الكونغرس يناقش التجديد لقانون المراقبة والتنصت على المكالمات الشخصية

TT

الكونغرس يناقش التجديد لقانون المراقبة والتنصت على المكالمات الشخصية

يزداد الجدل حول إمكانية تلبية الكونغرس طلب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التجديد لقانون الرقابة الداخلية، مع اقتراب انتهاء مدته في 15 مارس (آذار) المقبل. وبينما تميل الدفة نحو رفض الطلب، يسعى وزير العدل، المدعي العام ويليام بار، جاهداً إلى إقناع أعضاء الحزب الجمهوري في الكونغرس للتصويت على التجديد. والتقى بار بالسيناتور الجمهوري النافذ ليندسي غراهام، رئيس اللجنة القانونية في مجلس الشيوخ، وعدد من أعضاء الحزب الجمهوري في الكونغرس، لمحاولة شرح أسباب طلب إدارة ترمب التمديد للقانون، غير أن غراهام أصر على أن الكونغرس بمجلسيه، النواب والشيوخ، سيرفض المادة 215 المتعلقة بمراقبة الهواتف، قائلاً إنه «سيكون من الصعب جداً تسويقه».
وقانون المراقبة كان قد وقَّع عليه الرئيس السابق باراك أوباما في مارس 2015، على أن يستمر العمل به حتى منتصف مارس 2020؛ لكن القانون يحمل كثيراً من اللغط، وخصوصاً المادة 215 منه المتعلقة بحق التنصت على الهواتف الخاصة، وتسجيل المكالمات الهاتفية.
وبقي برنامج مراقبة الهواتف سرياً إلى أن سربه إلى العلن العميل السابق في وكالة الأمن القومي، إدوارد سنودن.
صحيفة «نيويورك تايمز» نشرت في هذا الإطار أن البند 215 لم يقدم أي جديد، ولم يتم الاستفادة منه منذ عام 2015 إلا مرتين؛ حيث قدم معلومتين في إطار قضية تحقيق واحدة؛ لكنها أشارت إلى أن كلفة هذه الخدمة بلغت مائة مليون دولار، ما بين عامي 2015 و2019. وقال السيناتور جون كورنين، عضو لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، إن خبراء المنظمات الاستخبارية يميلون إلى وضع حد لهذه المادة أيضاً. وقال: «لا أعتقد أن خبراء الاستخبارات يؤيدون برنامج التنصت وتسجيل المكالمات الهاتفية، لذا قد أوافق على التمديد للبنود الأخرى في هذا القانون، وأستثني مادة التنصت على الهواتف».
ودعا كورنين إلى اعتماد تكنولوجيا أكثر حداثة في إطار التسويق لهذا القانون، من أجل التخلي عن هذه المادة.
من جهته، تقدم رئيس لجنة الاستخبارات، السيناتور الجمهوري ريتشارد بور، ونائبه الديمقراطي مارك ورنر، بتشريعات تقضي بوضع نهاية قانونية للمادة 215، بينما يتم التمديد للمواد الأخرى في قانون المراقبة المطروح لثماني سنوات مقبلة. وكان وزير العدل ويليام بار، قد دعا المشرعين إلى إعادة التجديد للقانون في بنوده الثلاث. ومن بين الأقلية التي تساند التجديد للقانون حتى الساعة، رئيس الأغلبية في الكونغرس، السيناتور ميتش ماكونيل الذي قال للصحافيين إنه يؤيد التمديد للقانون بكافة بنوده، موضحاً أن «البنود كافة لا تزال أساسية في إطار جهودنا لمكافحة الإرهاب». كما يسعى البعض لتعديل البند 215 بدل إلغائه، وذلك بعد أن تم استغلاله للتنصت على هاتف الرئيس دونالد ترمب عندما كان مرشحاً رئاسياً، كما يزعم البعض.
واقترح السيناتور رون جونسون أن يتم التجديد لهذا البند لفترة محددة، إلى أن يتم إيجاد بديل له؛ لكن وزير العدل بار كان قد أعلن في اجتماعه المغلق مع قادة الكونغرس الجمهوريين، أن المشكلة ليست في البند بحد ذاته، إنما تكمن في استغلاله من قبل البعض، في إشارة إلى قضية التنصت على كارتر بيج، أحد مسؤولي حملة ترمب الرئاسية من قبل «إف بي آي».
يذكر أن هذا القانون كان يثير دائماً نقاشاً ولغطاً بين الكونغرس والبيت الأبيض، بمعزل عن الحزب المهيمن. وفي عام 2015 عارض الحزب الجمهوري قانون الحريات؛ لا بل دعا للتمديد لقانون باتريوت الذي تم إقراره بعد اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001؛ لكن معارضتهم لم تمنع تمرير القانون.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.