تضاؤل دور البنوك المركزية في تحفيز نمو الاقتصاد العالمي

محافظ «مؤسسة النقد» يتوقع ارتفاع الناتج السعودي للعام الجاري

انعقاد مؤتمر معهد المالية الدولية السنوي لمجموعة العشرين في الرياض أمس (إ.ب.أ)
انعقاد مؤتمر معهد المالية الدولية السنوي لمجموعة العشرين في الرياض أمس (إ.ب.أ)
TT

تضاؤل دور البنوك المركزية في تحفيز نمو الاقتصاد العالمي

انعقاد مؤتمر معهد المالية الدولية السنوي لمجموعة العشرين في الرياض أمس (إ.ب.أ)
انعقاد مؤتمر معهد المالية الدولية السنوي لمجموعة العشرين في الرياض أمس (إ.ب.أ)

وسط اعتراف بتضاؤل دور البنوك المركزية في تحفيز نمو الاقتصاد العالمي، توقع المركزي السعودي أمس تحقيق ارتفاع في معدل نمو اقتصاد المملكة العام الجاري، بدعم من القطاع غير النفطي.
وأكد الدكتور أحمد الخليفي محافظ مؤسسة النقد العربي السعودية، على هامش استضافة معهد المالية الدولية مؤتمره السنوي لمجموعة العشرين المنعقدة في الرياض أمس، على إيجابية النظرة للاقتصاد السعودي لهذا العام، مشيراً بالقول: «ننظر بإيجابية للاقتصاد السعودي والتوقعات إيجابية وسيكون النمو أكثر من العام الماضي خاصة من القطاع الخاص». وفي وقت لفت فيه أمس إلى أن التحديات لاتزال قائمة، خاصة ما يتعلق بتسارع التوترات التجارية التي لا يمكن تجاهل تأثيراتها، بجانب المخاطر الجيوسياسية، خاصة ما يتعلق بشأن تفشي فيروس كورونا في الصين، أكد أنه من المبكر تصور التأثيرات على النمو الاقتصادي العالمي. واعترف الخليفي في كلمة له وسط حضور مسـؤولين حكوميين وصناع قرار وقادة من القطاع الخاص، بأن دور البنوك المركزية تضاءل في الوقت الراهن عما كان سابقاً قبل عقد، مشيراً إلى أن التساؤلات تتزايد بشأن ما إذا كانت السياسات النقدية التوسعية فاعلة بالنظر إلى مستويات أسعار الفائدة المنخفضة للغاية، لافتاً إلى أن البنوك المركزية الكبرى أمامها مساحة محدودة من السياسة لمعالجة المنافسات الاقتصادية الأكثر خطورة.
وزاد الخليفي أن قاعدة «منخفضة لفترة طويلة» - لأسعار الفائدة - باتت جزءاً من سيكولوجية مستثمري السوق، بيد أنها تنطوي على خطر أن يكون التشديد غير المتوقع للظروف المالية عواقب وخيمة على الاقتصاد الحقيقي، مشيراً إلى أن الخبر السار هو أن القطاع المصرفي واصل تعزيز مرونته في كل من الاقتصادات المتقدمة والناشئة. وقال محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي في كلمته: «يمكن للسلطات بمجموعة العشرين على وجه الخصوص أن تعزو الفضل في هذا التطور المرحب به نتيجة تحسين التنظيم المالي وتعزيز سياسات التحوط الجزئي والكلي»، مضيفاً أن العمل جار فيما يتعلق بالقطاع المالي غير المصرفي.
في المقابل، أضاف الخليفي أن الأخبار غير السارة هي أن الفترة الطويلة من الظروف المالية التيسيرية استمرت مما دفع المستثمرين للبحث عن عائد في الأصول ذات المخاطر العالية وغير السائلة، مفيداً بأنه رغم أن هذا قد يدعم النشاط الاقتصادي فإنه يسهم أيضاً في تراكم الديون ونقاط الضعف. وتطرق الخليفي إلى الدور المتعاظم لاستخدامات التقنية وتزايد الرقمنة في النشاط الاقتصادي والمالي على وجه الخصوص، مشدداً على أن التقنية تحمل إمكانيات واعدة في القطاع المالي، حيث تتبنى الشركات والأعمال تقنيات جديدة بطرق مختلفة.
وقال محافظ «مؤسسة النقد»: «أظهرت التقنية عمليات مالية جديدة بما في ذلك منتجات مالية جديدة تعمل على تحويل أنشطة البنوك الحالية، بالإضافة إلى جلب لاعبين جدد»، مشدداً على دور القطاع العام الذي تقع على عاتقه مسؤولية إيلاء الاهتمام الواجب للمخاطر والتحديات الجديدة التي قد تنشأ نتيجة الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا في القطاع المالي. وأضاف الخلفي أن اثنين من المخاطر بدأت مجموعة العشرين بالفعل العمل عليها في وقت مبكر وتأتي على رأس جدول أعمال هذا العام، وهما: المشاركة المتزايدة لشركات التكنولوجيا الكبرى في تقديم الخدمات المالية، وتحسين المرونة السيبرانية للبنية التحتية المالية. وشدد على أن التطور التقني سيعزز الشمولية المالية، لكنه يهدد المصارف التي يمكنها الاستفادة من هذه الفرصة لتوسيع قاعدة عملائها وتمكينها من زيادة نطاق المنتجات البنكية.


