على الرغم من الهدوء الذي رافق المظاهرات «المليونية» التي دعت إليها جماعات الحراك، أول من أمس (الثلاثاء)، فإن الاشتباكات المسائية التي وقعت في ساحة الخلاني القريبة من ساحة التحرير بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين في اليوم نفسه، كسرت حاجز الهدوء، وأعادت إلى الأذهان أحداثاً مماثلة وقعت في الأسابيع الماضية بين الجانبين، وخلّفت وراءها عدداً غير قليل من الضحايا بين قتيل وجريح.
وفي حين تأكد مقتل ثلاثة متظاهرين، بينهم شاب ينتمي إلى الطائفة المسيحية، طبقاً لمعلومات قدمتها جماعات الحراك ومفوضية حقوق الإنسان المستقلة، تضاربت الروايات بشأن أعداد المصابين، سواء بين صفوف المتظاهرين أم بين عناصر مكافحة الشغب، فالمتظاهرون وقيادة عمليات بغداد يتحدثون عن إصابات كثيرة بين صفوفهم. ومع غياب الإحصاءات الرسمية الموثوقة، يتعذر على وسائل الإعلام المختلفة في أغلب الأحيان، ذكر الأرقام الدقيقة لأعداد الضحايا من القتلى والمصابين.
وكانت السلطات العراقية اتخذت قرارات صارمة منذ انطلاق المظاهرات في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بمنع وزارة الصحة العراقية من الإعلان رسمياً عن حالات القتل والإصابة التي تقع نتيجة المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين التي وصلت بحسب التقديرات إلى أكثر من 700 قتيل، ونحو 28 ألف إصابة.
وقال عضو مفوضية حقوق الإنسان، علي البياتي، إن «الصدامات التي وقعت مساءً في ساحة الخلاني، سقط خلالها ثلاثة (شهداء) من المتظاهرين، أحدهم من الطائفة المسيحية، إلى جانب وقوع إصابات في صفوف القوات الأمنية لثلاثة عناصر يحملون رتبة ضابط».
وعلى الرغم من حديث البياتي لـ«الشرق الأوسط» عن قيام مجاميع وصفها بـ«التخريبية» بحرق عدد من المحال التجارية، واستهداف القوات الأمنية بقناني المولوتوف وبنادق الصيد، فإنه حمّل «القوات الأمنية مسؤولة ما حدث نتيجة قيامها بالرد على المتظاهرين بالرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع».
وكشف البياتي عن قيام قيادة العمليات بـ«تغيير فوج الطوارئ المسؤول عن ملف منطقة الخلاني وساحة التحرير واستبداله بفوج للمغاوير». وأشار إلى أن «الإجراءات التفتيشية التي تتبعها القوات الأمنية في ساحات التظاهر غير جدية؛ مما يؤدي إلى سقوط ضحايا بشكل يومي».
ودعا البياتي «القوات الأمنية إلى أن تكون على قدر المسؤولية في تفتيش كل المتظاهرين، ومنع دخول الأسلحة والأدوات الجارحة وبنادق الصيد، والآلات الأخرى».
وفي حين أعلنت قيادة عمليات بغداد في بيان، إصابة 19 منتسباً و3 ضباط من عناصرها جراء تعرضهم إلى هجمات عنيفة بالقرب من ساحة الخلاني، قال الناشط محمد الازيرجاوي، إن «أكثر من عشرة متظاهرين سقطوا جرحى، حالات بعضهم خطيرة في ساحة الخلاني مساء الثلاثاء، فضلاً عن قتل ثلاثة متظاهرين».
وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «قوات الشغب هاجمت المتظاهرين بشتى الأسلحة، ووصلت عناصرها بالقرب من ساحة التحرير، لكن الشباب المتظاهرين أعادوهم إلى الخلف. السطات تحاول بشتى الطرق لاستفزاز المتظاهرين، وتريد فض اعتصام التحرير بالقوة».
ونعت جامعة النهرين، أمس، فقيدها وأحد الضحايا الثلاثة الذين قُتلوا في الخلاني، الطالب محمد علي مختار، ونظمت الجامعة وقفة حداد توشح خلالها الطلبة والكوادر التدريسية السواد حداداً على روح الفقيد.
وأقامت كنسية سيدة النجاة في الكرادة وسط بغداد عزاءً على روح الشاب ريمون ريان سالم الذي قتل هو الآخر في الخلاني بطلقة نارية استقرت في رأسه. وريمون من مواليد بغداد 2005.
في غضون ذلك، ما زالت حالة التوتر بين أتباع الصدر والمعتصمين تلقي بظلالها على ساحة التحرير وسط بغداد، ويتهم ناشطون أتباع الصدر بمهاجمهم في ساحة التحرير بالعصي والسكاكين الحادة. وبحسب الناشط ومغني الراب محمد حسين، الذي أصيب بجروح في وجهه وأسفل شفته، فإن مجموعة من «سرايا السلام» التابعة لتيار الصدر قامت بمهاجمته قرب نفق السعدون المار من ساحة التحرير.
ويقول حسين، عبر فيديو وهو ملقى على سرير المستشفى لتلقي العلاج، إن «عناصر الصدر هاجموه بذريعة انتقادات وجهها لهم في وقت سابق من خلال أغنية راب عنوانها (ذيل أعوج)».
بدوره، كرر رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، أمس، انتقاداته اللاذعة للسلطات، وأعرب عن استغرابه من صمت القوى الأمنية والحكومات العراقية إزاء مقتل ثلاثة متظاهرين في ساحة الخلاني.
وقال علاوي في تغريدة عبر «تويتر»: «أدعم وأحيي وأبارك الحراك الطلابي السلمي الباسل، وصموده بوجه قتلتهم المرتهنين لإرادة الخارج بعد أن استشهد ثلاثة منهم يوم أمس».
وأضاف «أستغرب صمت القوى الأمنية والحكومات العراقية، وسنلاحق قانونياً مرتكبي تلك الجرائم حتى تتم إحالتهم إلى محاكم علنية».
7:57 دقيقة
3 قتلى وأكثر من 20 جريحاً في مواجهات بغداد الليلية
https://aawsat.com/home/article/2151851/3-%D9%82%D8%AA%D9%84%D9%89-%D9%88%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1-%D9%85%D9%86-20-%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D8%AD%D8%A7%D9%8B-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9
3 قتلى وأكثر من 20 جريحاً في مواجهات بغداد الليلية
أنصار الصدر يطعنون متظاهراً... وعلاوي يحيي الحراك الطلابي «السلمي الباسل»
- بغداد: فاضل النشمي
- بغداد: فاضل النشمي
3 قتلى وأكثر من 20 جريحاً في مواجهات بغداد الليلية
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة