ميركل تتحدى كاميرون بتقبلها فكرة خروج لندن من الاتحاد الأوروبي

خلافات حول الهجرة والميزانية تزيد من عزلة بريطانيا

ميركل تتحدى كاميرون بتقبلها فكرة خروج لندن من الاتحاد الأوروبي
TT

ميركل تتحدى كاميرون بتقبلها فكرة خروج لندن من الاتحاد الأوروبي

ميركل تتحدى كاميرون بتقبلها فكرة خروج لندن من الاتحاد الأوروبي

بعد أسابيع من تهديدات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالتحرك لوقف الهجرة الأوروبية إلى المملكة المتحدة، أبدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل استياءها من التهديدات البريطانية إلى درجة أنها باتت تؤشر إلى إمكانية قبول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. وذكر تقرير صحافي في ألمانيا أن ميركل هددت كاميرون بوقف جهودها الرامية للإبقاء على بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في حال أصر على وضع حد للمهاجرين الوافدين إلى بريطانيا من دول التكتل.
ونقلت مجلة «دير شبيغل» الألمانية الصادرة أمس عن مسؤولين حكوميين لم تفصح عنهم القول إن ميركل حذرت كاميرون على هامش قمة الاتحاد الأوروبي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي قائلة إنه سيصل إلى نقطة «اللاعودة» بإصراره على خطته الرامية إلى وضع حصص للمهاجرين الوافدين من دول الاتحاد الأوروبي إلى بريطانيا.
وبحسب التقرير الإخباري الذي تناقلته وسائل الإعلام البريطانية أمس، أوضحت ميركل لكاميرون أنه إذا استمر في هذا الإجراء «فإن هذا ما سيكون».
ويذكر أن قواعد الاتحاد الأوروبي تتيح لكل مواطني دوله الحق في العيش والعمل في أي من دول التكتل.
ويواجه كاميرون ضغوطا من الحزب المحافظ للإعلان عن أن بريطانيا ستنسحب من الاتحاد الأوروبي (28 دولة) إذا لم تتمكن من التفاوض على الحصول على حق تقليل تدفق المهاجرين إلى بريطانيا من دول الاتحاد الأوروبي.
وكان كاميرون قد أعلن أنه سيطرح مسألة بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي في حال فوزه في الانتخابات البرلمانية البريطانية في مايو (أيار) المقبل. ويواجه كاميرون ضغوطا لطرح مقترحاته الخاصة بالهجرة داخل الاتحاد الأوروبي قبل يوم 20 من الشهر الجاري الذي سيشهد انتخابات فرعية في كلاكتون - أون - سي في جنوب شرقي إنجلترا.
وينظر على نطاق واسع إلى الوعد بإقامة هذا الاستفتاء على أنه محاولة لاختبار ارتفاع شعبية حزب الاستقلال البريطاني المناهض للاتحاد الأوروبي والهجرة والذي يمكن أن يفوز بمقعد آخر في البرلمان خلال الانتخابات الفرعية المقبلة.
كانت ميركل أوضحت في السابق أنها تتعاطف مع بعض مطالب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مثل تقليص البيروقراطية على سبيل المثال لكنها لا تؤيد الانقلاب على حق أساسي في حرية التحرك داخل الاتحاد الأوروبي.
وبعد مرور 25 عاما على سقوط جدار برلين باتت سلطة القرار في أوروبا بيد ألمانيا، مما يزيد من أهمية تهديد ميركل فبعد سقوط برلين في 1989 قالت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر مستشرفة المستقبل «لقد هزمنا الألمان مرتين وها هم يعودون»، معربة عن تخوفها من أن تؤدي إعادة توحيد ألمانيا إلى هيمنتها في أوروبا.
ولخص كاريل لانو مدير مركز الدراسات السياسية الأوروبية في بروكسل الوضع بقوله لوكالة الصحافة الفرنسية «قبل سقوط جدار برلين كانت ألمانيا على هامش أوروبا بعض الشيء. أما اليوم فهي في صلب أوروبا من وجهة نظر جغرافية واقتصادية وسياسية».



