وصول الطاقم الأميركي لترسيم ضم المستوطنات في القدس والضفة الغربية

الرئاسة الفلسطينية: الخرائط الأميركية ـ الإسرائيلية لن تعطي شرعية لأحد

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطلع على خريطة لمستوطنة آرييل في الضفة الغربية أمس (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطلع على خريطة لمستوطنة آرييل في الضفة الغربية أمس (أ.ب)
TT

وصول الطاقم الأميركي لترسيم ضم المستوطنات في القدس والضفة الغربية

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطلع على خريطة لمستوطنة آرييل في الضفة الغربية أمس (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطلع على خريطة لمستوطنة آرييل في الضفة الغربية أمس (أ.ب)

مع وصول الفريق الأميركي المكلف بعملية ترسيم ومسح الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية، بغرض ضمها لإسرائيل وفرض السيادة الإسرائيلية عليها تطبيقاً لـ«صفقة القرن»، تسابق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه نفتالي بنيت، على من يعمل أكثر لفرض الأمر الواقع حتى تأخذه اللجنة بالاعتبار. فتحدث نتنياهو عن إقامة 3 آلاف وحدة سكن في القدس، وتحدث بنيت عن إقامة نحو ألفي وحدة سكن في مستوطنات الضفة. وقرر نتنياهو وصل 12 بؤرة استيطانية بالتيار الكهربائي، فيما تحدث بنيت عن مشروع تطوير استيطاني في الحرم الإبراهيمي في الخليل.
وكان الفريق الأميركي قد أجرى محادثات تمهيدية في واشنطن، بمشاركة سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، الذي عاد إلى تل أبيب، أمس، ومعه بقية أعضاء الفريق؛ المستشار الرئاسي اريه لايتستون والمسؤول عن الشؤون الإسرائيلية - الفلسطينية في مجلس الأمن القومي الأميركي سكوت ليث. وستبدأ المحادثات في تل أبيب فوراً، بمشاركة الفريق الإسرائيلي الذي يضم الوزير ياريف ليفين وسفير إسرائيل في واشنطن رون دريمر، ومدير عام مكتب رئاسة حكومة الاحتلال رونين بيرتس.
وتمهيداً لهذه الأبحاث، قام لفين وبيرتس بمرافقة نتنياهو في جولة في القدس الشرقية المحتلة، التي أعلن ديوان رئيس الوزراء، خلالها، بناء 4 آلاف وحدة سكن في القدس، بينها ألفا وحدة في حي «هار حوما» الاستيطاني، القائم على أراضي جبل أبو غنيم، بهدف زيادة عدد سكانه من 38 ألف مستوطن الآن إلى 50 ألفاً، وألف وحدة سكن استيطانية في منطقة «جفعات هاماتوس» أو «تلة الطائرة»، وألف وحدة سكن للمواطنين الفلسطينيين في بيت صفافا في القدس. وأشارت قناة التلفزيون الرسمية «كان» إلى أن هذه المناقصات التي ستوافق الحكومة على البدء بإنشائها في منطقة كانت قيد التجميد منذ عام 2014 بسبب معارضة أميركية وألمانية للبناء فيها. وقال مسؤول كبير في بلدية القدس: «هذه المرة ستكون هناك مناقصات وسيتم الإعلان عنها في الأيام المقبلة».
كما أعلن نتنياهو أنه أصدر تعليماته إلى الإدارة المدنية بأن توصل التيار الكهربائي إلى 12 بؤرة استيطان عشوائية، كانت أقيمت من دون تصاريح وبشكل مخالف حتى للقانون الإسرائيلي، وقال إنه بهذه الخطوة يعزز سياسته الهادفة إلى منع أي فكرة لاقتلاع مستوطنين يهود من أماكن سكناهم.
من جهتها جددت الرئاسة الفلسطينية، الاثنين، رفضها لشرعية الخرائط التي تقوم الولايات المتحدة وإسرائيل، ضمن خطة واشنطن للسلام المعروفة باسم «صفقة القرن».
وصرح الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة بأن «الخرائط الأميركية - الإسرائيلية، التي تحدث نتنياهو عن قرب الانتهاء من رسمها وفق ما يسمى (صفقة القرن)، لن تعطي شرعية لأحد، وأن الاستيطان جميعه إلى زوال».
وقال أبو ردينة، في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية: «لا يمكن تحويل هذه الخرائط المخالفة لقرارات الشرعية الدولية إلى سياسة أمر واقع». وأضاف أن «الخريطة الوحيدة التي يمكن الاعتراف بها والتعامل معها، هي خريطة دولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
وطالب من جهته، المجتمع الدولي، بالتحرك بشكل فوري لوقف «التصعيد الإسرائيلي - الأميركي الخطير، الذي سيؤدي إلى القضاء على أي فرصة لإحلال السلام العادل والشامل القائم على قرارات الشرعية الدولية»، بحسب وكاله الأنباء الألمانية.
وأكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، أن «الموقف الفلسطيني الصلب الموحد خلف الرئيس محمود عباس، قادر على إفشال هذه المؤامرات، التي لن تجلب السلام والاستقرار والأمن لأحد، بل ستدفع المنطقة والعالم لمزيد من التطرف والتوتر».
بالمقابل، وفي إطار التنافس الانتخابي على أصوات اليمين عموماً والمستوطنين بشكل خاص، أعلن رئيس تحالف أحزاب اليمين المتطرف ووزير الأمن، نفتالي بنيت، أنه صادق على تخطيط «مشروع المصعد» في الحرم الإبراهيمي. وقال إن هذا المشروع يأتي ضمن مشروع أكبر لتطوير الحرم الإبراهيمي وتسهيل وصول اليهود إليه بأمان. وأضاف أنه يعد لبناء نحو ألفي وحدة سكن لتوسيع المستوطنات القائمة في الضفة الغربية.
وقد دخل نتنياهو وبنيت في هجوم متبادل، كل ينسب لشخصه مسؤولية فرض الواقع الاستيطاني وتوسيع المستوطنات. فقال نتنياهو، خلال خطابه في تدشين بؤرة استيطانية، أول من أمس، إنه «قبل شهر كنت في واشنطن، وتحدثت عن الخليل مدينة الآباء وعن (مستوطنتي) بيت إيل وشيلو، وبالطبع عن القدس عاصمتنا الأبدية. لكن قبل ذلك، العنصر الأول لخطة ترمب هو اعتراف الولايات المتحدة بملكيتنا على هذه الأرض، وفي الكتل وخارج الكتل» الاستيطانية. وأضاف نتنياهو أن ترسيم خرائط حدود مخطط الضم بموجب «صفقة القرن» سينتهي الأسبوع الحالي.
من جانبه، قال بنيت إنه من خلال مخطط الضم: «نحن في الطريق نحو تطبيق حلم السيادة، ولا يوجد مكان يليق أكثر بسيادة إسرائيل من مدينة الآباء والأمهات، وقطعة دفن كبار أمتنا، ألا وهي مغارة المكفيلا»، أي الحرم الإبراهيمي. وأضاف بنيت أنه «قبل شهرين صادقت على دفع التخطيط لمشروع المصعد في مغارة المكفيلا. وبإمكاني القول لأول مرة إن المشروع اكتمل. ونحن نعطي اليوم ضوءاً أخضر للتنفيذ. وأتوقع دعماً من رئيس الحكومة ووزير الخارجية، ونحن بحاجة إلى مصادقتهم». وقال بنيت: «إننا في فترة مميزة، حيث السيادة في أرض إسرائيل في متناول اليد».



وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
TT

وزراء عرب يناقشون خطة إعمار غزة مع مبعوث ترمب

جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)
جانب من الاجتماع الذي استضافته الدوحة بشأن فلسطين الأربعاء (واس)

ناقشت اللجنة الوزارية الخماسية بشأن غزة، الأربعاء، مع ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، خطة إعادة إعمار القطاع التي أقرتها القمة العربية الطارئة في القاهرة بتاريخ 4 مارس (آذار) الحالي.

جاء ذلك خلال اجتماع استضافته الدوحة، بمشاركة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، والدكتور أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، والدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري، وخليفة المرر وزير الدولة بوزارة الخارجية الإماراتية، وحسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وبحث المشاركون تطورات الأوضاع في غزة، واتفقوا على مواصلة التشاور والتنسيق بشأن الخطة كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع، بحسب بيان صادر عن الاجتماع.

بدر عبد العاطي يلتقي ويتكوف على هامش الاجتماع في الدوحة (الخارجية المصرية)

وأكد الوزراء العرب أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، مشددين على ضرورة إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

وجدَّدوا تأكيد الحرص على استمرار الحوار لتعزيز التهدئة، والعمل المشترك من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، عبر تكثيف الجهود الدبلوماسية، والتنسيق مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

وسبق الاجتماع لقاء للوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني، في الدوحة، بحثوا خلاله «سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، لا سيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، وبحضور الدول والجهات المانحة»، بحسب الخارجية المصرية.

من لقاء الوزراء الخمسة العرب والمسؤول الفلسطيني في الدوحة (الخارجية المصرية)

كان الاجتماع الوزاري الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة (غرب السعودية)، الجمعة الماضي، قد أكد دعم الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التمسُّك بحق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في تصريحات أعقبت «اجتماع جدة»، إن الخطة أصبحت عربية - إسلامية، بعد تبنّي واعتماد «الوزاري الإسلامي» جميع مخرجات «قمة القاهرة»، مؤكداً السعي في الخطوة المقبلة لدعمها دولياً، عبر تبنيها من قِبل الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية؛ كاليابان وروسيا والصين وغيرها، للعمل على تنفيذها.

بدر عبد العاطي خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الإسلامي بمحافظة جدة (الخارجية المصرية)

وأشار الوزير المصري إلى تواصله مع الأطراف الدولية بما فيها الجانب الأميركي، وقال إنه تحدّث «بشكل مسهب» مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط عن الخطة بمراحلها وجداولها الزمنية وتكاليفها المالية. وأضاف أن ويتكوف تحدث عن عناصر جاذبة حولها، وحسن نية وراءها.

إلى ذلك، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، في بداية اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: «لن يطرد أحد أحداً من غزة».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الآيرلندي خلال لقائه ترمب، إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «نريد السلام، نريد إطلاق سراح الرهائن»، مضيفاً: «يجب إطلاق سراح جميع الرهائن، ويجب إدخال المساعدات إلى غزة».