إردوغان يتعهد بإبقاء الحدود مع أوروبا مفتوحة أمام المهاجرين

تعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بإبقاء حدود تركيا مع أوروبا مفتوحة للسماح للمهاجرين بالعبور، مع تأكيده أن بلاده لم تعد قادرة على التعامل مع موجات جديدة من النازحين الهاربين من الحرب في سوريا، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وسمحت تركيا للاجئين السوريين بعبور حدودها نحو اليونان، كوسيلة للضغط على الحكومات الأوروبية بعد مقتل 34 عسكرياً تركياً بضربات لقوات النظام المدعوم من موسكو.
وقال إردوغان، في خطاب من إسطنبول، في أول تعليق له على مقتل الجنود الأتراك في محافظة إدلب السورية: «ما قمنا به أمس... هو فتح أبوابنا»، مضيفاً: «لن نغلق أبوابنا... لماذا؟ لأن على الاتحاد الأوروبي الوفاء بتعهداته».
ووقعت تركيا والاتحاد الأوروبي اتفاقاً في عام 2015 يهدف إلى وقف تدفق المهاجرين عبر الحدود.
وأفاد إردوغان بأن 18 ألف مهاجر تجمّعوا على الحدود التركية مع أوروبا منذ أمس (الجمعة)، مضيفاً أن عددهم قد يرتفع إلى 30 ألفاً. وأكد إردوغان: «لسنا في وضع يسمح لنا بالتعامل مع موجة جديدة من المهاجرين» القادمين من سوريا.
بدورها، قالت اليونان اليوم إنها مصممة على حماية حدودها، بعد أن حاول مهاجرون العبور إلى أراضيها من تركيا، وفقاً لوكالة «رويترز».
وقال المتحدث باسم الحكومة ستيليوس بيتساس للصحافيين: «ستفعل الحكومة كل ما يلزم لحماية حدودها». وأضاف أن السلطات اليونانية أحبطت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية محاولات أربعة آلاف شخص لعبور الحدود.
وتابع: «هذا الأمر ليس له علاقة بإدلب السورية».
وازداد التوتر بين روسيا وتركيا على خلفية مقتل العسكريين الأتراك، لا سيما أن روسيا تدعم النظام السوري في عمليته العسكرية لاستعادة ما تبقى من محافظة إدلب، فيما تدعم تركيا المجموعات المعارضة للنظام.
وبموجب اتفاق تم التوصل إليه عام 2018 مع روسيا، أنشأت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي 12 نقطة مراقبة في إدلب، تحاصر معظمها حالياً قواتُ النظام.
وأعطى إردوغان دمشق مهلة حتى نهاية الشهر الحالي للانسحاب، تحت طائلة تحمل العواقب ما لم تستجب. وتنتهي المهلة مساء اليوم الساعة 21:00 ت.غ.
ومشيراً إلى مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أعلن إردوغان: «قلت لبوتين: ماذا تفعلون هناك؟ إذا كنتم تريدون إنشاء قاعدة، فهيا افعلوا ذلك، لكن ابتعدوا من طريقنا. اتركونا وحدنا وجهاً لوجه مع النظام السوري».
وأكد إردوغان كذلك تنفيذ تركيا ضربات ضد مواقع للنظام، قال مسؤولون إنها استهدفت، من بين مواقع أخرى، منشأة للأسلحة الكيميائية.
وحذر إردوغان: «لا نريد أن تصل الأمور إلى هذه النقطة، لكن يرغموننا على ذلك، سوف يدفعون الثمن»، في إشارة واضحة إلى قوات النظام السوري.