وصول الطاقم الأميركي لترسيم ضم المستوطنات في القدس والضفة الغربية

مع وصول الفريق الأميركي المكلف بعملية ترسيم ومسح الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية، بغرض ضمها لإسرائيل وفرض السيادة الإسرائيلية عليها تطبيقاً لـ«صفقة القرن»، تسابق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه نفتالي بنيت، على من يعمل أكثر لفرض الأمر الواقع حتى تأخذه اللجنة بالاعتبار. فتحدث نتنياهو عن إقامة 3 آلاف وحدة سكن في القدس، وتحدث بنيت عن إقامة نحو ألفي وحدة سكن في مستوطنات الضفة. وقرر نتنياهو وصل 12 بؤرة استيطانية بالتيار الكهربائي، فيما تحدث بنيت عن مشروع تطوير استيطاني في الحرم الإبراهيمي في الخليل.
وكان الفريق الأميركي قد أجرى محادثات تمهيدية في واشنطن، بمشاركة سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، الذي عاد إلى تل أبيب، أمس، ومعه بقية أعضاء الفريق؛ المستشار الرئاسي اريه لايتستون والمسؤول عن الشؤون الإسرائيلية - الفلسطينية في مجلس الأمن القومي الأميركي سكوت ليث. وستبدأ المحادثات في تل أبيب فوراً، بمشاركة الفريق الإسرائيلي الذي يضم الوزير ياريف ليفين وسفير إسرائيل في واشنطن رون دريمر، ومدير عام مكتب رئاسة حكومة الاحتلال رونين بيرتس.
وتمهيداً لهذه الأبحاث، قام لفين وبيرتس بمرافقة نتنياهو في جولة في القدس الشرقية المحتلة، التي أعلن ديوان رئيس الوزراء، خلالها، بناء 4 آلاف وحدة سكن في القدس، بينها ألفا وحدة في حي «هار حوما» الاستيطاني، القائم على أراضي جبل أبو غنيم، بهدف زيادة عدد سكانه من 38 ألف مستوطن الآن إلى 50 ألفاً، وألف وحدة سكن استيطانية في منطقة «جفعات هاماتوس» أو «تلة الطائرة»، وألف وحدة سكن للمواطنين الفلسطينيين في بيت صفافا في القدس. وأشارت قناة التلفزيون الرسمية «كان» إلى أن هذه المناقصات التي ستوافق الحكومة على البدء بإنشائها في منطقة كانت قيد التجميد منذ عام 2014 بسبب معارضة أميركية وألمانية للبناء فيها. وقال مسؤول كبير في بلدية القدس: «هذه المرة ستكون هناك مناقصات وسيتم الإعلان عنها في الأيام المقبلة».
كما أعلن نتنياهو أنه أصدر تعليماته إلى الإدارة المدنية بأن توصل التيار الكهربائي إلى 12 بؤرة استيطان عشوائية، كانت أقيمت من دون تصاريح وبشكل مخالف حتى للقانون الإسرائيلي، وقال إنه بهذه الخطوة يعزز سياسته الهادفة إلى منع أي فكرة لاقتلاع مستوطنين يهود من أماكن سكناهم.
من جهتها جددت الرئاسة الفلسطينية، الاثنين، رفضها لشرعية الخرائط التي تقوم الولايات المتحدة وإسرائيل، ضمن خطة واشنطن للسلام المعروفة باسم «صفقة القرن».
وصرح الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة بأن «الخرائط الأميركية - الإسرائيلية، التي تحدث نتنياهو عن قرب الانتهاء من رسمها وفق ما يسمى (صفقة القرن)، لن تعطي شرعية لأحد، وأن الاستيطان جميعه إلى زوال».
وقال أبو ردينة، في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية: «لا يمكن تحويل هذه الخرائط المخالفة لقرارات الشرعية الدولية إلى سياسة أمر واقع». وأضاف أن «الخريطة الوحيدة التي يمكن الاعتراف بها والتعامل معها، هي خريطة دولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
وطالب من جهته، المجتمع الدولي، بالتحرك بشكل فوري لوقف «التصعيد الإسرائيلي - الأميركي الخطير، الذي سيؤدي إلى القضاء على أي فرصة لإحلال السلام العادل والشامل القائم على قرارات الشرعية الدولية»، بحسب وكاله الأنباء الألمانية.
وأكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، أن «الموقف الفلسطيني الصلب الموحد خلف الرئيس محمود عباس، قادر على إفشال هذه المؤامرات، التي لن تجلب السلام والاستقرار والأمن لأحد، بل ستدفع المنطقة والعالم لمزيد من التطرف والتوتر».
بالمقابل، وفي إطار التنافس الانتخابي على أصوات اليمين عموماً والمستوطنين بشكل خاص، أعلن رئيس تحالف أحزاب اليمين المتطرف ووزير الأمن، نفتالي بنيت، أنه صادق على تخطيط «مشروع المصعد» في الحرم الإبراهيمي. وقال إن هذا المشروع يأتي ضمن مشروع أكبر لتطوير الحرم الإبراهيمي وتسهيل وصول اليهود إليه بأمان. وأضاف أنه يعد لبناء نحو ألفي وحدة سكن لتوسيع المستوطنات القائمة في الضفة الغربية.
وقد دخل نتنياهو وبنيت في هجوم متبادل، كل ينسب لشخصه مسؤولية فرض الواقع الاستيطاني وتوسيع المستوطنات. فقال نتنياهو، خلال خطابه في تدشين بؤرة استيطانية، أول من أمس، إنه «قبل شهر كنت في واشنطن، وتحدثت عن الخليل مدينة الآباء وعن (مستوطنتي) بيت إيل وشيلو، وبالطبع عن القدس عاصمتنا الأبدية. لكن قبل ذلك، العنصر الأول لخطة ترمب هو اعتراف الولايات المتحدة بملكيتنا على هذه الأرض، وفي الكتل وخارج الكتل» الاستيطانية. وأضاف نتنياهو أن ترسيم خرائط حدود مخطط الضم بموجب «صفقة القرن» سينتهي الأسبوع الحالي.
من جانبه، قال بنيت إنه من خلال مخطط الضم: «نحن في الطريق نحو تطبيق حلم السيادة، ولا يوجد مكان يليق أكثر بسيادة إسرائيل من مدينة الآباء والأمهات، وقطعة دفن كبار أمتنا، ألا وهي مغارة المكفيلا»، أي الحرم الإبراهيمي. وأضاف بنيت أنه «قبل شهرين صادقت على دفع التخطيط لمشروع المصعد في مغارة المكفيلا. وبإمكاني القول لأول مرة إن المشروع اكتمل. ونحن نعطي اليوم ضوءاً أخضر للتنفيذ. وأتوقع دعماً من رئيس الحكومة ووزير الخارجية، ونحن بحاجة إلى مصادقتهم». وقال بنيت: «إننا في فترة مميزة، حيث السيادة في أرض إسرائيل في متناول اليد».