غموض يكتنف مصير مذكرات الرئيس الأسبق

برحيل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، زادت التكهنات حول مصير مذكراته، خصوصاً مع تعويل البعض على الكشف عن جانب منها، اعتماداً على ما صرح به مراراً الرئيس الأسبق لجهاز الشؤون المعنوية بالجيش المصري اللواء سمير فرج، بأنه سجّل للرئيس الأسبق 54 ساعة في 18 حلقة، تتعلق بسيرة الأخير، وذلك في الفترة الممتدة بين عامي 1993 و2000. وقد حصل مبارك على مادة التسجيلات بعد الانتهاء من حديثه، وفق فرج.
لكنّ المترقبين لمذكرات رجل حكم مصر لأكثر من 30 عاماً، شهدت تحولات عربية وإقليمية ودولية بالغة الأهمية، يتوقون إلى كشف كواليس تلك الحقبة الحافلة بالأحداث، والتي كان من أبرزها «ثورة 25 يناير (كانون الثاني)2011».
ورغم أنه ندر في مصر كتابة رئيس سابق لمذكراته؛ فإن الرئيس الأول في عهد الجمهورية محمد نجيب، كانت له محاولة، تركزت بالدرجة الأولى على فترة إبعاده عن الحكم، وخلافه مع مجلس قيادة «ثورة 23 يوليو (تموز) 1952»، فيما نشر الرئيس الراحل أنور السادات كتاباً بعنوان «البحث عن الذات». لكنه كان يتحدث عن فترة ما قبل الرئاسة، بينما لم يكتب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مذكراته.
أما مذكرات مبارك فقد أُثير جدل بشأنها في السنوات الثلاث الأخيرة، إذ نفى الصحافي المصري ورئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مكرم محمد أحمد، نقلاً عن مبارك، أن يكون الأخير دوّن مذكراته، وذلك في رده على ما قاله اللواء فرج من أنها حلقات المذكرات، التي توقفت عند عام 2000 في عهد جمال مبارك، نجل الرئيس الراحل.
وستكون مسألة ظهور مذكرات كاملة لمبارك محفوفة بالعقبات، خصوصاً إذا ما كانت ستتطرق إلى دوره في الجيش، إذ إن هناك ضوابط تتعلق بنشر مذكرات العسكريين في مصر.
وسبق أن عوقب الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان الجيش المصري في حرب أكتوبر (تشرين الأول)، بالسجن بسبب ما اتّهمه به الرئيس السادات من كشف «معلومات عسكرية سرية» في مذاكراته بشأن الحرب، وتطوير العمليات ضمن ما عُرف بـ«عمليات الثغرة».