ورشات أغاني الفلكلور الشعبي تجتذب جمهور القاهرة

أطلقها منشد ديني لمواجهة انتشار «المهرجانات»

من مشروع السيرة الهلالية للسيدات
من مشروع السيرة الهلالية للسيدات
TT

ورشات أغاني الفلكلور الشعبي تجتذب جمهور القاهرة

من مشروع السيرة الهلالية للسيدات
من مشروع السيرة الهلالية للسيدات

تعزيزاً للمحافظة على التراث الموسيقي، ومواجهة موجة أغاني «المهرجانات» اتجه المنشد الديني زين محمود إلى تنظيم سلسلة ورشات تعليم أغان من الفلكلور المصري الأصيل «الفلاحي والصعيدي» لأول مرة بالمراكز الثقافية بالأحياء القديمة والراقية على السواء بالقاهرة حيث يحتضن «مركز درب 1718 للفنون المعاصرة»، بمنطقة الفسطاط بالعاصمة المصرية أولى هذه الورشات تحت عنوان «ورشة فلكلور والسيرة الهلالية» و«ستتبعها ورشات أخرى في مراكز متعددة بأماكن متفرقة بالعاصمة؛ لأنه بات من الضروري رفد الأجيال الجديدة بروائع التراث المصري لكيلا تندثر» وفق الشيخ زين محمود، الذي يضيف لـ«الشرق الأوسط»: «مع نهايات تسعينات القرن الماضي، بدأ ظهور الأغاني الغريبة على الفن المصري وعلى أنماطه الاجتماعية سواء في الكلمات أو الألحان أو التصوير في الفيديو كليب، وبمرور الوقت أخذت المشكلة تتفاقم إلى أن وصلنا مؤخراً إلى أغاني المهرجانات بكل مخاطرها».
وبسبب الجدل الذي أحدثته أغاني المهرجانات في مصر فكر زين في الخروج من أبواب الأكاديمية التي أنشأها في حي السيدة زينب، التي تكاد تقتصر على الراغبين في احتراف الغناء الشعبي إلى الجمهور غير المتخصص، من بينهم فئات تحسب على الطبقة الراقية أو النخبة في مصر مثل رواد مركز «درب 1718»، ومثلما ساهمت هذه الورشات في تقديم أجيال من المطربين والعازفين والمنشدين والمبتهلين المحترفين، فإن الورشات الجديدة تعمل على تكوين أجيال تتعلم كيف تتواصل مع التراث والنهل منه والاستمتاع بروعته، وفق زين.
معظم المتدربين الجدد بحسب صاحب المبادرة من «عشاق التراث وينتمون إلى مهن ومراكز مرموقة ومنهم مهندسون وأطباء وصيادلة وموظفون إلى جانب طلبة الجامعات ويشتركون جميعاً في رغبتهم في فهم الفلكلور وتذوقه والمحافظة عليه، وهو ما يعتبره أهم وسيلة لمواجهة أغاني المهرجانات». ويقول: «من المؤسف أن موسيقى الفلكلور المصري والأغاني الشعبية الأصيلة قد تعرضت إلى محاولات لتشويهها عبر الخلط بينها وبين موجة الأغاني الهابطة التي يدعي البعض انتماءها لتراثنا، في حين أنه برئ منها، وذلك ما نحاول توضيحه للحضور، الذي سيتمكن من التفريق بين جوهر الفنون التراثية ومثل هذه الادعاءات والأكاذيب».
يتضمن برنامج الورشة شرحاً لمفهوم الفلكلور الشعبي باعتباره رافدا أساسيا للتراث المصري المتوارث عبر الأجيال في مختلف الأقاليم مع التركيز على الصعيد؛ لأنه المنبع الرئيسي للفلكلور الموسيقي، بالإضافة إلى تعليم الفن الشعبي والسيرة الهلالية التي تنقل المستمع ما بين مشاعر الشجن والضحك، وما بين هذا وذاك يتشكل إرث فني عظيم، وكذلك المديح والابتهالات والمواويل الشعبية مثل «ناعسة وأيوب، وحسن ونعيمة»، والتعرف على أشهر المطربين الشعبيين في مصر وأشهر أغانيهم، والعزف على مختلف الآلات الموسيقية الشعبية والموغلة في القدم مثل الربابة والكولة والناي.
