مقتل 4 موالين لإيران و2 من «الجهاد» بالقصف الإسرائيلي قرب دمشق

انفجار ناتج عن الغارات التي شنتها إسرائيل ليلاً (أ.ب)
انفجار ناتج عن الغارات التي شنتها إسرائيل ليلاً (أ.ب)
TT

مقتل 4 موالين لإيران و2 من «الجهاد» بالقصف الإسرائيلي قرب دمشق

انفجار ناتج عن الغارات التي شنتها إسرائيل ليلاً (أ.ب)
انفجار ناتج عن الغارات التي شنتها إسرائيل ليلاً (أ.ب)

تسببت الغارات التي شنتها إسرائيل ليلاً على موقع لـ«الجهاد الإسلامي» الفلسطيني قرب دمشق، في مقتل ستة مقاتلين على الأقل، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم (الاثنين)، بينهم العنصران اللذان أعلنت «سرايا القدس» مقتلهما.
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن القصف الإسرائيلي تسبب «في مقتل أربعة مقاتلين موالين لإيران، أحدهم سوري، بينما لم يتمكن من تحديد جنسيات الثلاثة الآخرين، بالإضافة إلى عنصري (الجهاد الإسلامي)»، موضحاً أن «قوات إيرانية كانت موجودة داخل المقر الذي جرى استهدافه».
وكانت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لـ«الجهاد الإسلامي» قد أكدت فجر اليوم مقتل اثنين من مقاتليها في القصف الإسرائيلي على سوريا، بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي شنّه للغارات الجوية مساء أمس (الأحد)، مؤكداً أنها أدَّت لمقتل اثنين من عناصر «الجهاد الإسلامي»، وذلك ردّاً على قصف صاروخي شنته الحركة الفلسطينية من قطاع غزة على جنوب إسرائيل، انتقاماً لمقتل أحد عناصرها برصاص القوات الإسرائيلية نهار الأحد.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن «مقاتلات إسرائيلية قصفت أهدافاً إرهابية تابعة لحركة (الجهاد الإسلامي) جنوب دمشق في سوريا، بالإضافة إلى عشرات الأهداف التابعة لـ(الجهاد الإسلامي) في جميع أنحاء قطاع غزة».
وأوضح البيان أنّه «في منطقة العادلية الواقعة خارج دمشق، قُصف مجمّع لحركة (الجهاد الإسلامي)، كان يُستخدم كمركز لنشاط الحركة في سوريا».
ومنذ اندلاع النزاع في سوريا في 2011، شنّ الجيش الإسرائيلي مئات الغارات في سوريا، استهدفت بشكل أساسي مواقع لجيش النظام، وأهدافاً إيرانية، وأخرى لـ«حزب الله» اللبناني؛ لكن نادراً ما تبنَّت إسرائيل هذه الغارات.
وهذه ليست المرة الأولى التي تُستهدف فيها حركة «الجهاد الإسلامي» في سوريا بغارات إسرائيلية. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الفائت، أسفرت غارة إسرائيلية على مبنى في حي المزَّة في دمشق عن مقتل شخصين، أحدهما نجل القيادي في الحركة أكرم العجوري.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».