مصر تودع مبارك بجنازة عسكرية تقدمها السيسي

الرئيس السيسي إبان مشاركته في الجنازة العسكرية (أ.ف.ب)
الرئيس السيسي إبان مشاركته في الجنازة العسكرية (أ.ف.ب)
TT

مصر تودع مبارك بجنازة عسكرية تقدمها السيسي

الرئيس السيسي إبان مشاركته في الجنازة العسكرية (أ.ف.ب)
الرئيس السيسي إبان مشاركته في الجنازة العسكرية (أ.ف.ب)

تقدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الأربعاء)، مشيعي الجنازة العسكرية والرسمية للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، بمنطقة المراسم العسكرية بمسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس (شرق القاهرة).

وشارك في الجنازة العسكرية الرئيس السابق عدلي منصور، ورئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والوزراء، والفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية، وكبار قادة القوات المسلحة، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووفود عربية وأجنبية، وكبار رجال الدولة، وعدد من الوزراء الذين عملوا خلال فترة حكم الرئيس الأسبق مبارك، وذلك وفقاً لما ذكرته وكالة الشرق الأوسط الرسمية.
https://www.youtube.com/watch?v=8GhSZbO3n5Y
وحمل جثمان مبارك، الملفوف بعلم مصر، فوق عربة تجرها الخيول يتقدمها عسكريون بأطواق من زهور وسط عزف للموسيقى العسكرية، مع حملة النياشين والأوسمة، التي حصل عليها مبارك طوال فترة خدمته في القوات المسلحة.

وأطلقت المدفعية العسكرية 21 طلقة تحية عسكرية للرئيس الراحل.
وقام الرئيس السيسي بتقديم العزاء لأسرة الرئيس الأسبق مبارك، كما قدم العزاء كبار رجال الدولة.

ونشرت قوات أمنية كبيرة بينها آليات مدرعة صباح اليوم بالقرب من المسجد والمقبرة، بينما اقترب حشد من الصحافيين من المكان.
وتجمعت حشود من المواطنين أمام بوابات المسجد رافعين صورا للرئيس الراحل، محاولين الدخول إلى حرم المسجد لأداء صلاة الجنازة، وذلك وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام محلية.

وأقيمت صلاة الجنازة على جثمان الرئيس الراحل بحضور أفراد عائلته، وعدد من الوزراء السابقين، وعدد من قادة القوات المسلحة وضباطها، فضلاً عن عدد من المواطنين.
ونشر بعض مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي، لقطات مصورة لدخول الجثمان إلى المسجد، وتدافع الحاضرون إلى حمل النعش، الذي كان في مقدمة حامليه، جمال وعلاء مبارك ابنا الرئيس الراحل.

وكان جثمان مبارك قد وصل قبل ظهر اليوم على متن طائرة عسكرية إلى مهبط مسجد المشير بالتجمع الخامس، إيذاناً ببدء مراسم تشييع جنازته العسكرية.

وكانت رئاسة الجمهورية قد أعلنت أمس حالة الحداد لمدة 3 أيام اعتباراً من اليوم لوفاة مبارك عن عمر ناهز 91 عاماً.
كما نعت الرئاسة ببالغ الحزن رئيس الجمهورية الأسبق لما قدمه لوطنه كأحد قادة وأبطال حرب أكتوبر (تشرين الأول) المجيدة حيث تولى قيادة القوات الجوية أثناء الحرب التي أعادت الكرامة والعزة للأمة العربية.

 



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».