السعودية: إنشاء حي للإعلاميين ضمن مشروع يحوي 5 آلاف وحدة سكنية شمال جدة

وزارة الإسكان توسع النطاق مع القطاعات والجهات المختلفة

في خطوة هي الأولى من نوعها خُصص مشروع عقاري مستقل يستهدف الإعلاميين السعوديين في مدينة جدة
في خطوة هي الأولى من نوعها خُصص مشروع عقاري مستقل يستهدف الإعلاميين السعوديين في مدينة جدة
TT

السعودية: إنشاء حي للإعلاميين ضمن مشروع يحوي 5 آلاف وحدة سكنية شمال جدة

في خطوة هي الأولى من نوعها خُصص مشروع عقاري مستقل يستهدف الإعلاميين السعوديين في مدينة جدة
في خطوة هي الأولى من نوعها خُصص مشروع عقاري مستقل يستهدف الإعلاميين السعوديين في مدينة جدة

بات للعاملين في قطاع الإعلام السعودي حظوة من حركة نشاط المشروعات العقارية المتنامية في السعودية، في خطوة هي الأولى من نوعها، بتخصيص مشروع عقاري مستقل يستهدف الإعلاميين السعوديين. ووقعت وزارة الإسكان مؤخراً، في جدة (غرب السعودية)، اتفاقية مع شركة شمائل المتحدة للتطوير العقاري لتنفيذ وبناء 5336 وحدة سكنية متنوعة، ضمن مشروع «مياسم» شمال المدينة الذي يأتي ضمن المشاريع الثمانية الموزعة في جدة لتوفير 44.324 ألف وحدة سكنية.
وتوقيع هذه الاتفاقية لإنشاء الوحدات السكنية المتنوعة في مختلف مناطق السعودية يأتي ضمن 70 مشروعاً لتوفير 125 ألف وحدة سكنية متنوعة تحت الإنشاء، تشمل فللاً وشققاً وتاون هاوس، بأسعار مناسبة تتراوح بين 250 و750 ألف ريال (66.6 – 200 ألف دولار)، وجودة عالية، وبيئة متكاملة توفر حياة أفضل للأسر السعودية، بهدف زيادة نسبة تملك السعوديين للمنزل الأول، والوصول لنسب تملك 70 في المائة بحلول 2030.
وأعلنت شركة شمائل المتحدة للتطوير العقاري التي تنفذ مشروع «مياسم»، الواقع في منطقة أبحر شمال جدة، خلال مراسم التوقيع، عن إنشاء حي الإعلاميين ضمن نطاق المشروع الذي يمتد على مساحة 1.6 مليون متر مربع، بالقرب من «برج جدة»، وذلك في إطار الاتفاقية الموقعة مسبقاً بين وزارتي الإسكان والإعلام، وتشمل عدداً من المزايا للإعلاميين، بينها إنشاء أحياء سكنية مخصصة لهم في كل من الرياض وجدة والدمام، كمرحلة أولى.
ومن خلال دائرة تلفزيونية، تحدث ماجد الحقيل، وزير الإسكان، من العاصمة السعودية الرياض، في بث مباشر، قائلاً: «إن القطاع الخاص يعد شريكاً فيما يحقق من نجاحات وإنجازات على أرض الواقع»، لافتاً إلى أن «مذكرة التفاهم بين وزارة الإسكان، ممثلة ببرنامج (سكني)، وشركة شمائل المتحدة للتطوير المنفذ لمشروع (مياسم)، ستسهم في إيجاد أحد أهم المشاريع السكنية النموذجية في محافظة جدة، التي تعد امتداداً لمشاريع مشابهة في بقية مناطق البلاد، حيث يتضمن هذا المشروع إنشاء نحو 6 آلاف وحدة سكنية، وعدد من المرافق الخدمية المتنوعة، بهدف توفير جودة حياة أعلى للأسر السعودية بمختلف فئاتها».
وأشار إلى أن هذه الاتفاقية تأتي انطلاقاً من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ودعمهما لكل ما يحقق رفاهية المواطن واستقراره، وتلبية احتياجاته ورغباته، مضيفاً: «عملنا في وزارة الإسكان، من خلال مشاريع التطوير الشامل، على فتح آفاق جديدة في صناعة التطوير العقاري في المملكة لإيجاد بيئة تمتاز بجودة حياة مختلفة ومتطورة».
