مقترحات فينغر لتغيير قانون التسلل منطقية لكن لن تحل مشكلات تقنية «الفار»

لا يجب إلغاء الأهداف بداعي أن يد المهاجم أو طرف حذاء كان متقدماً عن آخر مدافع

فيرمينو مهاجم ليفربول سقط في التسلل لأن ذراعه امتدت لخلف مدافع وستهام!
فيرمينو مهاجم ليفربول سقط في التسلل لأن ذراعه امتدت لخلف مدافع وستهام!
TT

مقترحات فينغر لتغيير قانون التسلل منطقية لكن لن تحل مشكلات تقنية «الفار»

فيرمينو مهاجم ليفربول سقط في التسلل لأن ذراعه امتدت لخلف مدافع وستهام!
فيرمينو مهاجم ليفربول سقط في التسلل لأن ذراعه امتدت لخلف مدافع وستهام!

في البداية، يجب أن نتوجه بالشكر للمدير الفني الفرنسي آرسين فينغر على اقتراحاته بضرورة إحداث تغيير جذري على قانون التسلل في لعبة كرة القدم، بعدما أصبح أول شخص لديه تقدير حقيقي للعبة يتدخل بشكل قوي لمنع المسؤولين عن تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار) من شغل أنفسهم بحالات تافهة وغير ضرورية، وإلغاء كثير من الأهداف بحجة تسلُّل المهاجم بجزء من جسده قد لا يتعدى المليمترات.
ويقترح فينغر، بصفته رئيساً للجنة التطوير العالمي بالاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، بأن تُلغى معاقبة اللاعبين على التسلل بأي جزء من الجسد يمكن للاعب تسجيل هدف به (كل الجسم عدا الذراعين) في حال وجود المهاجم على خط واحد مع آخر مدافع، وهو ما يعني عدم إلغاء الأهداف بداعي التسلل إذا كان المهاجم متقدماً بإبطه أو بإصبع قدمه الكبير بمليمترات عن آخر مدافع!
في الحقيقة، تبدو هذه المقترحات منطقية تماماً، ويجب أن يتم تطبيقها بنجاح، على الرغم من أننا نعرف أن المسؤولين عن تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد لن يتوقفوا عن رسم خطوطهم الوهمية عبر الملعب من أجل اتخاذ قراراتهم المثيرة للجدل في حالات التسلل. وما سنراه على الأرجح، خلال الموسم المقبل، في حال تطبيق التعديلات التي اقترحها فينغر، هو سلسلة من الحجج الواهية لتقرير ما إذا كان كعب المهاجم أو مؤخرته متقدمة على آخر مدافع أم لا!
إن المقترحات التي تقدم بها فينغر تهدف في الأساس إلى عدم إلغاء الأهداف، عندما لا يسعى المهاجم إلى الحصول على أي ميزة بشكل غير عادل، لكن المشكلة الحقيقية في تقنية الفار، كما رأيناها حتى الآن في إنجلترا تتمثل في عنصر التحكيم عن بُعد، الذي يتسبب بقراراته في حالة من الارتباك في هذه اللعبة.
وقد عبّر المدير الفني لنادي أستون فيلا، دين سميث، عن هذا الأمر بشكل واضح، في نهاية الأسبوع، عندما اشتكى من أن سلطة حكم اللقاء، مارتن أتكينسون، داخل الملعب قد تم تقويضها عندما قام حكام تقنية حكم الفيديو المساعد بإلغاء قراره بمنح ركلة مرمى لأستون فيلا، وانتهى الأمر باحتساب ركلة جزاء لتوتنهام هوتسبر. من حيث القرار الفعلي، ربما تكون تقنية حكم الفيديو المساعد محقة، حيث كان الأمر يبدو للشخص المتابع للمباراة بالعين المجردة أن مدافع أستون فيلا، بيورن إنغلز قد أخرج الكرة بشكل سليم، لكن إعادة اللعبة أظهرت أن المدافع قد أمسك بلاعب توتنهام هوتسبر بدلاً من أن يلعب الكرة. وهذا هو ما قاله كثير من المعلقين والمحللين رداً على تصريحات سميث، وهذا هو بالضبط ما يفترض أن تقوم به تقنية الفار، بمعنى أنه يتعين عليها أن تتدخل في الحالات المهمة التي تستحق التدخل، لا أن تشغل نفسها بأمور تافهة وبتقدم لاعب على آخر بمليمترات قليلة.
