مايك دين أكثر حكام إنجلترا إثارة للجدل يكشف عن جانبه الإنساني

دافع عن نفسه مع اقترابه من إطلاق صافرته الأخيرة قبل الاعتزال

مايك دين متهم دائماً من جماهير الكرة الإنجليزية بالتعالي والغطرسة
مايك دين متهم دائماً من جماهير الكرة الإنجليزية بالتعالي والغطرسة
TT

مايك دين أكثر حكام إنجلترا إثارة للجدل يكشف عن جانبه الإنساني

مايك دين متهم دائماً من جماهير الكرة الإنجليزية بالتعالي والغطرسة
مايك دين متهم دائماً من جماهير الكرة الإنجليزية بالتعالي والغطرسة

أثار الحكم مايك دين غضب كثير من جماهير كرة القدم الإنجليزية، لكنه كشف عن الجانب الإنساني في شخصيته أثناء استضافة المهاجم السابق بيتر كراوتش له ببرنامجه، مع اقترابه من إطلاق صافرته الأخيرة.
خلال ظهوره الإعلامي الأخير، بدأ الحكم مايك دين هادئاً للغاية. وثمة دلالات كبيرة وراء حقيقة أنه بعد مسيرة كروية احترافية لمدة 19 عاماً، لم تسنح الفرصة أمام مهاجم إنجلترا كراوتش سوى بعد اعتزاله الكرة بـ7 أشهر كي يتعرف على حقيقة حياة الحكام وشخصياتهم.
وبعد محادثة جرت بين كراوتش ودين في وقت قريب، اقتنع اللاعب المخضرم أخيراً بأن الحكام بشر مثلنا جميعاً، وليسوا روبوتات آلية بلا عقل ولا مشاعر تنفذ قواعد مبرمجة داخلها بشكل أوتوماتيكي على نحو يجعلها أشبه بقتلة محترفين قادمين من المستقبل لتنفيذ مهمة محددة في واحد من أفلام الخيال العلمي.
واللافت أن دين لم يسبب استقطاباً كبيراً في أوساط جماهير الأندية المختلفة بقدر ما نجح في توحيد صفوفها على نحو مبهر. على سبيل المثال، ذات مرة وجد دين نفسه محور حملة جمع توقيعات غير ناجحة على عريضة وقّعها أكثر من 100 ألف من جماهير نادي آرسنال يطالبون فيها بمنعه من تحكيم أي مباريات لناديهم.
بوجه عام، يشتهر دين بلفته للأنظار وحبه للتباهي من حين لآخر ورغبته الواضحة في أن يصبح محور الاهتمام في أي مباراة يتولى تحكيمها. ولذلك، يعتبر دين اليوم أشهر حكام الدوري الإنجليزي الممتاز وأكثرهم افتقاراً إلى الشعبية.
ومع هذا، كشفت مقابلته الأخيرة مع كراوتش أن هذه النظرة ربما لا تكون صحيحة. في منتصف الثمانينات، كان دين مراهقاً يعيش بمنطقة ويرال البريطانية ويعاني من زيادة في الوزن. ولذلك، قرر امتهان التحكيم في محاولة للتخلص من الوزن الزائد بجسده. وبعد أن عمل بمذبح للدجاج كان يذبح فيه مئات من الدجاج بصورة جماعية، قرر دين بعد 16 عاماً التفرغ تماماً للعمل بمجال التحكيم. ومنذ ذلك الحين، أصبح واحداً من أكثر الحكام على مستوى البلاد عرضة للانتقادات، ويسود اعتقاد بين جماهير كرة القدم أن أداءه مروع في مهنة شديدة الصعوبة. إلا أن طبيعة مهنة التحكيم توحي بأنك لا تصبح بهذا القدر من الشهرة وتكتسب هذا القدر الكبير من كراهية الجماهير مثلما الحال مع دين على مرّ السنوات، دون أن تنجز كثيراً من الأشياء الصائبة في عملك.
وبعد حديث دين الأخير ببرنامج «ذات بيتر كراوتش برودكاست» الذي تذيعه محطة «بي بي سي»، قال كراوتش لزملائه ممن يشاركونه تقديم البرنامج: «أشعر أنني رأيت الشخص من دون وجه الحكم. لم أفكر من قبل قط حقاً فيما فعله. لقد بدأ مسيرته التحكيمية عام 1985 عندما كنت في الرابعة من عمري وما يزال يتولى التحكيم على أعلى المستويات في الوقت الحالي وهو في سن الـ50. وهو شيء يستحق التقدير والإشادة. لم أفكر قط في مثل هذه الرحلة، أو كيف بلغ هذه النقطة، وبصراحة أشعر ببعض الخجل إذا أردنا التقليل من الدور الذي يقوم به».