إلى ذلك، أكد المهندس مازن الداود، المشرف العام على التطوير العقاري في وزارة الإسكان، خلال حفل التوقيع، حرص الوزارة على التعاون المثمر مع المطورين العقاريين المؤهلين للإسهام في ضخ مزيد من الوحدات السكنية، ودعم العرض في السوق، مما يضمن تنافس الشركات لكسب رضا المواطنين وتلبية رغباتهم، منوهاً بأن هذا المشروع يأتي امتداداً للمشاريع التي تشهدها منطقة مكة المكرمة، ويصل عددها إلى 16 مشروعاً توفر نحو 57 ألف وحدة متنوعة.
وأضاف الداود أن المشروع يكتسب أهمية كونه يقع في موقع استراتيجي ضمن أحياء أبحر الشمالية، الواقعة شمال محافظة جدة، بالقرب من «برج جدة» الأطول في العالم. كما يضم المشروع 5336 وحدة سكنية، على مساحة 1.6 مليون متر مربع، إضافة إلى توافر المواقع المخصصة للخدمات التعليمية والصحية والترفيهية في المشروع، إلى جانب الحدائق وممرات المشاة وغيرها.
وبالعودة لـ«حي الإعلاميين» فهو يقع ضمن مشروع «مياسم» في المنطقة «جي»، الذي صمم بشكل مستقل بذاته، من خلال تقديم مجموعة نماذج متميزة متنوعة من الوحدات السكنية تناسب جميع الأسر السعودية، مع التركيز على الخدمات والحديقة الخضراء الكبيرة التي توفر مناظر طبيعية، وتؤسس قلباً هادئاً للحي، وتسهل حركة المشاة، وتربطها بالمدارس الواقعة مركزياً بالحي، لتوفير الخدمات والتسهيلات الإسكانية للإعلاميين ومنسوبي وزارة الإعلام والجهات التابعة لها، وهو إحدى ثمار الشراكة بين وزارتي الإسكان والإعلام.
وعن ذلك، قال المهندس عبد الله بن سعيد، المشرف على الإسكان المؤسسي، إن تخصيص حي الإعلاميين في مشروع «مياسم» يأتي ضمن تسهيلات عدة يوفرها برنامج «سكني» للإعلاميين، تسهم في تملّك المسكن الأول، وذلك تقديراً لدورهم، بصفتهم شركاء في التنمية، ولهم دور محوري في نشر المعرفة ورفع الوعي في المجتمع، وهم حلقة الوصل الفاعلة بين الجهات الحكومية وأفراد المجتمع كافة، عبر مختلف الوسائل والمنصات الإعلامية.
ومن جانبه، قال عبد الله الغامدي، عضو مجلس إدارة شركة شمائل المتحدة للتطوير، إنه في ظل توجه الأسر السعودية للبحث عن أماكن توفر أسلوب حياة فريد، وبيئة متكاملة لا تقتصر على المسكن وحده، جاءت فكرة تطوير «مياسم»، ضمن مفهوم حياة صحية آمنة، وأسلوب حديث يوفر عناصر جودة الحياة، ضمن بيئة سكنية متكاملة، في مشروع يقام على مساحة 1.6 مليون متر مربع، ويحتل موقعاً استراتيجياً في أبحر الشمالية، القلب الجديد المزدهر بشمال جدة، وهو مصمم لتلبية احتياجات الأسر المستقبلية. وذكر الغامدي أن الشركة وظفت أفضل الخبرات في صناعة التطوير لإرساء معايير جديدة في صناعة التطوير، عبر خلط الأنماط المحلية بالمعايير الدولية في سلسلة من ورش العمل لإخراج مشروع «مياسم» بعناية، من أجل تعزيز مفهوم جديد لجودة الحياة، وتبني التنمية المستدامة في مهامها التطويرية والاستراتيجية المستخدمة، لتوفير بيئة سكنية تقدم المسكن والمدرسة وأماكن العمل، والعلاج، والترفيه والاستجمام، والتسوق، والضيافة الفندقية، في مكان واحد، لنؤسس لمفهوم السكن والعمل والترفيه في المكان الواحد.
يذكر أن برنامج «سكني» قد أعلن عن مستهدفاته لعام 2020، ومن بينها ضخ 100 ألف وحدة سكنية جديدة، بالشراكة مع المطورين العقاريين، بقيمة 65 مليار ريال (17.3 مليار دولار). كما سلم عبر منصته الإلكترونية نحو 90 ألف قطعة أرض في مختلف مناطق المملكة خلال عام 2019، من بين 137.906 قطع أراضٍ وفرها للحجز إلكترونياً ضمن 146 مخططاً.



الأحياء المصرية العريقة تربح سوق الوحدات الفارهة

الأحياء المصرية العريقة تربح سوق الوحدات الفارهة
TT

الأحياء المصرية العريقة تربح سوق الوحدات الفارهة

الأحياء المصرية العريقة تربح سوق الوحدات الفارهة

يَعدّ المصريون الاستثمار العقاري من بين أكثر أنواع الاستثمار أمناً وعائداً، مع الأسعار المتزايدة يوماً بعد يوم للوحدات السكنية والتجارية في مختلف الأحياء المصرية، بناءً على تغيّرات السوق، وارتفاع أسعار الأراضي ومواد البناء، ورغم أن هذه المتغيرات تحدد سعر المتر السكني والتجاري، فإن بعض الوحدات السكنية قد تشذّ عن القاعدة، ويخرج سعرها عن المألوف لوقوعها في حي راقٍ شهير وسط القاهرة وتطل على النيل، أو حتى في عمارة سكنية شهيرة.
وبتصفح إعلانات بيع الوحدات السكنية على المواقع الإلكترونية والتطبيقات المخصصة لذلك قد يصطدم المشاهد برقم غريب يتجاوز الأسعار المتعارف عليها في الحي بشكلٍ كبير جداً، لتقفز من وحدات سكنية سعرها 3 ملايين جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 15.6 جنيه مصري)، إلى أخرى مجاورة لها بأربعين مليوناً، هذه الإعلانات التي يصفها متابعون بأنها «غريبة جداً» على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط أسئلة منطقية عن السبب الرئيسي وراء هذه الأسعار، التي تؤكد تفوق أسعار بيع بعض الشقق السكنية على أسعار فيلات بالمدن الجديدة.
على كورنيش النيل، تطل واحدة من أشهر العمارات السكنية بحي الزمالك وسط القاهرة، تحديداً في عمارة «ليبون» التي سكنها عدد من فناني مصر المشهورين في الماضي، تُعرض شقة مساحتها 300 متر للبيع بمبلغ 40 مليون جنيه، أي نحو 2.5 مليون دولار، رغم أن متوسط سعر المتر السكني في الحي يبلغ 23 ألف جنيه، وفقاً لموقع «عقار ماب» المتخصص في بيع وشراء الوحدات السكنية في مصر.
ولا يشتري الناس بهذه الأسعار مجرد شقة، بل يشترون ثقافة حي وجيراناً وتأميناً وخدمات، حسب حسين شعبان، مدير إحدى شركات التسويق العقاري بحي الزمالك، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «عمارة ليبون واحدة من أعرق العمارات في مصر، وأعلاها سعراً، والشقة المعروضة للبيع كانت تسكنها الفنانة الراحلة سامية جمال»، مؤكداً أن «هذه الإعلانات تستهدف المشتري العربي أو الأجنبي الذي يبحث عن عقار مؤمّن، وجيراناً متميزين، وثقافة حي تسمح له بالحياة كأنه في أوروبا، فسعر الشقة ربما يكون مماثلاً لسعر فيلا في أفضل التجمعات السكنية وأرقاها في مصر، لكنه يبحث عن شقة بمواصفات خاصة».
وفي عام 2017 أثار إعلان عن شقة بجوار فندق «أم كلثوم» بالزمالك، الجدل، بعد عرضها للبيع بمبلغ 3 ملايين دولار، وتبين فيما بعد أن الشقة ملك للسياسي المصري أيمن نور، لكن شعبان بدوره يؤكد أن «الناس لا تهتم بمن هو مالك الشقة في السابق، بل تهتم بالخدمات والجيران، وهذا هو ما يحدد سعر الشقة».
