بري: لعدم إخضاع القرار بشأن «اليوروبوندز» للمزايدات

TT

بري: لعدم إخضاع القرار بشأن «اليوروبوندز» للمزايدات

أكد رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، أن «الآمال معلّقة على الثروة النفطية التي نستبشر فيها خيراً، إلا أن هذه الآمال يجب أن تترافق مع استحضار كل الآليات القادرة على استنقاذ لبنان واقتصاده وماله وشعبه من أزماته».
وتطرق بري خلال لقاء الأربعاء النيابي إلى مسألة استحقاق سندات «اليوروبوندز»، قائلاً إن «القرار الذي ينبغي اتخاذه يجب أن يكون وطنياً غير خاضع للمزايدات والتباينات، انطلاقاً من الحرص على مصلحة لبنان واللبنانيين». وشدد على أن «أقدس المقدسات هي ودائع الناس، تعبهم، جنى أعمارهم، ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم». وكان الرئيس بري استقبل وزير الطاقة والمياه ريمون غجر، ووفداً من شركة «توتال» الفرنسية، الذين أعلموه بقرب موعد البدء بأعمال الحفر في المربع رقم «4» في المياه اللبنانية، خلال الساعات القليلة المقبلة، بعد وصول السفينة المختصّة.
وقال غجر بعد اللقاء: «أتينا برفقة شركة (توتال)، للإعلان عن بدء مرحلة الاستكشاف للرقعة رقم (4). وذلك بعد وصول باخرة الحفر، أمس، حيث رست في موقع البئر، ومن المتوقَّع أن تبدأ عملها في الساعات المقبلة بين اليوم وغد، وعلى أمل أن تنهي عملها بنحو 60 يوماً أو أقل، وبعدها هناك فترة شهر لتحديد النتائج، آملين أن تكون إيجابية».
من جهته، قال ممثل «توتال»، ستيفان ميشال: «اليوم تنطلق المرحلة العملية الأولى، ونحن مرتاحون ومطمئنون جداً لهذه الخطوة المهمة، التي استلزمت كثيراً من العمل والجهد». وأشار ستيفان إلى أن عملية الحفر قد تستغرق شهرين، بعمق 1500 متر تحت سطح الماء.
وبعد الظهر، التقى الرئيس بري وزير المال غازي وزني، ورئيس لجنة المال والموازنة النيابية إبراهيم كنعان؛ حيث جرى عرض للأوضاع العامة لا سيما للوضعين المالي والاقتصادي. وقال كنعان بعد اللقاء إن «المجتمعين عرضوا الملفات المالية الداهمة، والتشريعات الموجودة في المجلس النيابي والمطلوبة على الصعيد الوطني العام في المجالات كافة، سواء استرداد الأموال المنهوبة ومكافحة الفساد وكانت هناك جولة أفق، وتوصلنا إلى توجهات معينة، وأعتقد سيكون لها صدى وترجمة في الأيام المقبلة».
وردّاً على سؤال حول دعوة بري إلى اتخاذ موقف وطني بعيداً عن المزايدات في موضوع «اليوروبوندز»، أجاب كنعان: «أكيد في موضوع الدين العام لا يمكن إلا أن يكون الموقف وطنياً بعيداً عن التشابك السياسي، فهذا موضوع وطني يهم جميع اللبنانيين بكل طوائفهم وأحزابهم، فالودائع للبنانيين والاقتصاد اقتصاد اللبنانيين، وعلينا أن نفكر بالحل الأفضل والأمثل للبنان في ضوء الخطط المستقبلية التي يجب أن تُعدّ بشكل منفصل عن الممارسات السابقة، وبمنهجية تستطيع أن تسترد ثقة اللبنانيين والعالم الذي يشك بماليتنا وبقطاعنا المصرفي، صحيح العملية صعبة لكن يمكن أن تتحقق برؤية وطنية».
وأضاف: «حتى الآن لا أرى اختلافاً في الرؤى والمواقف، وبغض النظر عن الموقف من الحكومة، لكننا ندعم موقفها وفريق العمل الذي سيفاوض محلياً وخارجياً بما يقوم به وبما سيقوم به، لذا نتحفظ على كل موقف يقول: ندفع أو لن ندفع، فقبل إنجاز هذا التفاوض على أسس علمية وطنية قانونية ومالية، فالقرار الذي يجب أن يُتخذ يجب أن يوفر أفضل حل للمودعين اللبنانيين والحفاظ على مالية الدولة».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.