تواجه كرة القدم المصرية احتمال الدخول في أزمة جديدة، مع عقد كل من قطبيها الأهلي والزمالك اجتماعاً للرد على عقوبات صارمة فرضتها لجنة الانضباط على خلفية إشكالات مباراة الكأس السوبر، وذلك قبل مواجهة ثانية مرتقبة بينهما في الدوري المحلي.
وحسم الزمالك لقب الكأس السوبر على حساب غريمه التاريخي الأهلي في أبوظبي الخميس الماضي، بالفوز بركلات الترجيح 4 - 3 بعد التعادل السلبي. لكن المباراة شهدت مناوشات بين لاعبي الطرفين بلغت أوجها في نهايتها، مع تبادل اللاعبين التدافع والألفاظ المسيئة.
ومؤخراً، أصدرت لجنة الانضباط في الاتحاد المصري عقوبات صارمة على خلفية هذه الأحداث، شملت على وجه الخصوص إيقاف لاعبَين حتى نهاية الموسم هما محمود عبد المنعم «كهربا» لاعب الأهلي حالياً والزمالك سابقاً، وإمام عاشور لاعب فريق «القلعة البيضاء».
كما شملت القرار غرامات مالية وعقوبات إيقاف طالت قائد الزمالك محمود عبد الرازق (شيكابالا) لثماني مباريات، وزميله عبد الله جمعة (3 مباريات)، إضافة إلى ياسر إبراهيم والنيجيري جونيور أجايي في الأهلي (إيقاف مباراتين لكل منهما). كما أوقفت اللجنة رئيس نادي الزمالك المثير للجدل مرتضى منصور عن المشاركة في نشاطات اللعبة لثلاث مباريات، على رغم أن الأخير لم يكن حاضراً في أبوظبي خلال المباراة.
ودعا كل نادٍ من جهته إلى اجتماع «طارئ» لمجلس الإدارة الأحد بهدف «الرد» على العقوبات. وأكد الأهلي نيته «حفظ حقوق النادي ولاعبيه كاملة»، في حين أوضح الزمالك أنه «سيناقش» مما تقرر بهدف الرد عليه.
وكان منصور قد لوّح في تصريحات تلفزيونية بأن منعه من حضور مباريات سيدفع فريقه إلى «عدم إكمال الدوري»، علماً بأنه غالباً ما يدلي بتصريحات من هذا القبيل، قبل أن يعود للمشاركة في المباريات.
وأتى ذلك وسط توجيه الطرفين والمشجعين عبر مواقع التواصل، انتقادات حادة لعمرو الجنايني، رئيس اللجنة المؤقتة المشرفة على إدارة شؤون الاتحاد منذ استقالة رئيسه هاني أبو ريدة في صيف عام 2019.
ودخل الاتحاد على هذا التجاذب، ببيان شرح فيه «حيثيات» العقوبات الصادرة، وموضحاً أنها أتت بعد «اجتماع استثنائي مطول للجنة (الانضباط)، حيث قامت بدراسة متأنية لكل التقارير والمذكرات والمواد الفيلمية (المصورة) التي قدمت لها رسمياً».
وفنّد الاتحاد العقوبات، مشيراً على سبيل المثال إلى أن كهربا أوقف بعدما «توجه متعمداً نحو اللاعب عبد الله جمعة وتعدى عليه بالضرب مما أدى إلى حدوث الاشتباكات وكان هو المتسبب الرئيسي في أحداث المباراة»، بينما أوقف عاشور لـ«قيامه بركل وليد سليمان لاعب الأهلي بالقدم بشكل مهين بعد سقوطه أرضاً أثناء محاولته فض الاشتباكات».
ويأتي ذلك قبل القمة المرتقبة بين قطبي مصر على ستاد القاهرة الدولي، وهي مباراة مؤجلة من المرحلة الرابعة.
ويتصدر الأهلي ترتيب الدوري بالعلامة الكاملة (45 نقطة) بعدما حقق 15 فوزاً في المباريات الـ15 التي خاضها حتى الآن، بينما يحتل الزمالك المركز الثالث برصيد 31 نقطة (من 15 مباراة أيضاً).
لكن الفريق الأبيض يدخل مباراة اليوم بمعنويات قوية بعد تتويجيه بلقبين خلال أسبوع، أولهما الكأس السوبر الأفريقية على حساب الترجي التونسي في الدوحة في 14 فبراير (شباط)، وثانيهما الكأس السوبر المصرية على حساب غريمه في العاصمة الإماراتية في 20 منه.
ويسعى لاعبو الأهلي بقيادة مدربهم السويسري رينيه فايلر لمواصلة الأداء المثالي في الدوري المحلي هذا الموسم، والاقتراب من معادلة الرقم القياسي الذي حققه مع 17 انتصاراً متتالياً في موسم 2006 - 2007.
في المقابل، يسعى الزمالك بقيادة مدربه الفرنسي باتريس كارتيرون، المدير الفني السابق للنادي الأحمر، للبناء على النتائج الإيجابية التي يحققها في الآونة الأخيرة، لانتزاع المركز الثاني في الترتيب (يحتله المقاولون العرب حالياً مع 32 نقطة من 17 مباراة) وإبقاء على أمل، وإن ضئيل، بالمنافسة على لقب الدوري الذي يبدو الأهلي مرشحاً فوق العادة للاحتفاظ به.
ويستعد القطبان بعد اللقاء المقرر اليوم، لبدء مشاركتهما في الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أفريقيا، إذ يستضيف الزمالك الترجي الجمعة، بينما يحل ماميلودي صنداونز الجنوب أفريقي ضيفاً على الأهلي السبت.
عقوبات «السوبر» تهدد بأزمة جديدة للكرة المصرية
عقوبات «السوبر» تهدد بأزمة جديدة للكرة المصرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة