التأجيلات تعصف بدوري أبطال آسيا

«مباريات الأشباح» تهيمن على أجواء المنافسات القارية

مباريات دوري أبطال آسيا مازالت تشهد المزيد من التأجيلات بسبب «كورونا» (الشرق الأوسط)
مباريات دوري أبطال آسيا مازالت تشهد المزيد من التأجيلات بسبب «كورونا» (الشرق الأوسط)
TT

التأجيلات تعصف بدوري أبطال آسيا

مباريات دوري أبطال آسيا مازالت تشهد المزيد من التأجيلات بسبب «كورونا» (الشرق الأوسط)
مباريات دوري أبطال آسيا مازالت تشهد المزيد من التأجيلات بسبب «كورونا» (الشرق الأوسط)

أجَّل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم مباراتي العين والشارقة الإماراتيين مع السد والدحيل القطريين على التوالي في الجولة الثالثة من مسابقة دوري أبطال آسيا بسبب فيروس كورونا المستجد.
وأعلن الاتحاد الإماراتي لكرة القدم عبر حسابه في «تويتر» تأجيل المباراتين «بسبب الظروف الصحية الراهنة التي تمر بها المنطقة».
وكانت مباراة الدحيل والشارقة في الدوحة الاثنين، هي الوحيدة إلى جانب مباراة العين والسد في ستاد هزاع العين الثلاثاء، لم يتم تأجيلهما من مباريات فرق غرب القارة في الجولة الثالثة للمسابقة القارية. وسافر الشارقة بالفعل أمس السبت إلى قطر لخوض المباراة أمام الدحيل، ونشر حساب النادي الإماراتي على «تويتر» صوراً لأفراد بعثة الفريق وهم في الطائرة المتجهة إلى الدوحة، قبل أن يتم إعلان قرار التأجيل.
من جهته، تقدم العين بطلب إلى الاتحاد القاري لتأجيل مباراته مع السد، وقال عضو إدارة النادي الإماراتي ماجد العويس في تصريح للموقع الرسمي للنادي أن ذلك يأتي «اتساقاً مع إجراءات الوقاية والمراقبة المتبعة في الدولة حالياً بهدف التصدي لفيروس كورونا، وخصوصاً أن الساعات الماضية شهدت اكتشاف حالتين حول استاد هزاع بن زايد (الذي سيحتضن المباراة)، وتحديداً في طواف الإمارات للدراجات».
وأشار العويس كذلك إلى ما ذكرته وسائل الإعلام مؤخراً «حول إصابة عدد من لاعبي فريق سيباهان أصفهان (الإيراني) الذي واجه السد في الجولة الماضية لدوري أبطال آسيا».
ومن جانبه، قال الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إنه يضع صحة وسلامة جميع المرتبطين بكرة القدم على رأس أولوياته بينما يأمل في عودة أوضاع اللعبة سريعاً إلى طبيعتها مع انتشار فيروس كورونا.
ومنذ ظهوره في الصين أواخر العام الماضي تسبب فيروس كورونا في تأجيل وإلغاء العديد من الأحداث والأنشطة الرياضية حول العالم.
وسيعقد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ثاني اجتماع طارئ يوم غداً الاثنين في مقره في العاصمة الماليزية كولالمبور لبحث خطط طوارئ تتعلق بإقامة تصفيات كأس العالم 2022 والتصفيات الأولمبية إلى جانب مباريات دوري أبطال آسيا. وقال الشيح سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد القاري في بيان: «في مثل هذه الظروف، فإننا سنعمل من أجل ضمان أولوية صحة وسلامة أسرة كرة القدم والجماهير، وهذه رسالتنا الواضحة، وكما قالت اللجنة الطبية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يوم الجمعة خلال اجتماعها في سريلانكا، فإن النظافة الشخصية واتباع توجيهات منظمة الصحة العالمية يعتبران من الأمور المهمة للغاية».
وأضاف البيان: «الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لن يضع أي شخص في خطر خلال هذه الأوقات التي تشهد مخاطر طبية عالية، ولهذا فقد قمنا باتخاذ قرارات منطقية بتأجيل مباريات وفعاليات». وبسبب انتشار الفيروس تأجلت مباريات في دوري أبطال آسيا وفي كأس الاتحاد الآسيوي وفي التصفيات الأولمبية لكرة القدم النسائية. كما أرجأ الاتحاد اجتماع جمعيته العمومية المقرر في 16 أبريل (نيسان) المقبل لنفس السبب.
وأردف رئيس الاتحاد: «يأمل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أن يكون هناك نهاية سريعة وآمنة للموقف الحالي، كي تعود الأمور إلى طبيعتها، وتساهم كرة القدم من جديد في جلب المتعة والفرح في حياة الناس.
