علاوي يأمل طي «صفحة المحاصصة» من خلال «أول حكومة مستقلين» في العراق

TT

علاوي يأمل طي «صفحة المحاصصة» من خلال «أول حكومة مستقلين» في العراق

أعلن رئيس الوزراء العراقي المكلف محمد توفيق علاوي، أن التصويت الذي سيجري اليوم (الخميس) على حكومته هو بمثابة طي لصفحة المحاصصة المعمول بها في البلاد منذ عام 2003. وقال علاوي في تغريدة له على «تويتر»: «غداً (اليوم) بمشيئة الله سيكون التصويت على أول كابينة من مرشحين مستقلين أكْفاء ونزهاء، سيعيدون للشعب حقه وللعراق هيبته». وأضاف: «غداً (اليوم) موعد التقاء الشرفاء من أعضاء مجلس النواب أصحاب المواقف الوطنية الذين صمدوا أمام التحديات الكبيرة مع الشعب الذي قاوم القتل والقمع... غداً سوياً شعباً ونواباً ومرشحين وقوى سياسية وطنية سنطوي صفحة المحاصصة ونتطلع إلى عراق حر قوي وأبيّ».
في غضون ذلك، نشر موقع «أين نيوز» الإخباري العراقي قائمة بأسماء وزراء يرتقب أن تتضمنهم حكومة علاوي التي ستعرض على مجلس النواب اليوم. وشملت القائمة أسماء وزراء باستثناء المرشحين لحقائب الداخلية والمالية والتجارة والعدل. وضمت القائمة اسم قصي عبد المحسن عبيد لوزارة الدفاع، وحسين أحمد الجلبي لوزارة النفط.
وبينما حددت رئاسة البرلمان العراقي اليوم موعداً لعقد جلسة منح الثقة، الا أن الشكوك لا تزال قائمة في إمكانية عقدها أم تأجيلها بسبب عدم وصول سير الوزراء الذاتية إلى البرلمان لدرسها من قِبل النواب قبل التصويت عليهم. وأبدى النائب السابق في البرلمان العراقي حيدر الملا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» شكوكه في إمكان عدم عقد الجلسة بسبب عدم وصول سير الوزراء الذاتية قبل 48 ساعة مثلما هو مقرر. أما رئيس كتلة «بيارق الخير» في البرلمان محمد الخالدي، فأبلغ «الشرق الأوسط» بأنه «ليس شرطاً وصول أسماء الوزراء أو سيرهم الذاتية إلى رئاسة البرلمان، ومن ثم النواب خلال 48 ساعة»، مبيناً أنه «في كل الدورات السابقة كانت سير الوزراء الذاتية تصل قبل ساعات، وأحياناً تقدم إلى رئيس الوزراء المكلف قبيل صعوده إلى المنصة بأقل من ساعة، وبالتالي ليس هناك مثل هذا التقليد لا في النظام الداخلي لمجلس النواب ولا في مسار الحياة السياسية في العراق طوال أربع دورات انتخابية سابقة».
وواصل رئيس الوزراء المكلف حتى ساعة متقدمة من ليلة، أمس (الأربعاء) لقاءاته مع مختلف الكتل السياسية، سواء فيما يتعلق بكيفية التصويت على الحكومة أو المنهاج الوزاري الذي أرسله إلى البرلمان منذ يومين وشرعت رئاسة البرلمان في قراءته. وطبقاً لما أعلنه النائب عن «تحالف الفتح» فاضل جابر، فإن علاوي يجري المزيد من الاتصالات بعد ورود ملاحظات كثيرة حول منهاجه الوزاري وإصرار الكتل الشيعية، بمن فيها الداعمة له على ضرورة تعديله. وقال فاضل في تصريح صحافي أمس، إن «علاوي بعد أن تأكد له بأن تمرير حكومته أصبح أمراً صعباً، بدأ اتصالات مكثفة مع القوى السياسية الشيعية، وهي الآن تجري على قدم وساق»، مبيناً أن «تحركات علاوي يبغي منها دعم حكومته في جلسة الخميس». وأضاف جابر، أن «القوى السياسية الشيعية ستطالب علاوي خلال حواراتها معه بتعديل برنامجه الحكومي الذي تجاهل فيه الاتفاق السابق بشأن تضمين البرنامج تنفيذ قرار البرلمان بانسحاب القوات الأجنبية وتحديد موعد ثابت لا يزيد على عام واحد لإجراء انتخابات مبكرة». وبشأن فرص تمرير الحكومة اليوم إذا عقدت الجلسة، يقول السياسي العراقي والنائب السابق حيدر الملا في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إن «حظوظ محمد توفيق علاوي من حيث المعطيات تبدو شبه معدومة؛ كون معظم القوى السياسية بدأت تتراجع عن تأييده لأسباب مختلفة، وإن كانت متباينة». وأضاف الملا، أن «الجلسة البرلمانية أصلاً محفوفة بالمخاطر لجهة التأجيل بسبب عدم إرسال السير الذاتية للوزراء في وقت معقول لكي يتسنى اطلاع أعضاء البرلمان عليها، ولا سيما أن الكتل السياسية ليست هي من تولت ترشيح الأسماء إنما هو من تولى ترشيحهم، وبالتالي هم غامضون لكل أعضاء البرلمان والقوى السياسية»، مشيراً إلى إنه «حتى بافتراض أن الجلسة عُقدت، فإنها يمكن ألا تكون مكتملة النصاب، وهو ما يرجح تأجيلها إلى وقت آخر بينما لم يبق من المهلة الدستورية الممنوحة له سوى ثلاثة أيام». لكن رئيس كتلة «بيارق الخير» محمد الخالدي، وهو نائب مقرب من رئيس الوزراء المكلف، أبلغ «الشرق الأوسط» بأن «الكابينة الوزارية في وضع مريح، ناهيك عن وجود مفاوضات حتى الليل مع الوفد الكردي لجهة البحث عن حقوق المكون الكردي». وكشف الخالدي عن أن «هناك ضغوطاً دولية لجهة التعامل مع الأكراد ضمن خصوصيتهم كإقليم، وهو ما يعني مشاركتهم في اختيار ممثليهم، كما أن خصوصيتهم كإقليم منصوص عليها في الدستور، بالإضافة إلى أن المجتمع يضغط باتجاه مشاركتهم».
في السياق نفسه، أكد نائب رئيس «الجبهة التركمانية» حسن توران لـ«الشرق الأوسط»، أن «التركمان داعمون لحكومة علاوي؛ كونه منحهم حقيبة وزارية، وهو أمر لا بد من أخذه بعين الاعتبار من قبلنا»، مشيراً إلى أن «الرجل وفى بوعده حيال مكون مهم من مكونات الشعب العراقي تم إقصاؤه إلى حد كبير في الحكومات السابقة».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.