قائد مروحية براينت تعرض للتوبيخ قبل سنوات بسبب التحليق دون إذن

الطيار آرا زوبايان يقف خارج إحدى المروحيات (أسوشييتد برس)
الطيار آرا زوبايان يقف خارج إحدى المروحيات (أسوشييتد برس)
TT

قائد مروحية براينت تعرض للتوبيخ قبل سنوات بسبب التحليق دون إذن

الطيار آرا زوبايان يقف خارج إحدى المروحيات (أسوشييتد برس)
الطيار آرا زوبايان يقف خارج إحدى المروحيات (أسوشييتد برس)

كشفت تقارير صحافية عن تعرض قائد مروحية كوبي براينت المنكوبة للتوبيخ منذ خمس سنوات بسبب تحليقه دون إذن في المجال الجوي أثناء فترة «عدم وضوح رؤية»، وفقاً لإدارة الطيران الفيدرالية الأميركية.
وحسب التقرير الذي تم نشره لأول مرة أمس (الجمعة) في صحيفة «لوس أنجليس تايمز»، فإن الطيار آرا زوبايان انتهك قواعد السلامة عندما حلق في المجال الجوي بالقرب من مطار لوس أنجليس الدولي في 11 مايو (أيار) 2015. ولم يشر التقرير إذا ما كانت الطائرة التي حلق بها تحمل أي مسافر في ذلك الوقت.
وكان الطيار آرا زوبايان وقتها متعاقداً مع نفس شركة تأجير الطائرات التي تتبعها مروحية نجم كرة السلة الراحل كوبي براينت.
وتوفي زوبايان (50 عاماً)، في حادث تحطم المروحية في 26 يناير (كانون الثاني) الماضي في أحد التلال في كالاباساس شمال غربي لوس أنجليس، الذي أودى بحياة نجم كرة السلة الشهير براينت (41 عاماً) وسبعة آخرين منهم ابنته جيانا (13 عاماً).
ومنذ أسبوعين أعلن مسؤولون أن الشركة التي تتبعها مروحية نجم كرة السلة الراحل، لم تُرخص لها الطيران في ظروف ضبابية، بحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). ويقتصر تشغيل مروحية «آيلاند إكسبرس هليكوبترز» خلال الظروف التي يكون فيها الطيار قادراً على الرؤية بوضوح أثناء التحليق.
وبحسب ما ورد، حصل الطيار على شهادة فيدرالية لقيادة الطائرة بالاعتماد فقط على أدوات قمرة القيادة. لكن من المحتمل أن يكون لديه خبرة قليلة في القيام بذلك، كما يقول الخبراء.
وكان تقرير لوكالة «أسوشييتد برس» للأنباء قد أفاد بأن طيار المروحية التي تحطمت بالقرب من لوس أنجليس قد أبلغ مراقبي الحركة الجوية في رسالته الأخيرة أنه كان يحاول الارتفاع بالطائرة لتجنب الاصطدام بطبقة سحابية قبل أن تهبط طائرته مسافة ألف قدم (305 متر) وترتطم بتل.
وذكر جينيفر هوميندي من المجلس الوطني لسلامة النقل خلال مؤتمر صحافي بعد أيام من الحادث أن الرادار أشار إلى أن الطائرة المروحية وصلت إلى ارتفاع 2300 قدم (701 متر) قبل الهبوط، وعثر على الحطام على ارتفاع 1085 قدماً (331 متراً).
وكشف تقرير أولي صادر عن المجلس الوطني (الأميركي) لسلامة النقل، أن الحطام في مكان تحطم المروحية الذي أودى بحياة أسطورة لوس أنجليس ليكرز، الشهر الماضي، لم يُظهر أي دليل على عُطل في المحرك.
وذكر التقرير أن «كل المكونات المهمة للمروحية كانت موجودة داخل منطقة الحطام... أظهر فحص مجموعة الدوار الرئيسي ودوار الذيل أضراراً تتناسق مع الضرر الذي ينجم عن الاصطدام (بالأرض) في حالة التشغيل». وأضاف: «لم تظهر القطع التي يمكن رؤيتها في المحركين أي دليل على فشل داخلي كارثي أو غير قابل للاحتواء»، متحدثاً عن نسق الضرر الموجود على الشفرات، ومعتبراً ذلك طبيعياً في حالة الاصطدام والمحرك في وضعية التشغيل.
وما زال التحقيق جارياً في سبب تحطم المروحية غرب لوس أنجليس. وكان براينت في طريقه لتدريب فريق ابنته لكرة السلة ضمن بطولة محلية للشباب في أكاديمية «مامبا» الرياضية التابعة له.