مقالات ذات صلة

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمته في الجلسة الثالثة لقمة دول مجموعة العشرين (واس)

السعودية تدعو إلى تبني نهج متوازن وشامل في خطط التحول بـ«قطاع الطاقة»

أكدت السعودية، الثلاثاء، أن أمن الطاقة يمثل تحدياً عالمياً وعائقاً أمام التنمية والقضاء على الفقر، مشددة على أهمية مراعاة الظروف الخاصة لكل دولة.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
أميركا اللاتينية الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا في اليوم الأخير من القمة (إ.ب.أ)

قمة الـ20 تعطي معالجة الفقر والمناخ زخماً... لكنها منقسمة حول حروب الشرق الأوسط وأوكرانيا وترمب

نجحت البرازيل بصفتها الدولة المضيفة في إدراج أولويات رئيسية من رئاستها في الوثيقة النهائية لقمة العشرين بما في ذلك مكافحة الجوع وتغير المناخ.

أميركا اللاتينية الجلسة الافتتاحية لقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)

إطلاق «التحالف العالمي ضد الجوع» في «قمة الـ20»

أطلق الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، «التحالف العالمي ضد الجوع والفقر»، وذلك خلال افتتاحه في مدينة ريو دي جانيرو، أمس، قمة «مجموعة العشرين».

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو )
العالم لقطة جماعية لقادة الدول العشرين قبيل ختام القمّة التي عُقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية (إ.ب.أ)

«قمة العشرين» تدعو لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

أعلنت دول مجموعة العشرين في بيان مشترك صدر، في ختام قمّة عُقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية أنّها «متّحدة في دعم وقف لإطلاق النار» في كل من غزة ولبنان.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)

الليرة السورية ترتفع بشكل ملحوظ بعد تراجع حاد

الليرة السورية (رويترز)
الليرة السورية (رويترز)
TT

الليرة السورية ترتفع بشكل ملحوظ بعد تراجع حاد

الليرة السورية (رويترز)
الليرة السورية (رويترز)

شهدت الليرة السورية تحسناً ملحوظاً في قيمتها أمام الدولار، حيث أفاد عاملون في سوق الصرافة بدمشق يوم السبت، بأن العملة الوطنية ارتفعت إلى ما بين 11500 و12500 ليرة مقابل الدولار، وفقاً لما ذكرته «رويترز».

ويأتي هذا التحسن بعد أن بلغ سعر صرف الدولار نحو 27 ألف ليرة سورية، وذلك بعد يومين فقط من انطلاق عملية «ردع العدوان» التي شنتها فصائل المعارضة في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويوم الأربعاء، قال رئيس الحكومة الانتقالية المؤقتة في سوريا، محمد البشير، لصحيفة «إيل كورييري ديلا سيرا» الإيطالية: «في الخزائن لا يوجد سوى الليرة السورية التي لا تساوي شيئاً أو تكاد، حيث يمكن للدولار الأميركي الواحد شراء 35 ألف ليرة سورية». وأضاف: «نحن لا نملك عملات أجنبية، وبالنسبة للقروض والسندات، نحن في مرحلة جمع البيانات. نعم، من الناحية المالية، نحن في وضع سيئ للغاية».

وفي عام 2023، شهدت الليرة السورية انخفاضاً تاريخياً أمام الدولار الأميركي، حيث تراجعت قيمتها بنسبة بلغت 113.5 في المائة على أساس سنوي. وكانت الأشهر الستة الأخيرة من العام قد شهدت الجزء الأكبر من هذه التغيرات، لتسجل بذلك أكبر انخفاض في تاريخ العملة السورية.