الاحتباس الحراري يذيب ثلوج القارة القطبية الجنوبية

ذوبان ثلوج القطب الجنوبي (رويترز)
ذوبان ثلوج القطب الجنوبي (رويترز)
TT

الاحتباس الحراري يذيب ثلوج القارة القطبية الجنوبية

ذوبان ثلوج القطب الجنوبي (رويترز)
ذوبان ثلوج القطب الجنوبي (رويترز)

تقود ظاهرة الاحتباس الحراري إلى ذوبان واسع النطاق «لا رجوع فيه» لثلوج القارة القطبية الجنوبية، وإن تطهير الغلاف الجوي من الكربون هو الحل الوحيد لإبطاء الأمر، حسبما قالت عالمة أسترالية متخصصة في المناخ لـ«رويترز» أمس.
وأضافت زوي توماس، الباحثة في جامعة نيو ساوث ويلز والتي تنتمي لفريق دولي من العلماء نشر بحثاً عن ذوبان ثلوج القارة القطبية الجنوبية مؤخراً، إن النشاط الإنساني كثّف الاحتباس الحراري في الآونة الأخيرة مما قد يؤدي إلى هذا الذوبان الواسع.
وأظهرت الدراسة أن العالم قد يفقد معظم الجزء الغربي من الصفيحة الجليدية للقارة القطبية الجنوبية، الذي يقبع على قاع البحر وتحفّه الثلوج الطافية، في عالم أكثر دفئاً.
وقالت توماس لـ«رويترز»: «ما نشهده بالجزء الغربي من الصفيحة الجليدية بالقارة القطبية الجنوبية هو أنه بمجرد وصول الذوبان الذي بدأ إلى حد معين فإنه سيستمر رغم محاولاتنا إيقافه». وأضافت أن الشيء الوحيد الذي يمكنه إبطاء ذوبان الجليد هو أن تبدأ الاقتصادات في أرجاء العالم في تخليص نفسها من الكربون.
وتابعت قائلة: «بمجرد التزامنا بمستقبل خالٍ من الكربون سيكون بمقدورنا البدء في التفكير في الخيارات الممكنة لمحاولة التخلص من الكربون في الغلاف الجوي». وتعهّدت اقتصادات متقدمة كثيرة بخفض انبعاثات الكربون إلى الصفر بحلول عام 2050 إلا أن الكثيرين يرون أن أستراليا تتلكأ في ذلك رغم أنها عانت في الآونة الأخيرة من أحد أسوأ مواسم الحرائق التي شهدتها على الإطلاق.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».