إسرائيل تستهدف مجموعة لـ«الجهاد»... وتمنح تسهيلات للقطاع

استهدف الجيش الإسرائيلي، أمس (الأربعاء)، مجموعة تابعة لحركة «الجهاد الإسلامي» قرب خانيونس، وذلك بعد ساعات من منح إسرائيل تسهيلات للقطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن قواته «رصدت خلية قنص تابعة لـ(الجهاد الإسلامي) قامت بإطلاق نار من منطقة خانيونس باتجاه قواتنا داخل إسرائيل. لم تقع إصابات. رداً على ذلك أغارت قوات الجيش على خلية القنص لإزالة التهديد». وأضاف ناطق باسم الجيش، أن مجموعة «الجهاد الإسلامي» أطلقت النار من قرب مدينة خان يونس في جنوب غزة. ولم تعلن «الجهاد» عن تفاصيل. لكن مصادر طبية تحدثت عن إصابة فلسطيني نتيجة هذا القصف.
والتوتر بين إسرائيل و«الجهاد الإسلامي» مرتفع منذ خوض الطرفين مواجهة استمرت يومين بعد اغتيال الجيش الإسرائيلي أحد كبار قادة الحركة، بهاء أبو العطا في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي. ويأتي حادث إطلاق النار، بعد قليل من قرار منسق أعمال الحكومة بالسماح بدخول 2000 تاجر من غزة، وتوسيع مساحة الصيد حتى 15 ميلاً.
وقال ضابط الاتصال العسكري الإسرائيلي، إن إسرائيل تعتزم تمديد منطقة الصيد في غزة إلى 15 ميلاً بحرياً، وزيادة عدد تصاريح السفر من القطاع إلى 2000، وذلك بعد ثلاثة أيام من الهدوء النسبي في القطاع الساحلي.
وكانت إسرائيل ألغت تسهيلات سابقة منحتها لقطاع غزة قبل أيام بسبب استمرار إطلاق الصواريخ والبالونات الحارقة. وشمل ذلك توسيع مساحة الصيد، وإلغاء التصاريح التجارية لـ500 شخص، ومنع إدخال الإسمنت إلى القطاع.
وقال المسؤول الإسرائيلي اللواء كميل أبو ركن «طالما يتم الحفاظ على الهدوء، إسرائيل ستمدد منطقة الصيد إلى 15 ميلاً بحرياً، وستضيف 2000 تصريح للتجار من سكان غزة». وأضاف أن «تمديد منطقة الصيد وزيادة عدد تصاريح السفر – إلى أعلى مستوى في التاريخ الحديث – لن يستمر إلا إذا بقي الهدوء». وتابع: «طالما يتم الحفاظ على الهدوء، فإن إسرائيل سوف تتصرف وفقاً لذلك».
وأخذ القرار بعدما أيّد المستوى السياسي موقف الجيش بهذا الشأن. وقالت «يديعوت أحرنوت»، إن المستوى السياسي استجاب للضغط الذي مارسه رئيس الأركان بالجيش أفيف كوخافي ومنسق أعمال الحكومة في المناطق من أجل تقديم التسهيلات. وبحسب «يديعوت»، يتمثل موقف الجيش في تشجيع إنشاء المصانع، وتحسين حالة البنية التحتية في قطاع غزة، وكذلك تحسين الوضع الإنساني من أجل الحد من الضغط والدافع لشن هجمات بالبالونات والصواريخ.
وأعلن نفتالي بينيت، وزير جيش الاحتلال، أمس، أنه سيتم منح «حماس» فرصة أخرى من أجل التوصل لاتفاق هدوء. وأضاف بينيت «نمنح مزيداً من الوقت، كفرصة لـ(حماس) لمواصلة الهدوء»، لكن «في حال استأنفت أعمالها العدائية، قلت بالفعل، سيكون ربيعهم مؤلماً جداً. لن أقول ماذا سيكون وكيف سيكون. الكرة في ملعبهم».
وتابع بينيت في مقابلة مع صحيفة «يديعوت احرونوت»، إن «(حماس) سيتم اختبارها بالأفعال، الجمعة الماضي أعلنوا أنهم سيوقفون إطلاق البالونات، وحتى اليوم أوقفوا بالفعل إطلاق البالونات المتفجرة».
وشدد بينيت على أن القرارات الأخيرة بمنح عدد من التسهيلات لغزة جاءت بعد مشاورات أمنية، لافتاً إلى أنه سيتم إلغاؤها في حال خالفت «حماس» شروط التهدئة. وأكد خلال المقابلة، أنه «لا يثق بـ(حماس)»، لكنه في الوقت نفسه لا يريد «جولة عسكرية يضطر بها سكان جنوب إسرائيل إلى النزول إلى الملاجئ؛ لأن هذا حل غير مجدٍ، ويجب العمل بصورة صحيحة بالوقت والمكان المناسب، لكن في حال استنفذنا جميع الحلول، سيكون لهم ربيع مؤلم».
وفي وقت سابق، يوم الثلاثاء، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن الجيش يخطط لـ«مفاجأة كبيرة» لـ«حماس» إذا فشلت الحركة في كبح العنف الموجه إلى جنوب إسرائيل.
وأوضح نتنياهو «على (حماس) وغيرها من المنظمات الإرهابية، مثل (الجهاد الإسلامي) التي اغتلنا قائدها (بهاء أبو العطا) قبل بضعة أسابيع، أن تفهم أنه إما أن يكون هناك هدوء تام وأن يكبحوا الفصائل المارقة – أطلقوا النار عليهم في الركبتين، هذه هي الطريقة – أو لن يكون أمامنا خيار سوى إطلاق برامجنا العملياتية. لا يمكنني مشاركة ما هي، لكن يمكنني القول إنها ستكون مفاجأة كبيرة».