تراجع إنتاج تونس من النفط إلى 37.8 ألف برميل في اليوم

تراجع إنتاج تونس من النفط إلى 37.8 ألف برميل في اليوم
TT

تراجع إنتاج تونس من النفط إلى 37.8 ألف برميل في اليوم

تراجع إنتاج تونس من النفط إلى 37.8 ألف برميل في اليوم

أكدت المؤسسة التونسية للأنشطة البترولية، تراجع إنتاج النفط في تونس إلى مستوى 37.8 ألف برميل في اليوم، بعد أن كان في حدود 70 ألف برميل يومياً سنة 2010، وكشفت عن انخفاض الإنتاج المحلي من النفط بنسبة 8% خلال السنة الماضية مقارنةً مع سنة 2018، كما سجل إنتاج الغاز الطبيعي مع نهاية سنة 2019 تراجعاً بنسبة 15%.
وأدى هذا التراجع على مستوى الإنتاج إلى تسجيل ارتفاع في العجز الطاقي في تونس إلى معدل 5 ملايين طن، وتضاعف العجز الطاقي بنحو 13 مرة بين 2010 و2018، وهو ما يهدد التوازنات المالية وأثرها على الميزان التجاري التونسي، الذي سجّل أرقاماً سلبية قياسية تجاوزت ثلث العجز التجاري الإجمالي المقدّر بنحو 19 مليار دينار تونسي (نحو 6.3 مليار دولار).
وانخفاض الإنتاج التونسي من النفط يعود أساساً إلى النضوب الطبيعي لبعض الحقول، وهذا ما أكدته كذلك الإدارة العامة للطاقة (وزارة الطاقة والمناجم) التي أشارت إلى تراجع الرخص المسندة للتنقيب والاستكشاف، علاوة على تراجع أسعار النفط في بعض الفترات، مما جعل المؤسسات العاملة في المجال تفقد الحماس للمغامرة بصرف اعتمادات مالية مهمة في عمليات المسح والاستكشاف دون أن تكون متأكدة من وجود نتائج إيجابية.
وتدهورت نسبة تغطية الاحتياجات المحلية من المحروقات نتيجة تراجع الإنتاج، فبعد أن كان يؤمّن نسبة 95% من الطلبات، بات لا يزيد على 50%، وهو ما يجعل الاستقلالية على مستوى توفير الحاجيات من المحروقات ضعيفة. ومن المنتظر أن يستعيد الاقتصاد التونسي جانباً من عافيته خلال السنوت المقبلة إثر دخول أكبر حقل تونسي لإنتاج الغاز حيز لاستغلال خلال الشهر الحالي. ومن المنتظر أن يوفر حقل «نوارة» الواقع جنوب شرقي تونس طاقة إنتاجية لا تقل عن 50% من الإنتاج الوطني للغاز الطبيعي، وهو ما يعني إنتاج قرابة 2.7 مليون متر مكعب من الغاز يومياً، إضافةً إلى نحو سبعة آلاف برميل من البترول و3200 برميل من الغاز السائل.
ويتوقع خبراء في المجال الاقتصادي على غرار جنات بن عبد الله وعز الدين سعيدان، أن يمكن حقل «نوارة» من تخفيض العجز الطاقي بنسبة 20% ويخفف العجز التجاري الإجمالي بنسبة 7%، وهو ما سيكون له مردود مباشر على النمو الاقتصادي، إذ من المتوقع أن يسهم بنسبة 1% في النمو المحلي.
يُذكر أن قيمة الاستثمارات التي توجهت نحو هذا الحقل لإنتاج المحروقات قُدرت بنحو 3.5 مليار دينار تونسي (نحو 1.2 مليار دولار) وفّرتها شركة نمساوية.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

«الشرق الأوسط» (بلغراد)
الاقتصاد شعار «إينيوس» في المقر الرئيس للشركة (رويترز)

«سينوك» الصينية للنفط تبيع أصولها في الولايات المتحدة لـ«إينيوس» البريطانية

باعت شركة «سينوك» الصينية المحدودة شركتها التابعة في الولايات المتحدة إلى مجموعة الكيميائيات البريطانية «إينيوس».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد منظر عام لمقر شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في أبوظبي (رويترز)

رئيس الإمارات يوافق على تشكيل مجلس إدارة ذراع الاستثمار العالمية لـ«أدنوك»

وافق رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تشكيل مجلس إدارة شركة «إكس آر جي (XRG)»، الذراع الاستثمارية الدولية الجديدة لشركة «أدنوك».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.