وتضم الورشة التي تنقسم إلى قسمين نظري وعملي، التدريب على كيفية غناء هذا النوع من الفن، بداية من التدريب على تمارين النفس، وإجادة السلم الموسيقي، إلى جانب التدريب على «تغطية الصوت» للحصول على صوت أكمل، والتمرين على غناء الحروف المتحركة، وكيفية الوصول إلى النوتات العالية، وصولاً إلى وضع كل ذلك معاً في غناء متكامل.
وبحسب الشيخ زين محمود، فإن الورشة تكشف إلى أي مدى لا يقدم الفلكلور الشعبي المصري فناً جميلاً خالصاً فقط، إنما إلى جانب ذلك يحمل معاني وقيما أخلاقية رائعة، ويتطرق إلى كل مناحي الحياة، وهو لذلك يناسب مختلف العصور حتى إنه يتواءم مع العصر الحالي بكل قضاياه ومشاكله، مشيراً إلى أن «المتدربين ينبهرون بجماليات اللغة والمشاعر والانتقاء الراقي للمعاني والأفكار والكلمات، ويذكرون كم كانوا يجهلون ما ينطوي عليه الفلكلور الغنائي من سمو بالروح ولا يمنحونه التقدير البالغ».
ويقول: «على سبيل المثال تحث المواويل الشباب على طاعة الأم والبر بها، والابتعاد عن أصدقاء السوء، كما تحث السيرة الهلالية على احترام الزوجين لبعضهما، وحتى ما يتعلق بأغاني العشق والهجر، فإنها تتم في إطار من الرقي والاحترام على سبيل المثال أغنية (على ورق الفل) التي تغنيها الزوجة لشريك حياتها، أو أغنية (بتناديني تاني ليه) التي يعشقها الجمهور لا تحمل كلمة واحدة مسيئة رغم الفراق؛ فهي مزج بين الحب والكبرياء دون تجريح أو عداوة».
الشيخ زين، المولود في محافظة المنيا، إحدى محافظات صعيد مصر عام 1964، مؤسس فرقة للغناء التراثي والفلكلوري تحمل اسمه، منشد ديني ومن أشهر منشدي السيرة الهلالية والموال القصصي، كانت أسطوانته الأولى من إنتاج معهد العالم العربي في باريس، وعاش في فرنسا لسنوات، وبعد نجاحه فيها، طاف مدن أوروبا في حفلات شهدت حضوراً لافتاً من الجمهور.
ووفق شهد إسماعيل، الطالبة بكلية الآداب جامعة القاهرة، وإحدى المستفيدات بورشات أغاني الفلكلور، فإن «مصر تمتلك كمّاً هائلاً من التراث الغنائي والموسيقي، لا يلقى الاهتمام الذي يتسق مع حجمه كماً وكيفاً لكني أصبحت وسائر المتدربين على دراية بخصوصيته بعد التحاقي بالورشة»، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «يوجد متدربون من مختلف الأعمار، من بينهم طلاب مدارس، ولنا أن نتخيل الدور الذي سيقوم به هؤلاء الصغار على وجه التحديد في الحفاظ على الفلكلور». مشيرة إلى أنها «استمتعت كثيراً بالسيرة الهلالية وانبهرت بمشروع الشيح زين لتأسيس فرقة تقتصر على المغنيات وحدهن، وتدريب الفتيات على غناء حكاياتها حتى يستطعن إقامة حفلات للسيدات».



اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
TT

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)
جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ نجمتين عالميتين تقديراً لمسيرتيهما، هما الأميركية فيولا ديفيس، والهندية بريانكا شوبرا.

واختتم المهرجان عروضه بفيلم «مودي... 3 أيام على حافة الجنون» الذي أخرجه النجم الأميركي جوني ديب، ويروي حكاية الرسام والنحات الإيطالي أميديو موديلياني، خلال خوضه 72 ساعة من الصراع في الحرب العالمية الأولى.

واختير فيلم «الذراري الحمر» للمخرج التونسي لطفي عاشور لجائزة «اليُسر الذهبية» كأفضل فيلم روائي، أما «اليُسر الفضية» لأفضل فيلم طويل، فنالها فيلم «إلى عالم مجهول» للفلسطيني مهدي فليفل، بالإضافة إلى جائزة خاصة من لجنة التحكيم نالها فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» لخالد منصور.