وبالنظر إلى أنه من غير المعتاد أن يتحدث الحكام إلى وسائل الإعلام، فإن ظهور دين في ذلك البرنامج كان بمثابة إنجاز كبير لكراوتش والمعاونين له بالبرنامج، وإن كان المرء يشعر أن الأمر لم يتطلب مجهوداً كبيراً لإقناعه بالمشاركة. جدير بالذكر أن الحكام المشاركين في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز محظور عليهم في الوقت الراهن الحديث إلى وسائل الإعلام فور انتهاء مباريات يتولون تحكيمها مباشرة، وذلك لأن رئيس الحكام مايك رايلي يعتقد أن الحكام ربما يتورطون عاطفياً على نحو مفرط «فيما كانوا يمرون به للتو» وربما يدلون بتصريحات غير موفقة.
وفي إطار عالم تعرض فيه زميل دين، جون موس في الفترة الأخيرة لانتقادات لاذعة بسبب سخريته من دان غوسلينغ، لاعب بورنموث، من الصعب تخيل أن دين صاحب الشخصية الأكثر ميلاً للثرثرة، يشعر بالتردد إزاء اقتناص فرصة الإمساك بميكروفون بكلتا يديه كي يعبر عن نفسه في أعقاب مباراة مثيرة للجدل. والمؤكد أنه لم يكن يشعر بأي تردد تجاه التعبير عن آرائه خلال مشاركته في برنامج بيتر كراوتش، وإن كانت النبرة البسيطة الودية للبرنامج كانت مؤشراً على أنه لن يتعرض لأسئلة عسيرة أو محرجة. كان البرنامج قد بدا كوسيلة أمام النجم الكروي المحبوب للتعبير عن وجهات نظره الفريدة والطريفة حول الحياة لاعب كرة قدم. واليوم، يبدو واضحاً أن قرار البرنامج استضافة حكم عامل كان قراراً عبقرياً.
كانت الدعوة قد وجهت إلى دين للمشاركة في البرنامج كي يدحض الفكرة الشائعة عنه كشخص مغرور يحاول دوماً جذب الأنظار، لكن اللافت أنه لم يبذل مجهوداً كبيراً لتحقيق ذلك.
خلال حديثه، اعترف دين بأن «هناك هالة من الغطرسة تحيط بي عندما أنزل أرض الملعب. أدرك تماماً هذا الأمر، لكن هناك أيضاً كثيراً من الثقة بنفسي لأنني أؤمن بقدراتي».
ومع هذا، فإنه قبل ذلك بلحظات، وفي إطار حديثه حول أن تقدمه في العمر يعني أنه لم يعد قادراً على الجري بذات السرعة وعلى طول ذات المسافات التي اعتادها، شرح دين أن بإمكانه «اتخاذ قرارات من على مسافة 30 ياردة بينما يتلفت اللاعبون حولهم، لكن لأنني أنا من أصدر هذه القرارات يمكنني الإفلات بذلك».
ورغم تقديره العالي لنفسه، ظهر دين خلال البرنامج كشخصية ودودة للغاية وتناول بالتفصيل عن طيب خاطر المواقف التي يتعرض خلالها لانتقادات من بعض الجماهير عندما يخرج في نزهة ليلية برفقة زوجته.
تجدر الإشارة هنا إلى أن دين الذي يعتبر أشهر مشجعي نادي ترانمير احتل العناوين الرئيسية للصحف في مايو (أيار) الماضي عندما ظهر في صور وهو يشجع بحماس في مدرجات إستاد «فورست غرين» بعدما ضمن ناديه مكاناً له في تصفيات الترقي بدوري الدرجة الثالثة. ورغم كل شكواه من انتقادات كثيرين له، يميل المرء للاعتقاد بأنه سيشعر بوحدة كبيرة عندما يتوقف ذلك.
الملاحظ خلال السنوات الأخيرة أنه أصبح من المألوف استضافة برامج رياضية لحكام سابقين للتعليق على قرارات الحكام المثيرة للجدل في المباريات، وإن كان الحكم السابق يجلس في قطاع منعزل من الإستوديو يبدو كأنه يؤكد وضع الحكام كلهم كفئة منبوذة.
من ناحيته، يأمل دين أن يتمكن من الاستمرار في التحكيم الموسم المقبل قبل أن يعلن اعتزاله، لكنه أعرب عن خوفه من ألا يتمكن من الاستمرار بنفس المستوى السابق. وأخبر كراوتش ومن معه: «الله وحده يعلم ما سأفعله عندما أصبح عاجزاً عن الاستمرار في التحكيم»، لكن بالنظر إلى اللاعب السابق الذي استضافه في برنامجه، من الصعب تخيل أن شخصاً مثل دين سيظل على الهامش لفترة طويلة.


