طيور النوارس تراقب البشر للانقضاض على بقايا الطعام

طيور النوارس تراقب البشر للانقضاض على بقايا الطعام
TT

طيور النوارس تراقب البشر للانقضاض على بقايا الطعام

طيور النوارس تراقب البشر للانقضاض على بقايا الطعام

أفادت إحدى الدراسات بأن نوارس الرنجة تراقب البشر من أجل محاولة الانقضاض على بقايا المأكولات التي يتظاهر الناس بتناولها أولا. إنها نوع من الخدع المستترة التي لا يتقنها سوى النوارس، من خلال مراقبة كيفية تعامل البشر مع الطعام، يمكن للنورس العمل لتناول الوجبات الخفيفة المعدة للأكل. خلص الباحثون إلى أن نوارس الرنجة أكثر عرضة لتناول البقايا الواقعة على الأرض إن كان البشر قد تظاهروا بأكلها أولا. وتشير الدراسة إلى أن النوارس تتعلم من سلوك البشر لمعاونتهم بالعودة إلى أعشاشها بالبقايا اللذيذة التي يخلفها البشر في القمامة، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
تقول مادلين غوماس، الباحثة بجامعة إكستر: «لا يميل الناس إلى التفكير في أن الحيوانات البرية تلتقط إشارات سلوكية من تصرفات البشر. إنه النمط السلوكي الذي يرتبط في كثير من الأحيان بالحيوانات الأليفة أو المحبوسة في الأسر».
وذكرت الباحثة غوماس، التي صارت واحدة من أبرز الباحثات في حياة النوارس في بريطانيا، في العام الماضي، أن الحفاظ على التواصل البصري يمكن أن يردع النوارس من الانقضاض على بقايا الطعام. وفي اختبار لأكياس من الرقائق المقلية في البلدات الساحلية، خلصت الباحثة إلى أن التحديق في عيون الطيور يحول دون الغارات الجوية الجريئة التي يقومون بها.
ولمتابعة هذه الأبحاث، أرادت الباحثة غوماس الوقوف على ما إذا كانت النوارس تلتقط الإشارات البشرية الخفية لمساعدتها في العثور على وجبتها التالية. ولذلك، انطلقت إلى مدن ساحلية مثل فولماوث، وسانت آيفس، ونيوكواي، وبينزانس، وبلايماوث إن ديفون.
وقالت الباحثة الرئيسية بالدراسة دكتور لورا كيلي: «تشير نتائجنا إلى أن النوارس تتناول الطعام الذي يرون أن الناس يسقطونه، أو يضعونه في مكبات النفايات، وهذا يسلط الضوء على أهمية التخلص من فضلات الطعام بشكل صحيح، حيث إن تغذية النوارس عن غير قصد تعزز وجود هذه التجمعات من الطيور».
وتتمتع نوارس الرنجة بنظام غذائي عام يشمل عادة الأسماك واللافقاريات، لكنهم يستهلكون أيضاً الطعام الموجود في مواقع مكبات النفايات المنزلية.
وليس واضحاً تأثير هذا التحول في جودة الأغذية وكميتها بعيداً عن المصادر الطبيعية على طائر نورس الرنجة، ولكن ما أكدت عليه الدراسة أن هذه الطيور قابلة للتكيف للغاية، ومن المرجح أن تنتقل إلى المناطق الحضرية بسبب الموارد الغذائية المتاحة. وتتبع هذه الدراسة الأبحاث السابقة للجامعة نفسها، والتي وجدت أن التحديق في طيور النورس يجعلها أقل عرضة لسرقة الطعام.
وكانت هذه الأبحاث قد أظهرت أنه «عندما ينظر الإنسان بإمعان لطيور نورس الرنجة، فإنها تستغرق وقتا أطول بواقع 21 ثانية للاقتراب من كيس الرقائق عما إذا تركت دون مراقبة».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.