«وفي الوقت الراهن فقد قمت بتوجيه الإدارة في الاتحاد بمواصلة مراقبة انتشار الفيروس واتخاذ القرارات المناسبة والفورية عند الحاجة من أجل حماية أسرة كرة القدم والجماهير». وكان لانتشار فيروس كورونا الجديد (كوفيد - 19) القاتل في العديد من الدول تأثيراً واضحاً على عالم الرياضة وأثار المخاوف لدى الرياضيين والمسؤولين حول العالم كما أثار الشكوك حول دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقررة في العاصمة اليابانية «طوكيو2020».
فقد دار الحديث عن «مباريات الأشباح» بعد أن أقيمت العديد من المباريات دون جمهور، كما جرى تأجيل وإلغاء العديد من الفعاليات الرياضية البارزة بمختلف أنحاء العالم خلال الفترة الماضية.
لكن لا تزال هناك احتمالات لاستقرار الوضع والسيطرة على انتشار الفيروس، وهو ما سيتيح إقامة الفعاليات الرياضية الكبيرة المقررة خلال العام الجاري طبقاً للمواعيد المقررة مسبقاً.
وقبل خمسة أشهر من انطلاق أولمبياد طوكيو 2020. يجري الرياضيون والرياضيات الذين يأملون في المشاركة في الأولمبياد، استعداداتهم بشكل طبيعي.
وقال البطل الأولمبي في رمي الرمح، الألماني توماس رولر: «سنواصل إنجاز عملنا».
لكنه اعترف في الوقت نفسه بأن احتمالات إقامة منافسات في الأولمبياد في المدينة التي يعيش بها 30 مليون نسمة، من دون جماهير، قائمة. وأكد رولر أن إقامة منافسات الأولمبياد في استادات خالية من الجماهير، سيكون السيناريو الأسوأ. وأضاف: «مباريات الأشباح ستكون أسوأ من الإلغاء. فهذا سيفقد الألعاب سحرها وجاذبيتها».
وأشار اللاعب البالغ من العمر 28 عاماً إلى أن المشكلة لا تكمن في الفيروس نفسه، «وإنما في السفر. حيث إنه إذا تكرر السعال من شخص ما على متن طائرة، فبالتالي سيكون هناك احتمال فرض حجر صحي».
وأضاف: «بعدها تغيب طوال 14 يوماً، وتكون معزولاً في مكان ما ولا يمكنك التدريب». وقالت أميلي إيبرت، المحترفة السابقة في السباحة المتزامنة والممثلة الحالية للرياضيين في اللجنة الرياضية بالبرلمان الألماني،: «العديد من الرياضيين يشعرون بالقلق حالياً بشأن المنافسات التأهيلية المقبلة».
وأضافت: «السفر يشكل مجازفة في الوقت الحالي، لكن يجب تطبيق المعايير، الوضع يتغير من يوم إلى آخر، وربما من المستحيل تقييمه. الجميع يشعرون بالتوتر حقاً. حيث إننا لا نعرف ماذا سيحدث».
أما نيكلاس كول بطل العالم في الديكاثلون، فقد أشار إلى أنه سيتفهم الموقف إذا ألغيت المنافسات.
وقال الألماني كول (22 عاماً): «الصحة تأتي في المقدمة. الإلغاء سيكون أمراً مؤسفاً، لكن في النهاية لا جدوى من إقامة دورة ألعاب أولمبية رائعة يحضرها العديد من المشجعين والرياضيين وينتجع عنها تزايد سريع في العدوى بفيروس كورونا». وقال المصارع الألماني فرانك شتيبلر بطل العالم وأوروبا إنه يأمل في الاستعداد للدورة الأولمبية، حيث إنها ستكون آخر منافسة دولية في مسيرته، حسب ما يخطط. وقال شتيبلر البالغ من العمر 30 عاماً: «الدورة الأولمبية لا تزال بعيدة. وأتمنى أن تنجح الحكومات والمنظمات الصحية في السيطرة».
وطالب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، منظمي الفعاليات الرياضية الكبيرة وكذلك الفعاليات الثقافية المقررة خلال الأسبوعين المقبلين، بالإلغاء أو التأجيل، إذا لزم الأمر. وأشار إلى أن الأسبوعين المقبلين حاسمان للغاية بالنسبة لليابان فيما يتعلق بالتصدي لانتشار العدوى. ويتوقع مشاركة نحو 11 ألف رياضي في الأولمبياد، كما يتوقع مشاركة 4 آلاف و400 رياضي آخر في دورة الألعاب البارالمبية التي تفتتح في 25 أغسطس (آب).
وقال الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في تصريحات لوسائل إعلام يابانية أول من أمس الخميس إن لجنة التنسيق باللجنة الأولمبية الدولية ملتزمة تماماً بالخطط الخاصة بتنظيم الأولمبياد، رافضاً التكهن بشأن الحلول البديلة، حسب ما نقلته وكالة أنباء «كيودو» اليابانية.



الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)
الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)
TT

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)
الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

كان جوهري، قيادي «طالبان» السابق يرتدي نظارات شمسية ومعطفاً من الصوف الثقيل، كما لو أنه قد يترك المكان في أي لحظة. على طاولة مغطاة بالبلاستيك تفصل بيننا تحت ضوء الفلورسنت، كان هناك تل من اللحم والأرز الذي لم يُمس. كانت هذه هي المرة الأولى التي نلتقي فيها، تحديداً في شتاء عام 2022، وقد اختار للقاء مكاناً يقع في نُزل وسط شارع مزدحم.

كانت أصوات التجار وهدير حركة المرور تتسلل عبر نافذة مفتوحة فيما كنت أشرح له لماذا تعقبتُ أثره. منذ أكثر من عقد من الزمان، حاصر 150 مقاتلاً من «طالبان» قاعدة أميركية في سفوح جبال «هندوكوش»، وقُتل تسعة جنود وأُصيب أكثر من عشرين فيما باتت تُعرف بمعركة «ونت»، التي تعد واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية خلال الحرب بأكملها.

وايغال هي قرية كبيرة في عمق وادٍ باسمها لم تتمكن القوات الأمريكية من الوصول إليها مطلقاً خلال حملتها بنورستان (نيويورك تايمز)

هذا الرجل، الملا عثمان جوهري، كان قائد ذلك الهجوم، وهي معجزة أنه لا يزال على قيد الحياة. فخلال الحرب، كان القادة المتوسطون في «طالبان» يلقون حتفهم بانتظام. لكن ها هو حيٌّ يُرزَق. على مدار أكثر من عشرين عاماً، كانت الصحافة الأميركية تغطي نصف الحرب فقط. وأنا، بصفتي صحافياً سابقاً في أفغانستان ورئيس مكتب كابل، كنت جزءاً من ذلك أيضاً. كانت أجزاء كبيرة من البلاد محظورة، وكان تصوُّر «طالبان» غالباً ما يقتصر على دعاية الحركة، وكانت القصة الحقيقية غير معروفة. قرأتُ بصفتي صحافياً كل التقارير المتعلقة بمعركة «ونت»، وكل درس مستفاد. لكن الآن وقد انتهت المعارك، أصبحت أتساءل عما فاتنا. قد أتمكن من الحصول على بعض الرؤى حول كيفية انتهاء الحرب بشكل سيئ بالنسبة إلى الولايات المتحدة (وكذلك بالنسبة إلى كثير من الأفغان، لا سيما النساء).

أردت رؤية الحرب من الجانب الآخر لتقديم منظور قد لا يراه القارئ مطلقاً، ودروس مستفادة من الجماعة الوحيدة التي لم يُطلب منها ذلك، جماعة «طالبان». فبعد حرب فيتنام، التي تتشابه إلى حد كبير مع الحرب في أفغانستان لدرجة أنها أصبحت أشبه بالإكليشيه، مرّت عقود قبل أن تتعامل الولايات المتحدة مع عدوها السابق.

وبحلول ذلك الوقت، كان كثير من قادتها العسكريين قد ماتوا، وضاعت فصول من التاريخ ربما إلى الأبد، حسب المؤرخين.

