حزن واسع لرحيل مبارك وإشادات بدوره في التضامن العربي

القيادة السعودية تتصدر المعزين بوفاة الرئيس المصري السابق

الرئيس مبارك وزوجته سوزان مع الرئيس رونالد ريغان وزوجته نانسي في البيت الأبيض عام 1982 (أ.ب)
الرئيس مبارك وزوجته سوزان مع الرئيس رونالد ريغان وزوجته نانسي في البيت الأبيض عام 1982 (أ.ب)
TT

حزن واسع لرحيل مبارك وإشادات بدوره في التضامن العربي

الرئيس مبارك وزوجته سوزان مع الرئيس رونالد ريغان وزوجته نانسي في البيت الأبيض عام 1982 (أ.ب)
الرئيس مبارك وزوجته سوزان مع الرئيس رونالد ريغان وزوجته نانسي في البيت الأبيض عام 1982 (أ.ب)

توالت ردود الأفعال الدولية والعربية المواسية للقاهرة في وفاة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك. وتصدرت الرياض قائمة المعزين؛ إذ أعربت القيادة السعودية عن بالغ مواساتها وتعازيها في وفاة مبارك، وبعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، برقية عزاء ومواساة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وقال الملك سلمان «علمنا بنبأ وفاة فخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية الأسبق، رحمه الله، وإننا إذ نبعث لفخامتكم ولأسرة الفقيد ولشعب جمهورية مصر العربية الشقيق بالغ التعازي، وصادق المواساة، لنسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يحفظكم من كل سوء، إنا لله وإنا إليه راجعون».
كما أبرق الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، معزياً الرئيس السيسي في وفاة مبارك، وقال: «تلقيت نبأ وفاة فخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية الأسبق، رحمه الله، وأبعث لفخامتكم ولأسرة الفقيد أحر التعازي، وأصدق المواساة، سائلاً المولى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يحفظكم من كل سوء، إنه سميع مجيب».
وفي الإمارات، نعت وزارة شؤون الرئاسة الرئيس المصري الراحل، مشيرة إلى أن «الأمة العربية فقدت قائداً بارزاً كرّس حياته لخدمة وطنه وأمته العربية ورفعة شأنها عبْرَ مواقف مشهودة من أجل تحقيق التضامن العربي، ووهب حياته لنهضة مصر العربية والدفاع عن قضاياها». وأضافت إن الرئيس الراحل {ساهم في عودة مصر إلى اللحمة العربية بعد انقطاع دام سنوات عدة، فضلاً عن دوره في تعزيز دور مصر على الصعيدين العربي والدولي».
وقررت الإمارات تنكيس الأعلام ليوم واحد في الوزارات والمؤسسات الحكومية داخل الدولة وسفاراتها وبعثاتها الدبلوماسية في الخارج.
كما أرسل أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، برقية تعزية إلى السيسي، عبّر فيها عن خالص التعازي في وفاة مبارك، كما بعث كبار المسؤولين الكويتيين ببرقيات مماثلة.
وفي السياق ذاته، بعث ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، برقية تعزية ومواساة إلى الرئيس السيسي. وأصدر الديوان الملكي في البحرين بياناً، جاء فيه «فقدت الأمة العربية اليوم قائداً بارزاً كرّس حياته لخدمة وطنه وأمته العربية ورفعة شأنها عبْرَ مواقف مشهودة من أجل تحقيق التضامن العربي، ووهب حياته لنهضة جمهورية مصر العربية الشقيقة، والدفاع عن قضاياها بكل صدق وأمانة وإخلاص». وتابع البيان أن الرئيس الراحل «ساهم في عودة مصر إلى اللحمة العربية بعد انقطاع دام سنوات عدة، فضلاً عن دوره في تعزيز دور مصر على الصعيدين العربي والدولي».
كذلك، بعث الرئيس الفلسطيني محمود عباس ببرقية إلى الرئيس السيسي، قائلاً إن مبارك «رحل بعد حياة قضاها في خدمة وطنه وقضايا العدل والحق في العالم، وفي مقدمتها قضية شعبنا الفلسطيني»، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). وأشارت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إلى أن الرئيس عبد ربه منصور هادي بعث ببرقية عزاء ومواساة لنظيره المصري، نوّه خلالها بمكانة الرئيس الراحل ومواقفه في خدمة مصر وقضايا الأمة العربية. بدوره، نعي أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، مبارك، واصفاً إياه بـ«القائد العسكري البارز».

