نتنياهو يتجه لإعلان اعتزاله واستغلال «كورونا» لخفض التصويت العربي

بعد نشر نتائج استطلاعين جديدين تظهر تفوقه

TT

نتنياهو يتجه لإعلان اعتزاله واستغلال «كورونا» لخفض التصويت العربي

بعد أن أظهرت نتائج استطلاعين جديدين للرأي أن الليكود سيتفوق على «كحول لفان» ويصبح الحزب الأكبر من جديد، يتجه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى القيام بخطوة ضمن خطوات عدة لتحقيق طفرة أخرى في قوته في الأيام الأخيرة المتبقية من المعركة الانتخابية. وإحدى هذه الخطوات أن يعلن أنه سيعتزل السياسة بعد انتهاء دورة الحكم المقبلة، وخطوة أخرى تتمثل في استخدام الهلع من فيروس «كورونا» لتقليص عدد المصوتين العرب في يوم الانتخابات؛ الاثنين المقبل. وتؤكد مصادر سياسية أن نتنياهو يبث بين صفوف نشطاء حزبه الليكود أن هناك انعطافاً حصل في الأيام الأخيرة يدل على أنه بدأ يحصد مجموعات جديدة من المصوتين، وبشكل خاص لأن «الجمهور يشعر بأن رفض منافسه بيني غانتس الدخول في مناظرة معه يدل على ضعف شخصيته وعجزه عن المواجهة، وستسبب له خسارة كبيرة». وأن هذا الانعطاف يجب أن يزداد قوة حتى يصبح بالإمكان حصول كتلة أحزاب اليمين على أكثرية 61 مقعداً، وتشكيل حكومة يمينية ثابتة برئاسة الليكود. وعليه؛ فإنه يدعو حلفاءه من قوى اليمين إلى السير وراءه في هذه المهمة؛ «بمزيد من الصبر والإيمان والالتزام بالعمل على تحقيق مصالح اليمين في المعركة».
وحسب مصادر أخرى؛ فإن المستشارين الاستراتيجيين لدى نتنياهو يخططون للقيام بخطوات انتخابية مفاجئة عدة في الأسبوع الأخير من المعركة، حتى يحدث الانعطاف ويجلب ما بين 4 و5 مقاعد أخرى تضمن له أغلبية 61 مقعداً، وإنهم، كما اعتادوا في كل انتخابات، يعدّون المفاجأة الكبرى ليوم الانتخابات نفسه، وتتعلق بالناخبين العرب؛ ففي انتخابات أبريل (نيسان) 2019، نشر شريط فيديو يحذر فيه من أن «الناخبين العرب يتدفقون على صناديق الاقتراع بعشرات الألوف في حافلات بتمويل جهات أوروبية لكي يسقطوا حكومة اليمين». وفي انتخابات سبتمبر (أيلول) 2019، حاول نصب كاميرات في صناديق الاقتراع في البلدات العربية خوفاً من التزوير. واليوم يخططون لبثّ أخبار مفزعة تقول إن فيروس «كورونا» ينتشر في مناطق معينة؛ عربية في الأساس، لتخويف الناخبين العرب ومنعهم من الوصول إلى الصناديق، وبالتالي تخفيض حصة معسكر غانتس لصالح معسكر اليمين.
وضمن «خطة الأسبوع الأخير»، نشر نتنياهو في صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه سيعمل على شطب وإبطال الملفات الجنائية للمواطنين الذين أدينوا بتهمة استخدام القنب الهندي (الماريغوانا)، أو حيازته. وقال نتنياهو إن فتح ملفات جنائية ضد مستخدمي نبات القنب الهندي يمسّ بعشرات الآلاف من الإسرائيليين، وإنه أصدر تعليمات إلى وزير القضاء، أمير أوحانا، بهذا الشأن، فبدأ العمل لتسوية هذه المسألة.