ويعد حي الزمالك بوسط القاهرة واحداً من أشهر الأحياء السكنية وأعلاها سعرها، حيث توجد به مقرات لعدد كبير من السفارات، مما يجعله مكاناً لسكن الأجانب، وينقسم الحي إلى قسمين (بحري وقبلي) يفصلهما محور (26 يوليو)، ويعد الجانب القلبي هو «الأكثر تميزاً والأعلى سعراً، لأنه مقر معظم السفارات»، وفقاً لإيهاب المصري، مدير مبيعات عقارية، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «ارتفاع الأسعار في الزمالك مرتبط بنقص المعروض في ظل ازدياد الطلب، مع وجود أجانب يدفعون بالعملات الأجنبية، وهم هنا لا يشترون مجرد إطلالة على النيل، بل يشترون خدمات وتأميناً عالي المستوى».
وعلى موقع «أوليكس» المخصص لبيع وتأجير العقارات والأدوات المنزلية، تجد شقة دوبليكس بمساحة 240 متراً في الزمالك مكونة من 4 غرف، معروضة للبيع بمبلغ 42 مليون جنيه، وشقة أخرى للبيع أمام نادي الجزيرة مساحة 400 متر بمبلغ 40 مليون جنيه.
ورغم ذلك فإن أسعار بعض الوحدات المعروضة للبيع قد تبدو مبالغاً فيها، حسب المصري، الذي يقول إن «السعر المعلن عنه غير حقيقي، فلا توجد شقة تباع في عمارة (ليبون) بمبلغ 40 مليون جنيه، وعند تنفيذ البيع قد لا يتجاوز السعر الثلاثين مليوناً، وهو سعر الوحدة السكنية في عمارة (العبد) المطلة على نادي الجزيرة والتي تعد أغلى عقارات الزمالك».
والشريحة المستهدفة بهذه الأسعار هي شريحة مختلفة تماماً عن الشريحة التي يستهدفها الإسكان الاجتماعي، فهي شريحة تبحث عن أسلوب حياة وإمكانيات معينة، كما يقول الخبير العقاري تامر ممتاز، لـ«الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن «التعامل مع مثل هذه الوحدات لا بد أن يكون كالتعامل مع السلع الخاصة، التي تقدم ميزات قد لا تكون موجودة في سلع أخرى، من بينها الخدمات والتأمين».
وتتفاوت أسعار الوحدات السكنية في حي الزمالك بشكل كبير، ويقدر موقع «بروبرتي فايندر»، المتخصص في بيع وتأجير العقارات، متوسط سعر الشقة في منطقة أبو الفدا المطلة على نيل الزمالك بمبلغ 7 ملايين جنيه مصري، بينما يبلغ متوسط سعر الشقة في شارع «حسن صبري» نحو 10 ملايين جنيه، ويتباين السعر في شارع الجبلاية بالجانب القبلي من الحي، ليبدأ من 4.5 مليون جنيه ويصل إلى 36 مليون جنيه.
منطقة جاردن سيتي تتمتع أيضاً بارتفاع أسعار وحداتها، وإن لم يصل السعر إلى مثيله في الزمالك، حيث توجد شقق مساحتها لا تتجاوز 135 متراً معروضة للبيع بمبلغ 23 مليون جنيه، ويبلغ متوسط سعر المتر في جاردن سيتي نحو 15 ألف جنيه، وفقاً لـ«عقار ماب».
وتحتل الشقق السكنية الفندقية بـ«فورسيزونز» على كورنيش النيل بالجيزة، المرتبة الأولى في الأسعار، حيث يبلغ سعر الشقة نحو 4.5 مليون دولار، حسب تأكيدات شعبان والمصري، وكانت إحدى شقق «فورسيزونز» قد أثارت الجدل عندما عُرضت للبيع عام 2018 بمبلغ 40 مليون دولار، وبُرر ارتفاع السعر وقتها بأن مساحتها 1600 متر، وتطل على النيل وعلى حديقة الحيوانات، وبها حمام سباحة خاص، إضافة إلى الشخصيات العربية المرموقة التي تسكن «فورسيزونز».
وتحدد أسعار هذا النوع من العقارات بمقدار الخدمات والخصوصية التي يوفّرها، وفقاً لممتاز، الذي يؤكد أن «العقار في مصر يعد مخزناً للقيمة، ولذلك تكون مجالاً للاستثمار، فالمشتري يبحث عن عقار سيرتفع سعره أو يتضاعف في المستقبل، ومن المؤكد أنه كلما زادت الخدمات، فإن احتمالات زيادة الأسعار ستكون أكبر، خصوصاً في ظل وجود نوع من المستهلكين يبحثون عن مميزات خاصة، لا تتوافر إلا في عدد محدود من الوحدات السكنية».