لماذا وزارة للرياضة؟

في غالبية الدول العربية لا توجد وزارات للرياضة، بل هناك هيئات للرياضة والشباب أو رعاية للشباب أو أي شيء للشباب ما عدا (وزارة)، وكنت أحد المطالبين دوماً بمنح الرياضة وزارة خاصة بها، لأن الهيئة غير الوزارة على كل الصعد المالية والتنظيمية والإدارية والتبعيات الرسمية.
ففي كل دولة قد تكون هيئات الرياضة تابعة لجهة غير مجلس الوزراء، وأحيانا تتبع جهة تحت مظلة مجلس الوزراء، ولكن عندما تصبح وزارة فهي مثلها مثل وزارات أصيلة كالصحة والتربية والتعليم والدفاع والخارجية والداخلية.
ففي المملكة العربية السعودية مثلا كانت الرياضة تابعة لوزارة الداخلية بداية خمسينات القرن الماضي، ثم انتقلت إلى وزارة التربية بعدها بعشر سنوات، وفي كثير من الدول العربية تتبع الرياضة لوزارات التربية (ولا أدري لماذا؟)، وربما لأن البعض يعتقد أن الرياضة هي لفئة الشباب فقط، وبالتالي تتم تسميتها في معظم الدول (هيئة الشباب والرياضة)، وأحيانا يتم ربطها بوزارات الشؤون والعمل، كما حدث للرياضة السعودية عام 1962، إلى أن تم تشكيل الرئاسة العامة لرعاية الشباب عام 1974.
بالطبع أن تكون وزيرا في حكومة يعني أنه لك ميزانية محددة وأهداف وطلبات ومحاسبة من قبل مجلس الوزراء، وأن يكون العمل أكثر احترافية من العمل في (الهيئات)، ويعني أن القيادة في المملكة العربية السعودية تريد للرياضة أن تكون أكثر فاعلية وأكثر حضورا، ليس على الصعيد المحلي فقط، بل على كل الأصعدة، ولهذا جاء هذا القرار ليمنحها المساحة والمكانة والآليات التي تمكنها من تحقيق رؤية 2030، وهي الرؤية التي أخذت السعودية إلى أبعاد عالمية خلال فترة زمنية قصيرة، وأنا شخصياً كنت في الرياض يوم الجمعة الماضي، وكنت قبلها بشهرين، وفي كل مرة أرى تطوراً ملحوظاً لم نكن نراه سابقاً خلال نفس الفترات الزمنية، حيث كانت وتيرة السرعة أخف بكثير.
(ألف مبروك) للرياضة السعودية حصولها على هذا الدعم الكبير من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، ونتوقع لها بعد الإعلان عن دورة الألعاب السعودية أن تنافس لاحقا على أهم الاستضافات العالمية، وأن تنافس أيضاً على أكثر من صعيد وفي أكثر من رياضة، لأن العجلة إن دارت فلن تتوقف أبداً...