وقفة احتجاجية لـ«الوطني الحر» أمام {المركزي} رفضاً للسياسة المالية

من تظاهرة «التيار الوطني الحر» أمام مصرف لبنان أمس (الوكالة الوطنية)
من تظاهرة «التيار الوطني الحر» أمام مصرف لبنان أمس (الوكالة الوطنية)
TT

وقفة احتجاجية لـ«الوطني الحر» أمام {المركزي} رفضاً للسياسة المالية

من تظاهرة «التيار الوطني الحر» أمام مصرف لبنان أمس (الوكالة الوطنية)
من تظاهرة «التيار الوطني الحر» أمام مصرف لبنان أمس (الوكالة الوطنية)

نفّذ مناصرو «التيار الوطني الحر» وقفة احتجاجية أمام مصرف لبنان المركزي في منطقة الحمرا ببيروت، رفضا لـ«السياسة المالية للمصرف وللمطالبة باستعادة الأموال المنهوبة».
ولم تحل الإجراءات الأمنية المشددة التي استبقت التحرك دون وقوع بعض الإشكالات. وفيما ذكرت معلومات أن تدافعاً حصل بين الجيش اللبناني ومناصري الحزب «التقدمي الاشتراكي» في المنطقة، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أنه بالتزامن مع تظاهرة «التيار الوطني» تجمع عدد من مناصري «الاشتراكي» في محيط كليمنصو، مقر إقامة رئيس الحزب، النائب السابق وليد جنبلاط، الأمر الذي استدعى القوى الأمنية إلى التدخل للفصل بينهما، تفاديا لأي إشكال.
وصباحا نفذ عدد من المتظاهرين وقفة احتجاجية أمام مبنى وزارة الاقتصاد في وسط بيروت للمطالبة بتفعيل الرقابة وحماية المستهلك في ظل ارتفاع الأسعار. وفي ردّها على مطالب المتظاهرين أكدت المديرة العامة لوزارة الاقتصاد عليا عباس لهم أن «الوزارة تقوم بدورها وسطرت 500 محضر في حق عدد من المحال التجارية التي رفعت أسعارها وحولتها إلى القضاء».
وفي حديث إذاعي أسفت عباس «لتفلت سعر الدولار الذي ينعكس سلبا على الأسواق». وقالت: «يتم تسطير محاضر وإرسالها إلى القضاء بانتظار أن يصدر أحكامه، وهذه التدابير هي لردع جشع التجار الذين يستغلون الفوضى في الأسواق لزيادة الأرباح بنسب غير مبررة».
وسجل مساء توتر بين مناصري الحزب التقدمي الاشتراكي ومناصري «التيار الوطني الحر»، في منطقة الصنائع، وحصل رمي للعبوات البلاستيكية والزجاجية وبعض الحجارة، وسط سعي عناصر مكافحة الشغب للفصل بين الطرفين، بحسب ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام». وتبين أن صاحب السيارة التي قامت باستفزاز مناصري «الاشتراكي» هو مناصر للتيار وعثر على سلاح حربي داخل سيارته وتم تسليمه إلى القوى الأمنية.
وعلى الأثر توجه جنبلاط لمناصريه قائلا: «فليتظاهروا كما يريدون، والحماس لا ينفع، ونريد الهدوء وهم يخرّبون ونحن نبني، وأنا بحماية الجيش والأمن الداخلي وأطلب عودتكم إلى منازلكم».
وذكر مصدر في «التيار الوطني الحر» أن مناصرَين له تعرضا للطعن بسكين في شارع الحمرا ونقلا إلى المستشفى.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.