كذلك، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في مؤتمر صحافي بواشنطن: «أقدّم تعازيّ لعائلة مبارك... مهمتنا هناك في العمل مع الحكومة المصرية لتطوير الشراكة، وسنستمر في عمل ذلك».



السعودية ومصر لوضع هيكل «مجلس التنسيق الأعلى» بين البلدين

ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
TT

السعودية ومصر لوضع هيكل «مجلس التنسيق الأعلى» بين البلدين

ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)

تعكف الرياض والقاهرة على وضع هيكل «مجلس التنسيق الأعلى السعودي - المصري»، وفق ما أعلنه وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي. وهو ما عدَّه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» بمثابة «خطوة على طريق تعميق التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية».

وقال عبد العاطي، في تصريحات متلفزة، مساء الخميس: «نعمل حالياً على وضع الهيكل التنسيقي للمجلس المصري - السعودي»، مؤكداً على «العلاقة الاستراتيجية الوطيدة، والتنسيق المستمر بين البلدين».

وكان الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد شهدا في ختام مباحثاتهما بالقاهرة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، التوقيع على تشكيل «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي» برئاسة الرئيس السيسي، وولى العهد السعودي.

ومنتصف الشهر الماضي، وافقت الحكومة المصرية على قرار تشكيل «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي». وأوضحت الحكومة في إفادة لها، أن «المجلس يهدف إلى تكثيف التواصل وتعزيز التعاون بين مصر والمملكة العربية السعودية في مختلف المجالات التي تهم الجانبين».

وعدَّ الإعلامي السعودي، خالد المجرشي، «مجلس التنسيق الأعلى السعودي - المصري» بمثابة «خطوة تؤكد إمكانية توسيع تكامل العلاقات بين الرياض والقاهرة، في إطار سلسلة من الخطوات التي بدأت قبل نحو عقد من الزمان».

وقال إن «المجلس يأتي في إطار بناء الآلية المستقبلية لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما مع توجيهات رسمية من قادة البلدين لتشجيع الاستثمار والتبادل التجاري». واستشهد المجرشي بما سبق أن قاله وزير التجارة السعودي، ماجد القصبي، عن تكليفه بتشجيع الاستثمار في مصر.

ونهاية عام 2018، قال القصبي، خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعات «مجلس الأعمال المصري - السعودي»، إنه «تلقى تكليفاً واضحاً من ولي العهد السعودي بأن يعد نفسه وزيراً بالحكومة المصرية سعياً لتعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين».

وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، إن «وجود مجلس أعلى للتنسيق بين القاهرة والرياض من شأنه تذليل أي عقبات أمام التعاون الثنائي لا سيما أنه برئاسة الرئيس السيسي وولي العهد»، موضحاً أن «المجلس خطوة لتعميق العلاقات بين السعودية ومصر في مختلف المجالات».

بدر عبد العاطي خلال استقبال الأمير فيصل بن فرحان بالقاهرة في سبتمبر الماضي (الخارجية المصرية)

وأوضح عضو مجلس الشيوخ المصري (الغرفة الثانية بالبرلمان)، الدكتور عبد المنعم سعيد، أن «السعودية ومصر هما قبة الميزان في المنطقة، وتعزيز التعاون بينهما ضروري لمواجهة التحديات الإقليمية»، وَعَدَّ سعيد «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي»، «نقطة بداية لمواجهة التحديات، وتحقيق الاستقرار الإقليمي».

وأضاف: «لا تستطيع دولة عربية واحدة مواجهة عدم الاستقرار الإقليمي»، مشيراً إلى أن «تعميق العلاقات السعودية - المصرية من خلال (مجلس التنسيق الأعلى) من شأنه حماية القاهرة والرياض من الأخطار، وأيضاً التنسيق لمواجهة ما يحيط بالمنطقة من تحديات».

وكان وزير الخارجية المصري أكد خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في القاهرة، سبتمبر (أيلول) الماضي، أن «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي»، «سيكون مظلة شاملة لمزيد من تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، والدفع لآفاق التعاون بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتنموية والاستثمارية، بما يحقق مصالح الشعبين».

ووفق بيان الحكومة المصرية، الشهر الماضي، «يتألف المجلس من عدد من الوزراء والمسؤولين من البلدين في المجالات ذات الصلة»، كما «يعقد اجتماعات دورية بالتناوب في البلدين، ويحق له عقد اجتماعات استثنائية كلما دعت الحاجة إلى ذلك». والمجلس «سيحل محل الاتفاق الخاص بإنشاء اللجنة العليا المصرية - السعودية المشتركة».