مقالات ذات صلة

تبرئة امرأة من تهمة قتل والدها بعد 25 عاماً في السجن

آسيا كيم شين هيه محاطة بالمراسلين بالقرب من مؤسسة جانغ هيونغ الإصلاحية في مقاطعة جولا الجنوبية (صحيفة «ذا كوريا تايمز»)

تبرئة امرأة من تهمة قتل والدها بعد 25 عاماً في السجن

برَّأت محكمة كورية جنوبية، أمس (الاثنين)، امرأة من تهمة قتل والدها بعد أن قضت نحو ربع قرن في السجن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)

وسط انتشار حوادث الطيران... هل هناك مقاعد أكثر أماناً على متن الطائرة؟

انتشرت عدة تقارير تتعلق بوجود أماكن معينة على متن الطائرة أكثر أماناً من غيرها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الخليج المحققون يتفقدون مسرح الجريمة في سيتينيي جنوبي مونتينيغرو (إ.ب.أ)

السعودية تأسف لإطلاق النار في مونتينيغرو

أعربت السعودية عن بالغ أسفها لحادثة إطلاق النار في مدينة سيتينيي جنوبي مونتينيغرو، وما نتج عنها من وفاة وإصابة عدة أشخاص.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج مشتبه به اصطدم بحشد في شارع بوربون بمدينة نيو أورليانز الأميركية (رويترز) play-circle 01:29

السعودية تدين حادث الدهس في نيو أورليانز الأميركية

أدانت السعودية، واستنكرت، الأربعاء، حادث الدهس في مدينة نيو أورليانز الأميركية، الذي نتج عنه وفاة وإصابة أشخاص عدة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ محققو الشرطة الأميركية يحيطون بشاحنة اصطدمت بمصعد في الحي الفرنسي في نيو أورليانز بولاية لويزيانا، 1 يناير 2025 (أ.ف.ب) play-circle 00:29

15 قتيلاً بهجوم دهس في نيو أورليانز... ومقتل المنفّذ

قُتل 15 شخصاً وأصيب العشرات في حادثة دهس وإطلاق نار بمدينة نيو أورليانز الأميركية، فيما أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه يحقق في «عمل إرهابي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مرايا تتعدَّى دورَها الوظيفي نحو الجمال الفنّي في غاليري بيروتيّ

مرايا تتجاوز مفهومها التقليدي لتُحلّق خارج الصندوق (ذا ميرور بروجيكت)
مرايا تتجاوز مفهومها التقليدي لتُحلّق خارج الصندوق (ذا ميرور بروجيكت)
TT

مرايا تتعدَّى دورَها الوظيفي نحو الجمال الفنّي في غاليري بيروتيّ

مرايا تتجاوز مفهومها التقليدي لتُحلّق خارج الصندوق (ذا ميرور بروجيكت)
مرايا تتجاوز مفهومها التقليدي لتُحلّق خارج الصندوق (ذا ميرور بروجيكت)

يُطلق المهندس اللبناني عبد الله بركة فكرةَ المرآة أبعد من وظيفتها الآلية. ليستْ هنا محصورةً في عَكْس وجوهٍ وأشياء تتقاطع ضمن حدودها، فتنتهي الحاجة إليها باطمئنان الرائي إلى مظهره، أو إدخال تعديل عليه، أو بلملمة انعكاسات خارجية. بمَنْحها وَقْعاً جمالياً، تتحوّل إلى عمل فنّي يملك تَرْك الأثر في العابر، فيستوقفه ليتساءل عن ماهيتها: أهي مرآة أو لوحة فنّية، وماذا لو كانت الاثنتين معاً؟ في «ذا ميرور بروجيكت» بمنطقة مار مخايل البيروتية، مرايا تتجاوز مفهومها التقليدي لتُحلّق خارج الصندوق.

تتحوّل المرآة إلى عمل فنّي يملك تَرْك الأثر في العابر (ذا ميرور بروجيكت)

نُسِجت علاقةٌ بالمرايا في داخل الشاب البالغ 37 عاماً منذ المرة الأولى التي تسلَّم فيها مشروعاً وتعذَّر إيجاد مرآة بملامح فنّية. رفض الاكتفاء بزجاج يتيح للآخر رؤية نفسه من خلاله؛ فالمسألة بالنسبة إليه تتخطّى الدور المُعدّ سلفاً، والمَهمَّة الجاهزة. المرايا «فنّ وظيفي»، لا مجرّد وظيفة تؤدّي الغرض منها وتُكافأ ببرودة الناظر إليها. يُحوّل عبد الله بركة الغاليري معرضَه الدائم، فتصطفّ على الجدران أشكالٌ جمالية تسرق العين من احتمال الاكتفاء بالنظرة الخاطفة.

