أميركا تتوقّع تفشي كورونا على أراضيها... وسان فرانسيسكو تعلن «الطوارئ»

عامل يرتدي بدلة واقية ضمن جهود مكافحة فيروس كورونا في ماليزيا (أ.ب)
عامل يرتدي بدلة واقية ضمن جهود مكافحة فيروس كورونا في ماليزيا (أ.ب)
TT

أميركا تتوقّع تفشي كورونا على أراضيها... وسان فرانسيسكو تعلن «الطوارئ»

عامل يرتدي بدلة واقية ضمن جهود مكافحة فيروس كورونا في ماليزيا (أ.ب)
عامل يرتدي بدلة واقية ضمن جهود مكافحة فيروس كورونا في ماليزيا (أ.ب)

أعن مسؤول أميركي أمس (الثلاثاء) أنّ الولايات المتحدة تتوقّع انتشار وباء كورونا المستجدّ على أراضيها وهي تشجّع لهذه الغاية كل المدارس والجامعات والمؤسسات والحكومات المحليّة على اعتماد إجراءات وقائية مثل إلغاء المناسبات العامة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت نانسي ميسونييه، المسؤولة في المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها للصحافيين: «في نهاية المطاف، نتوقّع أن ينتشر الوباء في هذا البلد». وأضافت: «السؤال لم يعد حقّاً ما إذا كان سيحدث ذلك، بل متى سيحدث، وكم من الناس في هذا البلد سيكون مرضهم خطراً».
وتأتي هذه التصريحات العلنية، الأكثر إثارة للقلق من سابقاتها، في وقت يتصاعد فيه الخوف من انتشار وبائي للفيروس على نطاق دولي.
وأضافت ميسونييه أنّه نظراً لعدم وجود لقاح أو دواء ضدّ الفيروس المستجدّ، فإنّ «أهمّ الأدوات في استجابتنا لهذا الفيروس ستكون التدابير الوقائية غير الدوائية». وأوضحت أنّ هذه التدابير ستختلف باختلاف الأوضاع والأماكن التي سيصل إليها الوباء ومدى خطورة تفشيّه فيها. وقالت: «بالنسبة للمدارس، فإنّ أحد الخيارات يمكن أن يكون توزيع الطلاب على مجموعات أصغر عدداً،  وفي حالة حدوث وباء شديد يمكن إغلاق المدارس وتدريس التلامذة عبر الإنترنت». وبينت  «بالنسبة للبالغين، يمكن للشركات استبدال المقابلات وجهاً لوجه بمقابلات عبر الفيديو ومؤتمرات عن بُعد وتقديم المزيد من الخيارات لموظفيها للتواصل عن بعد».
ولفتت المسؤولة إلى أنّه على نطاق أوسع، قد تضطر بعض المدن إلى إلغاء المناسبات والأحداث العامة المزدحمة، كما يمكن للمستشفيات أن تؤخّر بعض الإجراءات الطبية وأن تزيد الاستشارات عبر الهاتف.
بدورها، قالت الدكتورة آن شوشات، النائبة الأولى لمدير المراكز الأميركية في مؤتمر عبر الهاتف في وقت لاحق أمس، إنه بينما لا يزال الخطر المباشر في الولايات المتحدة منخفضاً، فإن الوضع العالمي الراهن يشير إلى أنه من المحتمل حدوث جائحة، وفقاً لوكالة «رويترز». وتابعت  «لم يعد السؤال هل ستحدث. وإنما أصبح السؤال متى وكم شخصاً سيتأثر».
وفي بيان منفصل، قال أليكس آزار، وزير الصحة والخدمات الإنسانية للجنة فرعية في مجلس الشيوخ، إنه من المرجح أن يكون هناك مزيد من الحالات في الولايات المتحدة، وطالب المشرعين بالموافقة على تمويل قدره 2.5 مليار دولار لمكافحة التفشي بعد اقتراح تخفيضات في ميزانية وزارة الصحة.
وأعلنت مدينة سان فرانسيسكو الأميركية حالة الطوارئ المحلية بسبب فيروس كورونا رغم عدم وجود إصابات.
وقالت رابع أكبر مدينة في ولاية كاليفورنيا إنها اتخذت هذه الخطوة لتعزيز استعدادها لمواجهة الفيروس وزيادة الوعي العام بالمخاطر.
من جهته، قال رئيس بلدية المدينة لندن بريد في بيان: «رغم عدم وجود حالات مؤكدة بين سكان سان فرانسيسكو فإن الوضع العالمي يتغير بسرعة ونحن بحاجة إلى تعزيز الاستعداد».
ومعظم حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة وعددها 14 حالة كانت مرتبطة في الغالب بالسفر للخارج.
وهناك أيضاً 39 إصابة بين أميركيين تم إجلاؤهم من مدينة ووهان الصينية ومن السفينة «دايموند برنسيس» التي كانت خاضعة للحجر الصحي قبالة اليابان.
وظهر فيروس كورونا المستجدّ المسبب لمرض «كوفيد - 19»، بحسب التسمية التي أطلقتها عليه منظمة الصحة العالمية، أولاً في أواخر ديسمبر (كانون الأول) 2019 في مدينة ووهان في سوق لبيع الحيوانات البرية وانتشر بسرعة مع حركة انتقال كثيفة للمواطنين لتمضية عطلة رأس السنة القمرية في يناير (كانون الثاني).
وبلغ الوباء ذروته في الصين بين 23 يناير و2 فبراير (شباط) حين بدأ عدد الإصابات اليومية يتراجع، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وفي الصين أصيب بالفيروس أكثر من 78 ألف شخص توفي منهم 2715. ويواصل الفيروس تفشّيه إذ بات منتشراً خارج الصين في أكثر من ثلاثين دولة تسبب فيها بعشرات الوفيات وأكثر من 2500 إصابة.


مقالات ذات صلة

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يوميات الشرق التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

أحياناً لا يستطيع بعضنا النوم رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

أعلنت حكومة كوينزلاند، الاثنين، عن اختفاء مئات العينات من فيروسات قاتلة من أحد المختبرات في أستراليا.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة (رويترز)

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

كشفت دراسة جديدة أن الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.