وكان استطلاعان نشرا، مساء أول من أمس الأحد، أظهرا تفوق وتصدر الليكود برئاسة نتنياهو فيما لو جرت الانتخابات اليوم؛ الأول تم بثه عبر «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي، وأجراه معهد «مدغام»، وفيه يحصل الليكود على 34 مقعداً مقابل 33 مقعداً لتكتل «كحول لفان»، والثاني بثّ عبر «القناة 11» التابعة لهيئة البثّ الإسرائيلية الرسمية، وفيه تفوق الليكود بنتيجة 35 مقعداً مقابل 34 مقعداً.
وحسب الاستطلاع الأول، تحافظ «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية على قوتها (13 مقعداً)، ويحصل تحالف أحزاب اليسار الصهيوني («العمل» و«غيشر» و«ميرتس») على 10 مقاعد (له اليوم 11 مقعداً)، وينخفض حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو» برئاسة أفيغدور ليبرمان، من 8 مقاعد إلى 7 مقاعد. وبهذا يكون حجم المعسكر المناهض لنتنياهو 63 مقعداً. وتحصل بقية أحزاب اليمين المناصر لنتنياهو على 57 مقعداً (له اليوم 55 مقعداً)، والمؤلفة من حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين، وكتلة «يهدوت هتوراه» لليهود الأشكناز المتدينين، بـ8 مقاعد لكل منهما، وتحالف اليمين المتطرف «يمينا»، الذي يضم 3 أحزاب هي: «الاتحاد القومي» و«البيت اليهودي» و«اليمين الجديد»، ويتزعمه وزير الأمن، نفتالي بنيت، بـ7 مقاعد.
أما الاستطلاع الثاني فقد أظهر النتائج التالية: «كحول لفان» 34 مقعداً، و«القائمة المشتركة» ترتفع بمقعد إضافي لتحصل على 14 مقعداً، وتحالف «العمل - غيشر - ميرتس» 9 مقاعد، وليبرمان 7 مقاعد. وفي معسكر اليمين: الليكود 35 مقعداً، و«شاس» 8 مقاعد، و«يهدوت هتوراه» 7 مقاعد، وتحالف «يمينا» 6 مقاعد. وفي هذا الاستطلاع يكون معسكر نتنياهو مؤلفاً من 56 مقعداً، والمعسكر الآخر 64 مقعداً.
والمشترك في الاستطلاعين أن الليكود يثبت أقدامه بوصفه أكبر حزب، لكن رئيسه بنيامين نتنياهو لن يستطيع تشكيل حكومة يمين كما يخطط، وأن «حزب الجنرالات» بقيادة غانتس يتراجع. ولن يستطيع تشكيل حكومة إلا إذا غير رأيه ووافق على تشكيل حكومة مع ليبرمان و«القائمة المشتركة» جنباً إلى جنب، وهو الأمر الذي أعلن ليبرمان ورئيس «القائمة المشتركة» أيمن عودة وغيره من قادتها، أنهم ليسوا مستعدين له. فالعرب مستعدون لدعم حكومة غانتس من الخارج بشرط ألا يكون فيها ليبرمان، وليبرمان غير مستعد للانخراط في حكومة تستند إلى أصوات العرب.
ويدير نتنياهو حملة واسعة ضد غانتس وليبرمان من خلال اتهامهما بأنهما لا يقولان الحقيقة وأنهما سيشكلان حكومة بالاستناد إلى العرب. ولذلك يسعى إلى زيادة فرصه للوصول إلى 61 نائباً يمينياً وتشكيل حكومة يمين، فيحاول إقناع حزب «كهانا (عوتمسا يهوديت)» برئاسة إيتان بن جبير، التي تدل الاستطلاعات على أنه لن يتجاوز نسبة الحسم، وسيحرق عشرات ألوف الأصوات المضمونة لليمين، بأن ينسحب من المعركة. وحسب مصادر سياسية؛ فإن نتنياهو يحاول الاجتماع مع الراباي يدوف ليئور، الذي يعدّ الأب الروحي لهذا الحزب، لإقناعه بالانسحاب، علماً بأن السياسيين الإسرائيليين حتى في اليمين يمتنعون عادة عن الاجتماع بهذا الرجل بسبب آرائه المتطرفة. فهو يؤمن بضرورة طرد الفلسطينيين وأصدر فتوى تحلل قتلهم.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.