المعارضة السورية تعلن استعادة السيطرة على سراقب... وروسيا تنفي

مقاتل من المعارضة السورية يطلق القذائف باتجاه بلدة سراقب السورية (أ.ف.ب)
مقاتل من المعارضة السورية يطلق القذائف باتجاه بلدة سراقب السورية (أ.ف.ب)
TT

المعارضة السورية تعلن استعادة السيطرة على سراقب... وروسيا تنفي

مقاتل من المعارضة السورية يطلق القذائف باتجاه بلدة سراقب السورية (أ.ف.ب)
مقاتل من المعارضة السورية يطلق القذائف باتجاه بلدة سراقب السورية (أ.ف.ب)

قال مقاتلون من المعارضة السورية اليوم (الخميس) إن المعارضة المدعومة من تركيا انتزعت السيطرة على مدينة سراقب الاستراتيجية في أول انتكاسة كبيرة للنظام السوري في إطار هجوم حقق مكاسب كبيرة بدعم من روسيا، وفقاً لوكالة «رويترز».
وخسرت المعارضة قبل ثلاثة أسابيع المدينة التي تقع بشمال غربي البلاد بعد تقدم النظام السوري في مسعاه لاستعادة آخر منطقة كبيرة تحت سيطرة المعارضة.
ونزح قرابة مليون سوري بسبب القتال في الآونة الأخيرة.
وأعلن ناجي مصطفى، المتحدث باسم الجبهة الوطنية للتحرير، وهي تحالف لفصائل مسلحة تدعمها تركيا، في بيان: «تحرير مدينة سراقب الاستراتيجية بالكامل من قوات الأسد»، في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد. وأكدت مصادر أخرى بالمعارضة هذا التقدم.
من جهته، نفى مصدر عسكري روسي في نبأ نشرته وكالات أنباء روسية اليوم ما أعلنه مقاتلو المعارضة السورية من استعادتهم السيطرة على مدينة سراقب الاستراتيجية.
ونفى المصدر العسكري الروسي صحة ما ورد، وقال إن قوات النظام السوري صدت بنجاح هجوم شنه مقاتلو المعارضة على سراقب.
وأرسلت أنقرة آلاف الجنود وشاحنات محملة بالمعدات إلى شمال غربي سوريا دعماً لمقاتلي المعارضة وتعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بطرد قوات الأسد.
وكان النظام السوري قد أعلن بعد سيطرته على المدينة إعادة فتح الطريق السريع (إم5) وهو شريان رئيسي يربط شمال سوريا بجنوبها ويصل بين العاصمة دمشق وحلب ثاني أكبر مدينة سورية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم إن قوات النظام بسطت سيطرتها الكاملة على جنوب محافظة إدلب بعد أن حققت تقدماً جديداً أمام مقاتلي المعارضة.
وأضاف المرصد أن القوات سيطرت على نحو 60 بلدة وقرية في المنطقة الجنوبية من إدلب ومحافظة حماة المجاورة في الأيام الثلاثة الماضية.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.