حفرة بجنوب ألمانيا تكشف سريان المياه في المريخ

حفرة بجنوب ألمانيا تكشف سريان المياه في المريخ
TT

حفرة بجنوب ألمانيا تكشف سريان المياه في المريخ

حفرة بجنوب ألمانيا تكشف سريان المياه في المريخ

استخدم باحثون أميركيون من جامعة كاليفورنيا حفرة بعرض (24 كيلومترا) في جنوب ألمانيا، للإجابة عن سؤال حيرهم منذ زمن بعيد يتعلق بكيفية سريان المياه على سطح المريخ منذ مليارات السنين، رغم ابتعاده عن الشمس، فضلا عن أن حرارتها في تلك الفترة كانت أقل مما هي عليه اليوم.
وجمع الباحثون قبل سنوات أدلة دامغة على أن المريخ كان لديه محيطات مياه سائلة منذ ما يقرب من 4 مليارات سنة، وكان السؤال المركزي الذي يطرحه علماء الفلك وحاولوا الإجابة عنه في الدراسة التي نشرت أول من أمس في دورية (ساينس أدفانسيس)، هو كيف كان ذلك ممكناً، في ظل أن الكوكب أبعد ما يكون عن الشمس قياسا بدرجة بعد الشمس عن الأرض، كما أنه منذ مليارات السنين كانت حرارة الشمس أقل مما هي عليه اليوم.
وخلص الباحثون إلى أنه حتى يكون الكوكب دافئاً بدرجة كافية للحصول على المياه السطحية السائلة رغم بعده عن الشمس، كان من المحتمل أن يحتوي غلافه الجوي على كمية هائلة من غازات دفيئة وثاني أكسيد الكربون على وجه التحديد.
ونظراً لأن أخذ عينات من جو المريخ منذ مليارات السنين لمعرفة محتوى ثاني أكسيد الكربون أمر مستحيل، فكر الفريق البحثي في أن الموقع على الأرض الذي يحمل جيولوجيا وكيمياء متشابهة مع سطح المريخ قد يساعد في حل اللغز، وهو حفرة في جنوب ألمانيا في موقع يسمى «نوردلينغر ريس». وتشكلت هذه الحفرة قبل 15 مليون عام تقريباً بعد أن ضرب المنطقة نيزك، وتتميز بوجود طبقات من الصخور والمعادن محفوظة بشكل أفضل من أي مكان تقريباً على الأرض.
ويقول كريس تينو الباحث المشارك بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة كاليفورنيا: «من غير المحتمل أن يكون لدى المريخ القديم كمية كافية من الأكسجين لاستضافة أشكال الحياة المعقدة مثل البشر أو الحيوانات، ومع ذلك، كان يمكن لبعض الكائنات الحية البقاء على قيد الحياة إذا كان الماء في المريخ القديم لديه مستوى حموضة محايد وقلوية عالية؛ لأن هذه الظروف تعني وجود ثاني أكسيد الكربون الكافي في الغلاف الجوي، ربما آلاف المرات أكثر مما يحيط بالأرض اليوم، لتسخين الكوكب وجعل الماء السائل ممكناً».
ووجد الفريق البحثي أن عينات الصخور التي تركها النيزك بها نسب من نظائر النيتروجين التي يمكن تفسيرها على نحو أفضل بارتفاع درجة الحموضة، كما أن المعادن الموجودة بها تخبرنا أن القلوية كانت عالية جداً أيضاً، وهذا يشير إلى مستويات عالية للغاية من ثاني أكسيد الكربون.
ويضيف تينو: «يمكن أن تساعد تقديرات ثاني أكسيد الكربون الناتجة في حل اللغز القديم لكيفية أن يكون المريخ القديم الموجود بعيداً عن الشمس المبكرة، ودافئاً بدرجة كافية للمحيطات السطحية وربما للحياة».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.