لكنها، بدلاً من ذلك، قوضت سلطة أتكينسون ومنحت ركلة جزاء لتوتنهام هوتسبر، بعدما قامت بدراسة الحالة من عدة زوايا، لكن ألم يكن يكفي، حسبما أشار إليه سميث، أن يتجه حكم المباراة لإلقاء نظرة سريعة على الشاشة الموجودة بجوار خط التماس للتأكد من صحة القرار الذي اتخذه؟ صحيح أن تقنية حكم الفيديو المساعد قد اتخذت القرار الصحيح في هذه الحالة، ولا يوجد أدنى شك في ذلك، لكن المشكلة أن الوصول للقرار الصحيح لا يستحق أن تتوقف المباراة لهذا الوقت الطويل ورؤية الحالة من أكثر من زاوية، بل كان يمكن لحكم المباراة أن يلقي نظرة سريعة على الشاشة الخارجية.
ومع ذلك، ربما يكون هناك بعض التعاطف مع وجهة نظر سميث التي ترى أن 42 ألف متفرج في ملعب فيلا بارك كانوا سعداء بما يكفي لقبول قرار حكم المباراة، وأن لاعب توتنهام هوتسبر نفسه، ستيفن بيرغوين، لم يُبدِ أيّ اعتراض على قرار حكم اللقاء في البداية باحتساب اللعبة ضربة مرمى. وفي الحقيقة، لم يكن هذا الخطأ واضحاً للغاية، وبالتالي لم يكن قرار الحكم في البداية يمثل خطأ فادحاً. وإذا كنت على قناعة بأن كل قرار يجب أن يكون دقيقاً قدر الإمكان، فسيتعين عليك بالتالي الاعتماد على التكنولوجيا المتاحة في كل الحالات، لكن نتيجة ذلك سيكون تعطيل المباراة وتوقفها لفترات طويلة، وهو ما سيفقد اللعبة إثارتها ومتعتها، كما أنه سيسلب حكم المباراة سلطاته تماماً داخل الملعب.
في الواقع، لم يكن هذا هو الشكل الذي كان يتخيله معظم الناس لتقنية حكم الفيديو المساعد. لقد كانت الغالبية العظمى من مشجعي ومحبي كرة القدم يريدون بكل بساطة وجود آلية يمكن من خلالها مراجعة القرارات المثيرة للجدل بسرعة، أو تُمكن حكم المباراة من إعادة مشاهدة اللعبة سريعاً عندما يساوره الشك بشأن أحد القرارات. لقد كانت الشاشة الموجودة بجوار خط التماس كافية تماماً لتحقيق هذه الأهداف، خاصة إذا سُمح للمتفرجين من داخل الملعب بمتابعة هذه الإعادة عبر الشاشات الكبيرة الموجودة في الاستادات، وهو الأمر الذي سيحدث في حال تطبيق مقترحات فينغر. لكن تحويل القرارات إلى مسؤولي تقنية حكم الفيديو المساعد، الذين ربما يوجدون في غرف على بُعد أميال من الملعب، هو أمر غير منطقي، ولم يطالب به أي شخص، وربما يكون الطرف الوحيد الذي يريد هذا الأمر هو الحكام أنفسهم!
ويبدو أن من يؤيدون إدارة التقنية بهذه الطريقة قد نسوا أن المشجعين يدفعون الأموال في المقام الأول والأخير من أجل الاستمتاع بالمباريات، وبالتالي من غير المنطقي أن نفسد متعة كرة القدم من خلال إيقاف المباريات لفترات طويلة.
وبعبارة أخرى، ووفقاً لردود فعل جمهور أستون فيلا في ملعب «فيلا بارك» عند الإعلان عن قرار تقنية حكم الفيديو المساعد باحتساب ركلة جزاء لتوتنهام هوتسبر: «لم تعد هذه كرة قدم».
ويبدو أن هذا الشعور ينتاب الكثيرين أيضاً، بما في ذلك فينغر نفسه. ومن المؤكد أن سميث يشعر بالأمر ذاته، على الرغم من أنه لم يكن لديه أي شكاوى بشأن حالة مماثلة وقعت قبل دقائق قليلة في المباراة ذاتها عندما كان بيرغوين يطالب باحتساب ركلة جزاء له بزعم أن الكرة لمست يد مدافع أستون فيلا، لكن تقنية حكم الفيديو المساعد رفضت الأمر ولم تحتسب شيئاً. ولم يقل جمهور أستون فيلا أي شيء عن هذه الحالة أيضاً!
من المؤكد أن القرارات التحكيمية كانت وستظل دائماً مصدر جدل، وهذا هو الطبيعي في عالم كرة القدم، لكن أكثر ما يميز حضور مباريات كرة القدم هو أن تكون قريباً من الحدث، وأن تكون جزءاً منه، وحتى لو تم تسريع الوتيرة التي يتم بها اتخاذ قرارات تقنية حكم الفيديو المساعد وأصبحت أفضل، فمن الصعب على أي شخص أن يتقبل فكرة أن يتم اتخاذ القرارات من قبل أشخاص موجودين خارج الملعب!