بعد هجوم ماسك على حكومته... ستارمر ينتقد «الأكاذيب والمعلومات المضللة»

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (رويترز)
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (رويترز)
TT

بعد هجوم ماسك على حكومته... ستارمر ينتقد «الأكاذيب والمعلومات المضللة»

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (رويترز)
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر (رويترز)

أدان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أمس (الاثنين): «الأكاذيب والمعلومات المضللة» التي قال إنها تقوض الديمقراطية في المملكة المتحدة، وذلك رداً على سيل من الهجمات التي وجهها الملياردير الأميركي إيلون ماسك لحكومته.

وأبدى الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» الأميركية للسيارات الكهربائية اهتماماً مكثفاً ومتقطعاً بالشأن السياسي البريطاني، منذ انتخاب حزب العمال من يسار الوسط في يوليو (تموز) الماضي.

واستخدم ماسك شبكته للتواصل الاجتماعي «إكس» للدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة، والمطالبة بسجن ستارمر.

ونشر ماسك، أمس، استطلاعاً على الإنترنت لمتابعيه البالغ عددهم 210 ملايين شخص، حول اقتراح بعنوان: «ينبغي على أميركا تحرير الشعب البريطاني من حكومته الاستبدادية».

وانتقد ستارمر في رده على سؤال حول تعليقات ماسك خلال جلسة أسئلة في مستشفى قرب لندن «من ينشرون الأكاذيب والمعلومات المضللة إلى أقصى حد ممكن وعلى أوسع نطاق ممكن»، وانتقد -بشكل خاص- السياسيين المحافظين المعارضين في بريطانيا الذين رددوا بعض مزاعم ماسك.

وغالباً ما ينشر إيلون ماسك على منصة «إكس» تعليقات حول المملكة المتحدة، معيداً نشر انتقادات لزعيم حزب العمال كير ستارمر، ووسم «تو تاير كير» وهو اختصار لادعاء غير مثبت بأن بريطانيا تطبق «نظاماً ثنائياً للشرطة»؛ حيث يتم التعامل مع المتظاهرين اليمينيين المتطرفين بقسوة أكبر، مقارنة بالمتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين أو حركة «حياة السود مهمة».

وخلال أحداث عنف مناهضة للمهاجرين اجتاحت المملكة المتحدة الصيف الماضي، غرد ماسك قائلاً إن «الحرب الأهلية حتمية».

وفي الآونة الأخيرة، ركز ماسك على قضية الاعتداء الجنسي على الأطفال، ولا سيما سلسلة من القضايا التي هزت بلدات شمال إنجلترا؛ حيث تمت محاكمة مجموعات من الرجال، معظمهم من أصول باكستانية، بتهم استدراج عشرات من الفتيات القاصرات واستغلالهن جنسياً. واستغل ناشطون من اليمين المتطرف هذه القضايا للربط بين الاعتداء الجنسي والهجرة، واتهام السياسيين بالتستر على «عصابات الاستدراج» خوفاً من اتهامهم بالعنصرية.

ونشر ماسك مطالباً بإجراء تحقيق علني جديد في هذه القضايا؛ علماً بأن الحكومة البريطانية السابقة برئاسة المحافظين أجرت بالفعل تحقيقاً واسع النطاق استمر 7 سنوات، وخرج في عام 2022 بـ20 توصية، من بينها تعويض ضحايا الاعتداء؛ لكن كثيراً من هذه التوصيات لم تُنفَّذ بعد. وأكدت حكومة ستارمر أنها ستنفذ التوصيات في أقرب وقت ممكن.

كما اتهم ماسك ستارمر بالفشل في تحقيق العدالة للضحايا، عندما كان يتولى منصب المدعي العام لإنجلترا بين عامي 2008 و2013.

ودافع ستارمر عن سجله مدعياً عاماً؛ مشيراً إلى أنه أعاد فتح قضايا مغلقة، وغيَّر بشكل كامل النهج المتبع في محاكمة قضايا الاستغلال الجنسي للأطفال.