إيران... نواب «الحرس» يتقدمون في طهران وترقب النتائج النهائية اليوم

نسبة المشاركة بين 20 إلى 30 % بالمدن الكبيرة - قاليباف يقود المحافظين لفوز متوقع

المتحدث باسم لجنة الانتخابات الإيرانية إسماعيل موسوي في طهران أمس (مهر)
المتحدث باسم لجنة الانتخابات الإيرانية إسماعيل موسوي في طهران أمس (مهر)
TT

إيران... نواب «الحرس» يتقدمون في طهران وترقب النتائج النهائية اليوم

المتحدث باسم لجنة الانتخابات الإيرانية إسماعيل موسوي في طهران أمس (مهر)
المتحدث باسم لجنة الانتخابات الإيرانية إسماعيل موسوي في طهران أمس (مهر)

أكدت النتائج الأولى للانتخابات الإيرانية أمس مرشحي التيار المحافظ على أغلبية مقاعد البرلمان الإيراني وعلى رأسها العاصمة طهران، في وقت استمر التباين حول نسبة المشاركة وسط توقعات بتدني الإقبال إثر تزايد السخط الشعبي وسوء الإدارة وتفاقم الأزمات المعيشية، فضلا عن إبعاد آلاف المرشحين.
وأفادت وكالة «إيسنا» الحكومية نقلا عن لجنة الانتخابات التابعة لوزارة الداخلية، بالانتهاء من عد الآراء في 98 دائرة انتخابية من أصل 208 والتعرف على هوية الفائزين 103 نائبا من أصل 290 مقعدا في البرلمان، حتى الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي.
وتأكدت أمس الجولة الثانية في أربع دوائر انتخابية فيما لم تعلن نتائج مراكز المحافظات وكبريات المدن. ويتطلب دخول البرلمان الحصول على 20 في المائة من نسبة الأصوات.
ونسبت «رويترز» إلى مسؤول في وزارة الداخلية أن قائمة من المرشحين المرتبطين بـ«الحرس الثوري» تتقدم السباق في العاصمة. ووفقا لإحصاء «رويترز»، حصلت قوائم المحافظين على 83 مقعدا في بلدات وقرى في الانتخابات. وقبل ظهر السبت، أعلن عن فرز نحو مليون صوت في 41 دائرة انتخابية في جميع أنحاء إيران، وفقا للأرقام الصادرة عن لجنة الانتخابات الوطنية التي نشرتها وكالة «إيسنا» الحكومية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن متحدث باسم اللجنة إسماعيل موسوي أنه لا يزال ينبغي فرز أصوات 167 دائرة أخرى، بما في ذلك في المحافظات الكبرى مثل طهران وفارس. وقال: «سنحاول نشر الأرقام النهائية الليلة وإذا استغرق الأمر وقتا طويلا، في الغد».
وجاء في حصيلة غير رسمية نشرتها وكالة «فارس» للأنباء أن 183 مقعدا من مقاعد مجلس الشورى البالغ عددها 290 مقعدا فُرزت بالفعل وأعلنت فوز 135 مرشحا محافظا. وقدرت الوكالة العدد الإجمالي للمقاعد التي منحتها للإصلاحيين بـ20 مقعدا والمستقلين بـ28.
وأعلنت الداخلية الإيرانية النتائج الأولى للمرشحين المتنافسين على 30 مقعدا مخصصا في طهران. وتظهر القائمة تقدم 40 مرشحا على رأسهم عمدة طهران السابق، والقيادي في «الحرس الثوري»، محمد باقر قاليباف وعضو اللجنة المركزية في حزب مؤتلفة المحافظ، مصطفى ميرسليم، وهما من بين ثلاثة مرشحين للتيار المحافظ في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
ومن المرجح أن ينافس قاليباف، أمين عام جبهة «بايداري» (الصمود) المتشددة، مرتضى آقا طهراني، الذي احتل الرتبة الثالثة وفق النتائج الأولية وجبهة «بايداري» أكبر قاعدة لجماعات الضغط المتشددة تحت خيمة المحافظين، في إيران. وكانت من أبرز حلفاء الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد قبل تدهور العلاقات بينهما. وخلف آقا طهراني، يتقدم النائب في ثلاث دورات سابقة، والقيادي في «الحرس الثوري» إلياس نادران.
وأفادت «رويترز» أمس بأن «المرشحين المرتبطين بـالحرس الثوري يتجهون صوب الفوز بأغلبية برلمانية»، وأشارت إلى تقارير «تفيد بأنهم متقدمون في سباق الانتخابات بالعاصمة طهران وبلدات وقرى في أنحاء أخرى من البلاد بعد تصويت مال لصالح غلاة المحافظين المناهضين للولايات المتحدة».
