إردوغان: طلبت من بوتين «الابتعاد عن طريقنا» في إدلب

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والرئيس الروسي فلادمير بوتين - أرشيف (أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والرئيس الروسي فلادمير بوتين - أرشيف (أ.ف.ب)
TT

إردوغان: طلبت من بوتين «الابتعاد عن طريقنا» في إدلب

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والرئيس الروسي فلادمير بوتين - أرشيف (أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والرئيس الروسي فلادمير بوتين - أرشيف (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم (السبت)، أنه طلب من روسيا «الابتعاد من طريقنا» في سوريا، خلال مكالمة هاتفية، أمس (الجمعة)، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في أعقاب مقتل أكثر من 30 عسكرياً تركياً في سوريا.
وقال إردوغان في خطاب بإسطنبول: «قلت لبوتين: ماذا تفعلون هناك؟ إذا كنتم تريدون إنشاء قاعدة، فهيا افعلوا ذلك، لكن ابتعدوا من طريقنا. اتركونا لوحدنا مع النظام (السوري)»، مضيفاً أن القوات السورية «ستدفع ثمن» هجماتها ضد القوات التركية، وفقا لما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وكانت الخارجية الروسية قد أعربت، اليوم (السبت)، عن أملها في «خفض التصعيد» بسوريا، خلال لقاءات بين مسؤولين كبار من البلدين في الأيام الأخيرة، وأعلنت الخارجية الروسية في بيان أنه «جرى التركيز من الجانبين على خفض التصعيد على الأرض، مع مواصلة مكافحة الإرهابيين المعترف بهم كذلك من مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة».
كما أبدى مسؤولو البلدين عزمهم على «حماية المدنيين في داخل وخارج منطقة خفض التصعيد (محافظة إدلب شمال غربي سوريا) وتوفير مساعدة إنسانية عاجلة إلى كل الذين يحتاجون إليها».
وذكرت موسكو أن موفد الكرملين لسوريا ألكسندر لافرنتييف ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين وممثلين عن وزارة الدفاع الروسية أجروا لقاءات الأربعاء والخميس مع وفد تركي.
وشهدت الأيام الأخيرة تصعيداً لا سابق له بين دمشق وأنقرة بعد مقتل 34 عسكرياً تركياً على الأقل خلال أسبوع، في قصف للجيش السوري. كما تشهد محافظة الدب أزمة إنسانية مع فرار نحو 700 ألف شخص من المعارك.
وفي قلب هذا التوتر محافظة إدلب شمال غربي سوريا، حيث يشنّ الجيش السوري مدعوماً من سلاح الجو الروسي منذ أشهر حملة لاستعادة السيطرة على هذه المحافظة، وذلك رغم اتفاق خفض التصعيد المبرم بين روسيا وتركيا فيها.
وتخضع إدلب لمقتضيات اتفاق لـ«خفض تصعيد» جرى التوصل إليه سابقاً بين أنقرة وموسكو، ولكنّه تحوّل إلى اتفاق نظري إثر التطورات الأخيرة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».