مقالات ذات صلة

فلاهوفيتش يواصل الغياب عن يوفنتوس

رياضة عالمية المهاجم دوسان فلاهوفيتش يواصل الغياب عن يوفنتوس (رويترز)

فلاهوفيتش يواصل الغياب عن يوفنتوس

أعلن تياغو موتا، مدرب يوفنتوس الإيطالي، استمرار غياب المهاجم دوسان فلاهوفيتش في مواجهة مستضيفه ليتشي.

«الشرق الأوسط» (تورينو (إيطاليا))
رياضة سعودية العرض السعودي لتنظيم مونديال 2034 (الشرق الأوسط)

ماذا قال تقرير «فيفا» عن ملف السعودية لتنظيم مونديال 2034؟

أجرت إدارة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تقييماً لملف المملكة العربية السعودية لتقييم مدى ملاءمته لاستضافة «كأس العالم لكرة القدم 2034».

مهند علي (الرياض)
رياضة عالمية هزيمة قاسية لبرشلونة على أرضه أمام لاس بالماس (أ.ب)

«لاليغا»: برشلونة يخسر في الذكرى 125 لتأسيسه

أفسد لاس بالماس احتفال برشلونة بالذكرى السنوية 125 لتأسيسه بالفوز 2 - 1 على الفريق الكاتالوني.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية المدرب الإيطالي لريال مدريد كارلو أنشيلوتي يواصل دعم نجمه الفرنسي مبابي (رويترز)

أنشيلوتي: مشكلة مبابي بسبب الفريق كله

عدَّ المدرب الإيطالي لريال مدريد، أنشيلوتي، أن المشكلة التي يعاني منها النجم الفرنسي مبابي هذا الموسم تعود إلى افتقار فريقه إلى الثبات في الأداء بشكل عام.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عربية منتخب الكويت أمام اختبار صعب في «خليجي 26» (أ.ف.ب)

الكويت في «خليجي 26»... عين على المنتخب وأخرى على التنظيم

بدأ العد التنازلي لاستضافة دولة الكويت بطولة كأس الخليج الـ26 لكرة القدم بين 21 ديسمبر (كانون الأول) و3 يناير (كانون الثاني) المقبلين.

«الشرق الأوسط» (الكويت)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».