ويحتاج حكام إيران، الذين يواجهون ضغطا أميركيا شديدا بسبب البرنامج النووي، إلى نسبة مشاركة عالية لتعزيز شرعيتهم التي تضررت بعد احتجاجات شهدتها البلاد في نوفمبر (تشرين الثاني). وقد تساعد مثل هذه النتيجة الحرس الثوري، صاحب الحضور القوي في حياة الإيرانيين اليومية، على زيادة نفوذه الضخم بالفعل في الشؤون السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وواجهت الاحتجاجات التي دعت إلى تغيير النظام حملة عنيفة تحت إشراف «الحرس الثوري» وبأمر من خامنئي، أسفرت عن مقتل 1500 شخص، بحسب ما نقلت وكالة «رويترز» عن ثلاثة مسؤولين بالوزارة الداخلية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. ويتوق الإيرانيون للاستقرار بعد أزمات اقتصادية وسياسية متعاقبة.
وعلى خلاف الدورات السابقة، لم تعلن السلطات الإيرانية نسبة المشاركة في الانتخابات فورا. وتعد الانتخابات اختبارا لشعبية النظام في ظل الأزمات التي شهدتها البلاد، في مقدمتها احتجاجات ردد فيها المحتجون هتافات ضد المرشد الإيراني علي خامنئي. وكانت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس» قدرت نسبة المشاركة في إيران بين 39 في المائة إلى 40 في المائة ما يعادل بين 23 إلى 24 مليونا من أصل 58 ناخبا في إيران. وقالت إن النسبة وصلت إلى 30 في المائة بطهران. وبحسب الوكالة شارك مليون و900 ألف شاركوا في الانتخابات، من بين تسعة ملايين و600 ألف ناخب في طهران.
ونقلت وكالة «إرنا» عن مسؤول في محافظة أصفهان أن نسبة المشاركة بلغت 21 في المائة، بينما قال حاكم مدينة مشهد إن نسبة المشاركة بلغت 30 في المائة حتى الساعات الأخيرة. ونقلت وكالة مهر الحكومية عن رئيس لجنة الانتخابات في الأحواز أن نسبة المشاركة بلغت 43 في المائة.
وقال عباس علي كدخدائي المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور للتلفزيون الرسمي أمس الجمعة، إنه يتوقع أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات نحو 50 في المائة، مضيفا أن الأمة الإيرانية خيبت آمال أعدائها بالتصويت بأعداد كبيرة. وكانت نسبة المشاركة نحو 62 في المائة في الانتخابات البرلمانية في 2016 بينما بلغت نحو 64 في المائة في انتخابات 2012.
وكانت وكالة «فارس» قبل أيام على عملية التصويت قد نشرت نتائج استطلاع بجامعة طهران تشير إلى عدم مشاركة أكثر من 75 في المائة من أهالي طهران في الانتخابات. وتشير الإحصائية إلى أن 95 في المائة من أهالي العاصمة يعتقدون بوجود سوء الإدارة في البلد.
ويواجه خامنئي ضغطا متزايدا من الولايات المتحدة بسبب برنامج إيران النووي ومن غير المرجح أن ينحسر السخط الناتج عن سوء إدارة الاقتصاد في ظل العقوبات التي تكبل الاقتصاد الإيراني.
وقد تعزز المكاسب الكبيرة في الانتخابات التشريعية فرص المحافظين في انتخابات الرئاسة التي تجري العام المقبل. ولن يكون للانتخابات البرلمانية تأثير كبير على السياسات الخارجية والنووية التي يحددها خامنئي. وتواجه الأحزاب الإصلاحية قيودا منذ احتجاجات 2009، لكنها لعبت دورا كبيرا في فوز روحاني بمنصب الرئاسة مرتين بعدما عززت وجودها في البرلمان في انتخابات 2012 و2016.
ومن المستبعد أن يتأثر ميزان القوة في إيران كثيرا نتيجة صلاحيات واسعة يتمتع بها المرشد الإيراني، وهو الهرم في نظام مقعد التركيب؛ تتقاسمه أجهزة مثل مجلس صيانة الدستور، والهيئة الرقابية على سياسات البرلمان، وكذلك، مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يختار كل أعضائه المرشد الإيراني ويرسم السياسات العامة للنظام، إضافة إلى هيئة ثلاثية مكونة من رؤساء الجمهورية والبرلمان والقضاء التي كانت وراء قرار زيادة سعر البنزين في نوفمبر الماضي، دون علم نواب البرلمان.



تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
TT

تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)

أشعل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس توتراً جديداً مع تركيا، بعد أشهر من الهدوء تخللتها اجتماعات وزيارات متبادلة على مستويات رفيعة للبناء على الأجندة الإيجابية للحوار بين البلدين الجارين.

وأطلق ميتسوتاكيس، بشكل مفاجئ، تهديداً بالتدخل العسكري ضد تركيا في ظل عدم وجود إمكانية للتوصل إلى حل بشأن قضايا المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري.

تلويح بالحرب

نقلت وسائل إعلام تركية، السبت، عن ميتسوتاكيس قوله، خلال مؤتمر حول السياسة الخارجية عُقد في أثينا، إن «الجيش يمكن أن يتدخل مرة أخرى إذا لزم الأمر». وأضاف: «إذا لزم الأمر، فسيقوم جيشنا بتنشيط المنطقة الاقتصادية الخالصة. لقد شهدت أوقاتاً تدخّل فيها جيشنا في الماضي، وسنفعل ذلك مرة أخرى إذا لزم الأمر، لكنني آمل ألا يكون ذلك ضرورياً».

رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس (رويترز - أرشيفية)

ولفت رئيس الوزراء اليوناني إلى أنه يدرك أن وجهات نظر تركيا بشأن «الوطن الأزرق» (سيطرة تركيا على البحار التي تطل عليها) لم تتغير، وأن اليونان تحافظ على موقفها في هذه العملية. وقال ميتسوتاكيس: «في السنوات الأخيرة، زادت تركيا من نفوذها في شرق البحر المتوسط. قضية الخلاف الوحيدة بالنسبة لنا هي الجرف القاري في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط. إنها مسألة تعيين حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة، وعلينا أن نحمي جرفنا القاري».

من ناحية أخرى، قال ميتسوتاكيس إن «هدفنا الوحيد هو إقامة دولة موحّدة في قبرص... قبرص موحّدة ذات منطقتين ومجتمعين (تركي ويوناني)، حيث لن تكون هناك جيوش احتلال (الجنود الأتراك في شمال قبرص)، ولن يكون هناك ضامنون عفا عليهم الزمن (الضمانة التركية)».

ولم يصدر عن تركيا رد على تصريحات ميتسوتاكيس حتى الآن.

خلافات مزمنة

تسود خلافات مزمنة بين البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حول الجرف القاري، وتقسيم الموارد في شرق البحر المتوسط، فضلاً عن النزاعات حول جزر بحر إيجه.

وتسعى اليونان إلى توسيع مياهها الإقليمية إلى ما هو أبعد من 6 أميال، والوصول إلى 12 ميلاً، استناداً إلى «اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار» لعام 1982 التي ليست تركيا طرفاً فيها.

وهدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من قبل، مراراً، بالرد العسكري على اليونان إذا لم توقف «انتهاكاتها للمياه الإقليمية التركية»، وتسليح الجزر في بحر إيجه. وأجرت تركيا عمليات تنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط في عام 2020 تسبّبت في توتر شديد مع اليونان وقبرص، واستدعت تحذيراً وعقوبات رمزية من الاتحاد الأوروبي، قبل أن تتراجع تركيا وتسحب سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» في صيف العام ذاته.

سفن حربية تركية رافقت سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» خلال مهمتها في شرق المتوسط في 2020 (الدفاع التركية)

وتدخل حلف «الناتو» في الأزمة، واحتضن اجتماعات لبناء الثقة بين البلدين العضوين.

أجندة إيجابية وحوار

جاءت تصريحات رئيس الوزراء اليوناني، بعد أيام قليلة من تأكيد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في كلمة له خلال مناقشة البرلمان، الثلاثاء، موازنة الوزارة لعام 2025، أن تركيا ستواصل العمل مع اليونان في ضوء الأجندة الإيجابية للحوار.

وقال فيدان إننا «نواصل مبادراتنا لحماية حقوق الأقلية التركية في تراقيا الغربية، ونحمي بحزم حقوقنا ومصالحنا في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط، ​​سواء على الأرض أو في المفاوضات».

وعُقدت جولة جديدة من اجتماعات الحوار السياسي بين تركيا واليونان، في أثينا الأسبوع الماضي، برئاسة نائب وزير الخارجية لشؤون الاتحاد الأوروبي، محمد كمال بوزاي، ونظيرته اليونانية ألكسندرا بابادوبولو.

جولة من اجتماعات الحوار السياسي التركي - اليوناني في أثينا الأسبوع الماضي (الخارجية التركية)

وذكر بيان مشترك، صدر في ختام الاجتماع، أن الجانبين ناقشا مختلف جوانب العلاقات الثنائية، وقاما بتقييم التطورات والتوقعات الحالية؛ استعداداً للدورة السادسة لمجلس التعاون رفيع المستوى، التي ستُعقد في تركيا العام المقبل.

ولفت البيان إلى مناقشة قضايا إقليمية أيضاً خلال الاجتماع في إطار العلاقات التركية - الأوروبية والتطورات الأخيرة بالمنطقة.

وجاء الاجتماع بعد زيارة قام بها فيدان إلى أثينا في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أكد البلدان خلالها الاستمرار في تعزيز الحوار حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

لا أرضية للتوافق

وقال ميتسوتاكيس، في مؤتمر صحافي عقده بعد القمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي في بودابست في 9 نوفمبر، إن الحفاظ على الاستقرار في العلاقات بين بلاده وتركيا سيكون في مصلحة شعبيهما.

وأشار إلى اجتماع غير رسمي عقده مع إردوغان في بودابست، مؤكداً أن هدف «التطبيع» يجب أن يكون الأساس في العلاقات بين البلدين، وتطرق كذلك إلى المحادثات بين وزيري خارجية تركيا واليونان، هاكان فيدان وجيورجوس جيرابيتريتيس، في أثنيا، قائلاً إنه جرى في أجواء إيجابية، لكنه لفت إلى عدم توفر «أرضية للتوافق بشأن القضايا الأساسية» بين البلدين.

وزير الخارجية اليوناني يصافح نظيره التركي في أثينا خلال نوفمبر الماضي (رويترز)

وسبق أن التقى إردوغان ميتسوتاكيس، في نيويورك على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأكد أن تركيا واليونان يمكنهما اتخاذ خطوات حازمة نحو المستقبل على أساس حسن الجوار.

وزار ميتسوتاكيس تركيا، في مايو (أيار) الماضي، بعد 5 أشهر من زيارة إردوغان لأثينا في 7 ديسمبر (كانون الأول) 2023 التي شهدت عودة انعقاد مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين، بعدما أعلن إردوغان قبلها بأشهر إلغاء المجلس، مهدداً بالتدخل العسكري ضد اليونان بسبب تسليحها جزراً في بحر إيجه.