المرايا «فنّ وظيفي» لا مجرّد وظيفة تؤدّي الغرض منها (ذا ميرور بروجيكت)

يتحدّث لـ«الشرق الأوسط» بشغف الفنان الباحث عن لمسة، ويُذكّر بأنّ الهندسة الداخلية تتطلّب عمقاً في النظرة والأفكار، وخَلْق مزاج فنّي خاص. يقول عبد الله بركة: «لا أريد للمرآة أن تتحلّى بدور واحد. ذلك حَدٌّ لها. المرايا هي الأشخاص. أي نحن حين تُرينا أشكالنا وصورنا. وهي انعكاس يمكن أن نشعر به، فإذا بإبهاره الجمالي المُعبَّر عنه في التصميم والكادر، يجَعْل ذلك الشعور متبادَلاً، فيُعدّل حالة نفسية أو يُغيّر نظرة تجهُّم. هذا فعلُ اللون حول المرآة وقالبها. بمجرّد أنها ليست تقليدية، يحدُث الأثر في الناظر».

يُطلق عبد الله بركة فكرةَ المرآة أبعد من وظيفتها الآلية (ذا ميرور بروجيكت)

لم تكن يسيرةً ولادة الغاليري. مخاضُها خليطٌ من إحباط ومحاولة. يعود إلى عام 2019 المفصلي في لبنان. كلّ شيء بدأ يتغيَّر، والمسارات تتّخذ شكل السقوط. لم يدرك مكانه في وطن شديد التقلُّب؛ مباغت، وطافح بالمفاجآت. يروي: «الفراغ كان مميتاً. أشغالٌ توقّفت ومشروعات تبخَّرت. أسوةً بشباب لبناني لمس انسداد الأفق، تراءى منزلي مساحة اختناق. في تلك اللحظة، هبَّ الأمل. اشتريتُ ألواناً ورحتُ أرسم، وصمَّمتُ أشكالاً بالطين، فلمحتُ طريقي».

لا يريد عبد الله بركة للمرآة أن تتحلّى بدور واحد (ذا ميرور بروجيكت)

من الضياع وجد الخطوة الأولى. صقل عبد الله بركة رغبته في النحت وطوَّر مهارته. أنجز الشكل وصبَّ ضمنه المرآة. أراد وضع حدّ لحقيقة أنّ غاليريهات المرايا الفنّية في بيروت نادرة. اليوم، ليس عليه أو على زملاء المهنة البحث الطويل عن مرآة مشتهاة: «تعدّدت أدوات صناعة المرايا وكثَّفتُ العمل. كلما سمعتُ إطراء أردتُ مزيداً منه. في الغاليري أعمالي وأعمال مصمّمين من أميركا وكندا وأفريقيا الجنوبية وتايلاند وهولندا وأوكرانيا... خلف مراياهم قصص. ثمة مرايا مصمَّمة بالأسيد المحروق، وأخرى بالزجاج المُطبَّع، وصنف تتداخل بكادراته ألوان مُبهِجة. ولمّا تعدَّدت أسفاري، تعرَّفتُ إلى مدارس التصميم خصوصاً في ألمانيا وإيطاليا، وتعمّقت في جَعْل هذا الشغف واقعاً. اليوم أقول: أنا شاب لبناني بلغ اليأس. فرغَ العالم من حولي. وشعرتُ بالأبواب الموصدة. ثم نهضت. استراتيجية التفكير تبدَّلت، وأصبحت المعادلة: الآن أو أبداً! انتظار الوقت المناسب يهدر العمر. كل لحظة هي وقتٌ مناسب».

تصطفّ على الجدران أشكالٌ جمالية تجذب العين (ذا ميرور بروجيكت)

أمضى شهراً ونصف شهر يُصمّم مرايا بأشكال خلّاقة حتى ساعات الليل المتقدّمة، استعداداً لإطلاق المعرض بعد تأخُّر فَرَضَه الظرف اللبناني. «4 مرايا علّقتُها على جدرانه قبل ربع ساعة من فَتْح الباب للحضور!»، يُكمل ضاحكاً. إحدى الزائرات رمت على مسمعه ما علَّم في أعماقه: «لم نكن نعلم أنّ هذه المرايا حاجة. متى أدخلناها إلى منازلنا أصبحت منّا». ومن كثافة الإقبال وحلاوة الأصداء، يُدرك أنه على السكّة التي نادته، أو ناداها؛ يمنحها كلَّه فتمنحه الإشباع الذاتي.

بعض المرايا بسيط يحوط به كادر يُجمِّل البساطة (ذا ميرور بروجيكت)

بعض المرايا بسيط، يحوط به كادر يُجمِّل البساطة. يتعامل عبد الله بركة مع تصاميمه بما يُبقي على الأساس، وهو المُتوقَّع من المرآة بوصفها زجاجاً يستجيب للانعكاسات؛ لكنه أساسٌ (Basic) لا يكتفي بنفسه، وإنما يتعدّاها إلى الغاية الجمالية والبُعد الفنّي ما دام الزجاج مقولباً بالألوان ومتداخلاً بإطار مُبتَكر. يرى في المرايا حكايات، وإنْ خلت صفحتها من أي شكل: «تُخبرني دائماً بأنّ المشاعر أصدق ما نملك. هي الدافع لنُنجز ما طال انتظاره. باستطاعتها تعويض غياب اللوحة عن الجدار. مشغولة بحبٍّ مماثل».