البرلمان الليبي يرحب بالمبادرة الأوروبية لمراقبة حظر السلاح

إيطاليا تحقق مع قبطان سفينة لاتهامه بتهريب صواريخ بين تركيا وليبيا

TT

البرلمان الليبي يرحب بالمبادرة الأوروبية لمراقبة حظر السلاح

وسط اتهامات متبادلة بين القوتين المتحاربتين في ليبيا، رحب مجلس النواب أمس بمبادرة الاتحاد الأوروبي لمراقبة حظر التسليح في البلاد، في وقت أبدت فيه حكومة «الوفاق» بطرابلس تشككها من «النوايا» الأوروبية، بينما أخضعت سلطات إيطاليا قبطان سفينة للتحقيق بتهمة «تهريب معدات عسكرية بين تركيا وليبيا».
وفور إعلان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي منتصف الأسبوع الجاري أنّهم اتفقوا على بدء مهمة بحرية جديدة في البحر المتوسط لمراقبة تطبيق حظر الأسلحة، ردت حكومة «الوفاق» وموالين لها برفض هذه التحركات، ورأت أنها تصب في صالح الطرف (المعتدي). في إشارة إلى «الجيش الوطني».
وقال يوسف العقوري، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب (شرق) أمس: «إننا نرحب بالقرار الأوروبي ببدء عملية بحرية شرق المتوسط، لتنفيذ قرار مجلس الأمن بحظر وصول السلاح إلى ليبيا، ونعتبر ذلك تغيراً إيجابياً في السياسة الأوروبية تجاه ليبيا، وهو ما طالبنا به مرارا، لما تملكه من قدرات تؤهلها للقيام بهذه المهمة».
وتحدث العقوري في بيان نشره عبر الموقع الإلكتروني للمجلس عن «شحنات أسلحة ومقاتلين»، وقال إن «الحكومة التركية ترسلهم إلى طرابلس»، متخوفاً من «احتمالية تسرب عناصر متطرفة تشكل تهديداً جدياً لأمن جنوب أوروبا، بالإضافة إلى دول الجوار».
وتابع العقوري موضحا أن أجندات الحكومة التركية غير المسؤولة، «لا يهمها إلا مصالحها ولا تكترث باستقرار المنطقة... وأمن أوروبا مرتبط بأمن ليبيا، وهو ما يتطلب مزيداً من العمل المشترك لضبط الحدود البحرية المشتركة بين ليبيا ودول الاتحاد الأوروبي». معربا عن أمله في أن «تلقى العملية الجديدة دعم جميع أعضاء الاتحاد من أجل تحقيق أهدافها، وأن يستفاد من دروس عملية صوفيا السابقة»، ولافتاً إلى أن الخلافات حول ملف الهجرة «لا يجب أن تصرف الدول الأعضاء في الاتحاد عن اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف تدفق السلاح و(المرتزقة) إلى الأراضي الليبية».
وتشهد الدول الأعضاء في الاتحاد خلافا متواصلا بشأن استئناف الدوريات البحرية في إطار العملية «صوفيا»، التي انتشلت السفن التابعة لها مهاجرين في عرض البحر، إلى أن تم تعليق المهمة في أواخر العام الماضي بسبب خلاف حول المكان، الذي ينبغي أن ينقل إليه الأشخاص الذين يتم إنقاذهم.
وفيما شدد العقوري على أن «القرار الأوروبي يشكل أيضا دفعة قوية لنتائج مؤتمر برلين من أجل عودة الاستقرار إلى ليبيا»، صعدّت حكومة «الوفاق» من رفضها للعملية الأوروبية، التي لم تبدأ بعد، مشككة في إمكانية تحققها.
وتجاوز رفض العملية والتشكيك فيها السلطات الرسمية في طرابلس، ممثلة في وزارة الخارجية، ووصل إلى الأجسام الموالية لها، حيث لوحظ تصاعد خطاب إعلامي موحد عبر الفضائيات التابعة لـ«الوفاق»، وجماعة الإخوان المسلمين، مشيرين إلى أن المبادرة الأوروبية «تستهدف التضييق على حكومة «الوفاق» وحليفتها تركيا بالمقام الأول بالمراقبة الجوية، فيما ستتغافل عن الأسلحة التي يتحصل عليها الطرف (المعتدي)، براً وبحراً من دول صديقة».
وكان محمد صوان، رئيس حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، قد وصف قرار الاتحاد الأوروبي بشأن بدء مهام بحريّة وجوية لمراقبة حظر توريد السلاح بـ«المريب»، مستبقاً الأحداث بقوله: «سيضيقون الخناق على حكومة (الوفاق) فقط».
ومنذ بداية الحرب على العاصمة طرابلس في الرابع من أبريل (نيسان) الماضي، بين «الجيش الوطني» وقوات حكومة «الوفاق»، بدأ كل طرف يتهم الآخر بالحصول على أسلحة بطرق غير شرعية.
يأتي ذلك فيما أخضعت السلطات الإيطالية قائد سفينة شحن لبنانية قيد الاحتجاز للاشتباه في استخدامها في تهريب أسلحة بين تركيا وليبيا. ونقلت قناة (CNN) العربية عن وكالة أنباء الإيطالية الرسمية (أنسا) أن قائد السفينة اعتقل في 3 من فبراير (شباط) الجاري، وأن شحنة السفينة محتجزة حالياً في مدينة جنوة.
كما أشارت وكالة الأنباء الإيطالية عبر موقعها الإلكتروني إلى أن قائد السفينة، المدعو جوزيف ترتيوسي (55 عاماً)، يواجه اتهاماً بتهريب أسلحة على نطاق دولي، موضحة أن التحقيق في الواقعة جاء بعد بلاغ من أحد أفراد طاقم السفينة، الذي يحظى حالياً بالحماية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.