مقالات ذات صلة

أنشيلوتي: مبابي سيعود للتسجيل عاجلاً أم آجلاً

رياضة عالمية كيليان مبابي مهاجم ريال مدريد (يسار) يسعى إلى العودة للتهديف (د.ب.أ)

أنشيلوتي: مبابي سيعود للتسجيل عاجلاً أم آجلاً

لم يسجل كيليان مبابي، مهاجم ريال مدريد المنافس في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم، أي هدف منذ أكثر من شهر.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية نيكولاس جاكسون مهاجم تشيلسي يحتفل بهدفه في مرمى ليستر (أ.ب)

«البريميرليغ»: تشيلسي يعزز مركزه الثالث بفوز صعب على ليستر

عزز تشيلسي مركزه الثالث في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، بفوز صعب على مستضيفه ليستر سيتي 2 - 1 (السبت).

«الشرق الأوسط» (ليستر)
رياضة عالمية باتريك فييرا تولى تدريب جنوى لإنقاذه من الهبوط (أ.ب)

فييرا مدرباً لجنوى... هل لديه ما يثبته؟

عاد باتريك فييرا إلى إيطاليا، بعد أكثر من 14 عاماً من رحيله عن الإنتر للانضمام إلى مانشستر سيتي في نهاية مسيرته الكروية.

«الشرق الأوسط» (جنوى)
رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (أ.ف.ب)

غوارديولا: «عفواً... فزت بـ6 ألقاب في البريميرليغ»

ربما لم يكن بيب غوارديولا بهذه الحدة خلال مؤتمر صحافي. فهو يأسر الحضور بانتظام، خصوصاً في أوقات كهذه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية روبن أموريم تحدث باستفاضة في أول مؤتمر صحافي له مدرباً ليونايتد (أ.ف.ب)

أموريم في مؤتمره الصحافي الأول... ماذا قال وماذا يعني؟

أكد كبار المسؤولين في مانشستر يونايتد أن أول لقاء لروبن أموريم مع وسائل الإعلام المجتمعة كان مجرد مؤتمر صحافي قبل المباراة.

The Athletic (مانشستر)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.