انتقادات لـ«محاولة تعويم» باسيل على خلفية استكشاف النفط

TT

انتقادات لـ«محاولة تعويم» باسيل على خلفية استكشاف النفط

سحب رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي»، وليد جنبلاط، انتقاده للمشهد الذي واكب الإعلان عن انطلاق أعمال الحفر لاستكشاف النفط والغاز في المياه الاقتصادية اللبنانية، معتبراً أنه سواء خرج النفط أم لم يخرج فإن «كل شيء أصبح ثانوياً بوجود فيروس كورونا».
وانتقاد جنبلاط، يمثل جزءاً من الانتقادات السياسية اللبنانية لخطاب رئيس الجمهورية ميشال عون مساء الأربعاء الذي «حاول فيه تعويم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من خلال تسميته كشخصية عاملة على الوصول إلى هذا الإنجاز»، بحسب ما قالت مصادر نيابية معارضة لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن عون «تجاهل جهود الجميع التي أدت إلى إقرار مراسيم النفط والغاز في وقت سابق تمهيداً لتلزيم الرقعتين النفطيتين (رقم 4 ورقم 9) وانطلاق التنقيب الاستكشافي في إحداهما (رقم 4) أول من أمس الخميس».
وكان عون قال في كلمة وجهها للبنانيين عشية إطلاق الحفر في البلوك رقم 4: «كان التزامنا من خلال تكتل التغيير والإصلاح النيابي الذي ترأسته لسنوات، والوزارات التي تولينا تحمل مسؤولياتها، لا سيما وزارة الطاقة التي تسلمها الوزير جبران باسيل، والذين تعاقبوا من بعده، أن نعمل ليل نهار، ومن دون هوادة، من أجل تحقيق هذا الحلم».
واستغربت المصادر تنكر الاحتفالية لجهود رئيس مجلس النواب نبيه بري في إقرار القانون قبل سنوات، والهيئة العامة للبرلمان والنواب الذين بذلوا جهوداً في إقرار المراسيم، وتنكرها أيضاً لجهود حكومة الرئيس سعد الحريري، ومحاولة حصر جهود الإنجاز في التيار الوطني الحر وفريقه الوزاري الذي تسلم وزارة الطاقة منذ عام 2010.
واعتباره إنجازاً حصرياً لهم دون الآخرين، علما بأن إقرار مراسيم النفط والتحضير لهذه اللحظة يعتبر جهداً مشتركاً من قبل الجميع. كما استغربت المصادر أسباب غياب أعضاء هيئة إدارة قطاع النفط عن الاحتفالية التي حصلت على متن سفينة الحفر، وحصر الحضور في رئيس الهيئة وليد نصر، وسألت عما إذا كان حضوره دون غيره «لأنه مقرب من التيار الوطني الحر؟» مع أن الهيئة انتهت ولايتها.
وكان جنبلاط انتقد في تغريدة له السلطات اللبنانية، إذ قال: «تجاهلوا كلمة إصلاح في البيان الوزاري كي لا يغضب الحاكم الفعلي، وبالأمس غيبوا هيئة إدارة النفط عن مشهدية الحفر إرضاء للحاكم الفعلي والحبل على الجرار، وكل هذا في غياب الصندوق السيادي للأجيال المقبلة». وإذا جاء سؤال عن المستفيد من النفط، قال «العائلة الحاكمة طبعا».
وسرعان ما حذف جنبلاط تغريدته، ليستبدلها بتغريدة ثانية، قال فيها: «في كل الأحوال خرج النفط أو لم يخرج أو الغاز فإن كل شيء أصبح ثانوياً بوجود الكورونا الذي يجتاح الحدود والقارات».
ودعا جنبلاط لتوحيد الجهود الوقائية بالحد الأقصى وفوق كل اعتبار «في انتظار إمكانية وصول العلماء إلى اللقاح المناسب، لكن يبدو أن الأمر وفق المعطيات ليس بقريب».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.