الرئاسة المصرية توجه بعقد حوارات مع مشايخ رفح وحصول الأهالي على تعويضات كاملة

مفتي البلاد يجيز نقل مواطني سيناء.. و«الأوقاف» تفصل من يتستر على الأنفاق بالمساجد

الرئاسة المصرية توجه بعقد حوارات مع مشايخ رفح  وحصول الأهالي على تعويضات كاملة
TT

الرئاسة المصرية توجه بعقد حوارات مع مشايخ رفح وحصول الأهالي على تعويضات كاملة

الرئاسة المصرية توجه بعقد حوارات مع مشايخ رفح  وحصول الأهالي على تعويضات كاملة

أفتى مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، بأنه «يجوز شرعا نقل أهالي سيناء إلى مناطق آمنة بسبب خطر الإرهاب»، وقررت وزارة الأوقاف فصل أي إمام بسيناء يثبت تستره على وجود أنفاق بالمساجد. فيما قالت الرئاسة المصرية، أمس، إن «الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه بعقد حوارات مع شيوخ وعواقل مدينة رفح للنهوض بأوضاع المجتمع السيناوي، لافتة إلى أن «الرئيس يؤكد بشكل مستمر حصول سكان هذه المنطقة على مستحقاتهم كاملة تعويضا عن ممتلكاتهم التي قاموا بإخلائها».
في غضون ذلك، واصلت القوات المسلحة، أمس، عملية إخلاء منطقة الشريط الحدودي في رفح، في وقت تواصلت فيه عمليات التمشيط التي تقوم بها القوات الخاصة المشتركة بين الجيش والشرطة بحثا عن الإرهابيين المختبئين في المنطقة، وسط أنباء عن توقيف العشرات.
ويعقد المجلس التخصصي للتنمية المجتمعية، التابع للرئاسة المصرية، اليوم (الاثنين)، اجتماعا مع عدد من عواقل وشيوخ مدينة رفح، وذلك للاستماع إلى رؤيتهم بشأن الآليات اللازمة للنهوض بأوضاع المجتمع السيناوي، وكذا أهم المتطلبات التي يحتاجون إليها، بالإضافة إلى عرض لأهم المشكلات التي تواجه المجتمع هناك، وسبل مشاركتهم للدولة في إيجاد حلول مناسبة لها.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، إن «هذا الاجتماع يأتي في سياق متابعة الرئيس لأوضاع أهالي شمال سيناء، لا سيما في الشريط الحدودي الذي يتم إخلاؤه في إطار جهود الدولة للقضاء على البؤر الإرهابية، وحرص الرئيس المستمر على التأكيد على حصول سكان هذه المنطقة على مستحقاتهم كاملة تعويضا عن ممتلكاتهم التي قاموا بإخلائها حفاظا على الأمن القومي، وعرفانا بدورهم الوطني في هذه المرحلة الفارقة».
وتستهدف الحكومة المصرية إخلاء المنازل الملاصقة للشريط الحدودي مع قطاع غزة حتى مسافة 500 متر، بإجمالي 802 منزل يقطنها 1156 أسرة. وقالت مصادر محلية في سيناء إن «ما يتم حاليا في منطقة الشريط الحدودي إخلاء توافقي بين القوات المسلحة وساكني هذه المنازل، وليس عملية تهجير قسري حسب زعم بعض القوى المعادية للبلاد». وأضافت المصادر المحلية أن «الهدف الرئيس من وراء قرار الإخلاء حماية المدنيين والقضاء على الإرهاب»، مشيرا إلى أن «أهالي هذه المنطقة تقبلوا القرار الخاص بنقلهم إلى مناطق بديلة بكل تفهم».
في السياق ذاته، شدد مفتي البلاد على أن «رجال الأمن من الجيش والشرطة قادرون بإذن الله على تحقيق النصر على الإرهاب وإعادة الأمن إلى ربوع سيناء بشكل كامل، وتطهير كل شبر من دنس الإرهاب»، موضحا أن «سيناء ستظل مقبرة للمتربصين والأعداء دائما وأبدا». وأكد المفتي أن أهالي سيناء وطنيتهم معلومة ولا يجوز المزايدة عليها بأي وجه من الوجوه، موضحا في معرض الإجابة عن سؤال ورد إلى دار الإفتاء مؤخرا حول مدى شرعية عمليات نقل مواطني شمال سيناء إلى مناطق آمنة بعيدا عن التفجيرات والممارسات الإرهابية، أن مؤسسات الدولة المنوط بها الحفاظ على أمن الوطن واستقراره يحق لها إخلاء أي منطقة لضرورة قصوى لا يمكن تفاديها. وضرب المفتي مثلا لحالات الضرورة بوجود فيضانات عارمة أو خطر إرهابي محقق يهدد الأمن القومي لمجموع المواطنين وفي مقدمتهم أهل المنطقة التي يتم إخلاؤها.
وشدد المفتي على وجود عدد من الضوابط الشرعية التي يجب أن تلتزم بها الدولة حال إقدامها على تفادي مخاطر الضرورات التي تستلزم إخلاء منطقة من مناطقها الحدودية أو الداخلية من سكانها، موضحا أن «هذه الضوابط تتمثل في إيواء المنقولين في أماكن لا تقل إن لم تزد عن الأماكن المنقولين منها، وإمدادهم بلوازم الحياة من مطعم ومشرب وملبس وتعليم وصحة وخدمات، وإعطائهم التعويضات المالية التي تناسب مغادرتهم أماكنهم التي ارتبطوا بها سنين عددا»، مطالبا الجميع بالتعاون مع الدولة وأجهزتها لما فيه مصلحة الوطن والمواطن.
من جانبها، قررت وزارة الأوقاف فصل أي إمام أو عامل بشمال سيناء يثبت تستره على وجود أنفاق بالمسجد الذي يعمل به، وأي عامل أو موظف يثبت تستره على وجود أسلحة بالمسجد أو المكان الذي يعمل به في أي محافظة من محافظات مصر، أو يستخدم المسجد أو المنبر في التكفير أو التحريض على القتل والتخريب، أو يقوم بتوزيع منشورات أو كتب تحث على ذلك داخل المسجد. وأوضحت مصادر مسؤولة في وزارة الأوقاف أن ذلك «يأتي في إطار الإجراءات الحاسمة التي تتخذها الوزارة تجاه كل من يثبت تستره على قضايا الإرهاب أو تورطه فيها».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.