداخلية للحيوانات أثناء التحنيط، ولكن الدراسة التي أجريت على مومياء التمساح الموجودة في المتحف الفرنسي، أثبتت أنه تمت إزالة كل شيء أسفل جلد التمساح من الأعضاء والعضلات وحتى معظم الهيكل العظمي، وذلك قبل أن يتم تحنيطه.
وتوصل الباحثون الفرنسيون من مرفق الإشعاع السنكروتروني الأوروبي في مدينة غرونوبل وجامعة بول فاليري مونبيلييه لهذه النتيجة التي تم الإعلان عنها في العدد الأخير من دورية «بلوس وان»، بعد أن استخدموا التصوير المجهري بالأشعة السينية المستند إلى الشبكة، والتي توفر إمكانية هائلة لتصوير المواد والأنسجة التي لا يمكن تصويرها بسهولة باستخدام التصوير بالأشعة السينية التقليدية، وتكون أكثر حساسية لتغيرات الكثافة في العينة من التصوير بالأشعة التقليدية، وتوفر صوراً ثلاثية الأبعاد.
وأظهر التصوير أنه تمت إزالة جميع الأعضاء ومعظم العظام استعداداً للتحنيط، باستثناء الرأس والأطراف، وذلك من خلال شق واحد يمتد على طول الجزء البطني من التمساح من الحلق إلى الذيل، وتم حشو الأجزاء المفرغة بمجموعة متنوعة من النباتات، معظمها من الأعشاب.
وقال الباحثون في مقدمة دراستهم إن «التحديد النهائي لهذه النباتات كان خارج نطاق هذه الدراسة، ولكنها محفوظة بشكل جيد، وبالتالي يمكن لدراسات مستقبلية توصيفها بشكل محدد لتقديم معلومات إضافية حول محيط وسياق هذه الممارسة النادرة».
ويعتقد خبراء آثار مصريون، من بينهم د. خالد سلام، أستاذ الآثار المصرية القديمة بجامعة الزقازيق، أن هذه الممارسة النادرة، تمت في العصر المتأخر بهدف إعطاء التمساح مزيداً من التقديس، بجعله مثل البشر، حيث يتم نزع الأعضاء الداخلية، والتي يمكن أن تكون سبباً في ظهور البكتريا التي تسبب التعفن.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».