«مواجهات دينية» تودي بحياة 22 شخصاً في الهند

مودي دعا إلى الهدوء مع ارتفاع الغضب من «قانون الجنسية»

مواطن هندي مسلم يذرف دموعاً بعد حرق سوق يعمل بها (إ.ب.أ)
مواطن هندي مسلم يذرف دموعاً بعد حرق سوق يعمل بها (إ.ب.أ)
TT

«مواجهات دينية» تودي بحياة 22 شخصاً في الهند

مواطن هندي مسلم يذرف دموعاً بعد حرق سوق يعمل بها (إ.ب.أ)
مواطن هندي مسلم يذرف دموعاً بعد حرق سوق يعمل بها (إ.ب.أ)

أودت «مواجهات دينية» بحياة 22 شخصاً وأصابت المئات في الهند، في أسوأ تصاعد للعنف بين هندوس ومسلمين تشهده العاصمة نيودلهي.
ومنذ الأحد، ينشر أشخاص يحملون عصياً وحجارة، وبعضهم مسدسات وسيوفاً، الفوضى والرعب في مناطق بشمال شرقي العاصمة، تضم أغلبية مسلمة وتبعد نحو عشرة كيلومترات عن وسط نيودلهي. ويعيش في هذه المنطقة عمال مهاجرون فقراء، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وجاءت هذه الأحداث على خلفية احتجاجات على قانون للجنسية، يعتبره كثير من المعارضين منحازاً ضد المسلمين، وجزءاً من أجندة رئيس الوزراء ناريندرا مودي الهندوسية القومية.

طفل يرسم وسط ركام مدرسة طالتها أعمال العنف (إ.ب.أ)

وأوردت الصحف الهندية عدداً من الحوادث التي هاجمت فيها مجموعات مسلحة من الهندوس أشخاصاً مسلمين. وظهرت في لقطات بتسجيلات فيديو عصابات تهتف: «يحيا الإله رام».
ويعلو علم هندوسي منذ صباح اليوم مسجداً تم إحراقه في الحي، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. ويظهر في لقطات فيديو، صُوِّر أمس، رجال يتسلقون المئذنة لنزع مكبر الصوت ووضع العلم، وسط هتافات مشجعة.

هنود يغادرون بعد حرق بيوتهم في نيودلهي (إ.ب.أ)

وبعد هذه الحوادث الدامية، كتب رئيس الوزراء الهندي في تغريدة على «تويتر»: «السلام والتآخي أساسيان في أخلاقياتنا. أناشد أشقائي وشقيقاتي في دلهي الحفاظ على السلام والتآخي في كل الأوقات. من المهم أن يستتب الهدوء ويعود الوضع إلى طبيعته في أقرب وقت».

قوات الأمن الهندية تقوم بدورية في موقع المواجهات بنيودلهي (إ.ب.أ)

ودعا مسؤولون عن العاصمة الحكومة الهندية إلى فرض حظر للتجول، ونشر الجيش في المناطق التي تشهد صدامات بين أتباع الديانتين منذ أيام.
وقال سونيل كومار، مدير مستشفى «غورو تيك باهادور»، إن «189 شخصاً نقلوا إلى المستشفيات، 60 منهم مصابون بالرصاص». وأضاف أن 16 مصاباً نقلوا إلى المستشفيات اليوم.

عائلة أحد ضحايا العنف بعد جنازته في نيودلهي أمس (أ.ب)

وفي نهاية يوم اتسم بالعنف، تحدثت الشرطة المحلية عن أعمال عنف متقطعة مساء الثلاثاء في المنطقة نفسها.
وقال المسؤول في الشرطة في شرق نيودلهي، ألوك كومار: «تلقينا اتصالات من أشخاص في حالة ذعر؛ لكننا لم نتلقَّ معلومات عن أعمال عنف باستثناء حي محدد». وذكر صحافي وكالة الصحافة الفرنسية أن كثيراً من العمال المهاجرين تركوا منازلهم خوفاً على حياتهم، للعودة إلى القرى الآمنة التي أتوا منها.

جانب من مسجد في نيودلهي حُرق في أعمال العنف (أ.ف.ب)

 



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».