الملا عثمان جوهري بمنزله في وايغال بولاية نورستان بأفغانستان (نيويورك تايمز)

قدمتُ هذا العرض للملا عثمان جوهري مرتين من قبل: الأولى كانت عبر حارسه الشخصي، الذي كان يرتدي زياً يشبه زي قوات العمليات الخاصة؛ والأخرى كانت عبر مساعده، الذي كان بمثابة قنبلة موقوتة في الانتظار، ولم يعد مطلوباً. أخيراً، جلستُ أمام الملا عثمان نفسه، وعندما انتهيت من حديثي، لم يقل شيئاً، ولم يحرّك حتى رأسه. نظرنا إلى الطعام الذي بدأ يبرد أمامنا حتى أشار إلى حارسه ليتهيأ، فقد كنا متجهين إلى موقع «ونت» بسفوح جبال «هندوكوش».

اليوم في «ونت»، ما زالت بقايا القاعدة الأميركية السابقة قائمة، مهدمة وممزقة كذكرى باهتة، أطرافها التي كانت قائمة في السابق ذابت في الأرض مثل لوحة لسلفادور دالي. أراني الملا عثمان خطوط إمداد «طالبان» ومواقع إطلاق النار، وأعاد تمثيل الحصار. لكن بينما كنا نتحدث على مدار الأيام التالية، ثم الأشهر والسنة التالية، أقنعني الملا عثمان بأن معركة «ونت» بدأت فعلاً قبل سنوات -لكنّ الأميركيين لم يكونوا يدركون ذلك. قال لنا إنه لكم يكن عضواً في «طالبان» عندما بدأت الحرب. وبعد انضمامه، أصبح موضع سخرية في قريته. كان السكان المحليون في الوادي يؤمنون بمستقبل وَعَدَتْهم به الولايات المتحدة. لكن بعد ذلك، بدأت الغارات الجوية الأميركية، التي استهدفت مسلحين مشتبه بهم، في قتل الأبرياء. هذه القصة مألوفة بشكل محبط، ولكن كان ما هو أغرب، فالأمريكيون قتلوا وجرحوا أولئك الذين دعموا وجودهم أكثر من غيرهم.

بدأت عمليات تجنيد «طالبان» في الازدياد، حسب الملا عثمان، مع تحول الأميركيين من حلفاء إلى أعداء.

يقول : «لم يكن هناك أي عنصر لـ(طالبان) هنا عندما بدأت الحرب»، عبارة قالها لي الملا عثمان جوهري في تلك الرحلة الأولى إلى قريته الأصلية في ويغال، التي تقع في عمق الوادي تحت الجبال الشاهقة المغطاة بالثلوج. «لكن بعد أن دخل الأميركيون وبنوا قواعدهم وقتلوا الأبرياء، نهض الناس وقرروا القتال».

دروس مستفادة

نورستان، منطقة جبلية في شمال أفغانستان، لم تكن تهدف مطلقاً لتكون نقطة محورية في الحرب على الإرهاب. لم تكن معقلاً طبيعياً لـ«القاعدة» أو «طالبان». في الواقع، خلال فترة حكمهم الأولى في التسعينات، كانت «طالبان» قد دخلت المنطقة بالكاد. ومع ذلك، اعتقد الأميركيون أنها طريق لتهريب الأسلحة والمقاتلين وملاذ آمن لتنظيم «القاعدة»، لذا بنوا قواعد وبدأوا في تنفيذ دوريات عدوانية في أماكن كانت معتادة على الاستقلال.

في رحلاتي عبر الوادي، قابلت حلفاء للولايات المتحدة تعرضوا للتشويه جراء الغارات الجوية، والذين فقدوا عائلاتهم أيضاً. هؤلاء الأشخاص كانوا بمثابة تذكير بقلة إدراك الولايات المتحدة للحرب التي كانت تخوضها. اتضح أن الأميركيين كانوا مخطئين بشأن كون نورستان معقلاً للإرهابيين. لكن قواعدهم أصبحت بمثابة مغناطيس يجذب المسلحين، مثل «حقل الأحلام» للمتمردين: الأميركيون بنوها، ثم جاءت «طالبان». وبحلول الوقت الذي قاد فيه الملا عثمان فريقه عبر الجبال لشن الهجوم على القاعدة الأميركية في «ونت»، كان الوادي قد تحوَّل ضد الأميركيين، وكانت النتيجة مأساوية.

*خدمة «نيويورك تايمز»