برلمان شرق ليبيا سيعلّق المشاركة في محادثات جنيف

حكومة «الوفاق» تطلب انسحاب قوات حفتر من محيط طرابلس

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش – إلى اليسار – خلال المحادثات مع فائز السراج (د.ب.أ)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش – إلى اليسار – خلال المحادثات مع فائز السراج (د.ب.أ)
TT

برلمان شرق ليبيا سيعلّق المشاركة في محادثات جنيف

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش – إلى اليسار – خلال المحادثات مع فائز السراج (د.ب.أ)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش – إلى اليسار – خلال المحادثات مع فائز السراج (د.ب.أ)

سيعلق أعضاء البرلمان في شرق ليبيا الخاضع لسيطرة القائد العسكري المشير خليفة حفتر مشاركتهم في محادثات السلام مع نظرائهم المتحالفين مع حكومة الوفاق التي يرأسها فائز السراج، بحسب وكالة رويترز.
ويأتي هذا الموقف بعدما قدّم طرفا النزاع مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار ينصّ على أن تشرف الأمم المتحدة على العودة الآمنة للمدنيين الذين نزحوا جرّاء القتال، وفق ما أعلنت المنظّمة الدولية اليوم (الإثنين).
وأفادت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أنها ستسهّل عملية وقف إطلاق النار إلى جانب لجنة عسكرية تضم أعضاء من الطرفين. وجاء الإعلان بعد جولة ثانية من المحادثات العسكرية غير المباشرة التي أُجريت في جنيف بين حكومة الوفاق وقوات حفتر.
وتهدف المحادثات التي تجرى برعاية موفد الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة للتوصل إلى وقف دائم للقتال الذي أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص ونزوح نحو 140 ألفا منذ أبريل (نيسان) الماضي حين أطلق حفتر هجوماً للسيطرة على طرابلس، كما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أن الطرفين «أعدّا مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار تسهيلاً لعودة المدنيين الآمنة إلى مناطقهم مع تطبيق آلية مراقبة مشتركة». وأضافت أن «الطرفين اتفقا على تقديم مسودة الاتفاق إلى قيادتيهما لإجراء مزيد من المشاورات والاجتماع مجدداً الشهر المقبل».
في غضون ذلك، وصف السراج الإثنين خصمه حفتر بأنه «مجرم حرب» واستنكر التقاعس الدولي تجاه العنف في البلاد. وقال أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف إن «العالم بأسره حضر تصاعد الأعمال القتالية ضد طرابلس منذ 4 ابريل 2019. حتى اليوم، لم نر تحركا من المجتمع الدولي». وأدان «الانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان التي لا تزال مستمرة وأدت إلى مقتل آلاف الأشخاص ونزوح مئات الآلاف».
وأكد السراج أن كثراً «فقدوا حياتهم، من نساء وأطفال ومسنّين، ونزحت عائلات، ووجد أطفال أنفسهم أيتاما بسبب الاعتداءات التي يرتكبها مجرمو الحرب أو مجرم الحرب السيد حفتر». وتحدّث عن هجمات عشوائية ضد البنى التحتية العامة، على غرار المطارات والمستشفيات.
من جهته، شدد وزير الخارجية الليبي محمد سيالة إنه لا يمكن إبرام اتفاق ما دامت قوات حفتر في مواقعها. وقال إن وفد الحكومة إلى جنيف مصر على ضرورة «أن تنسحب هذه القوات بحيث لا تهدد طرابلس».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.