ترمب وبومبيو ينتقدان لقاء سيناتور ديمقراطي بظريف

السيناتور الديمقراطي كريس مورفي
السيناتور الديمقراطي كريس مورفي
TT

ترمب وبومبيو ينتقدان لقاء سيناتور ديمقراطي بظريف

السيناتور الديمقراطي كريس مورفي
السيناتور الديمقراطي كريس مورفي

انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاجتماع الذي عقده السيناتور الديمقراطي، كريس ميرفي، مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قائلاً إن الأمر قد يشكل خرقاً ومخالفة لـ«قانون لوغان».
وقال في حوار قصير مع الصحافيين، خلال توجهه إلى قاعدة أندروز الجوية: «لقد رأيت أن السيناتور ميرفي التقى مع الإيرانيين. هل هذا صحيح؟ رأيت ذلك للتو حلال مجيئي إلى هنا، يبدو الأمر بالنسبة لي خرقاً لقانون لوغان».
وفي تغريدة لاحقة له، قال ترمب: «كيري وميرفي انتهكا بشكل غير شرعي (قانون لوغان)، وهو السبب في أن إيران لا تريد عقد صفقة. ينبغي التعامل مع هذا الأمر بقوة».
جاء ذلك بعد ساعات من اعتراف السيناتور ميرفي بلقاء ظريف على هامش أعمال «مؤتمر ميونيخ للأمن»، الأسبوع الماضي، الأمر الذي اعتبره مراقبون إشارة قوية إلى احتمال الطلب بمعاقبة ميرفي، وعزله من منصبه، وفرصة كبيرة لترمب ليصعّد من هجماته على الديمقراطيين، ومطالبته بإقفال كل الملفات التي فُتِحت ضده منذ تسلمه الرئاسة الأميركية، على رأسها ملف التدخل الروسي المفترض.
وفيما نفت وزارة الخارجية الأميركية في وقت سابق أن تكون على علم باللقاء الذي حصل بين ميرفي وظريف، انتقد وزير الخارجية مايك بومبيو بدوره اللقاء، قائلاً إنه يأمل أن يعكس أي شخص يجتمع مع ظريف الموقف الأميركي مع إيران.
وأضاف أن واشنطن مستعدة لإجراء حوار مع إيران في أي وقت، لكن على طهران أن تغير تصرفاتها بشكل جوهري، وأن حملة الضغوط القصوى عليها ستستمر.
وأكد بومبيو في تصريحات أن واشنطن ليست مستعجلة، وحملة الضغوط القصوى مستمرة، وهي ليست ضغوطاً اقتصادية فقط، وإنما فرض عزلة عليها من خلال الدبلوماسية أيضاً».
من جهته، قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف إنه يعتقد أن اجتماعه الأخير مع ميرفي «أزعج إدارة ترمب، لأنها كانت فرصة للتحدث مباشرة مع الأمة الأميركية».
وقال ظريف: «ترمب وبومبيو يخشيان أن يسمع سيناتور حقائق من وزير الخارجية الإيراني»، على حد قوله. وأضاف: «إنها ليست المحادثة الأولى وجهاً لوجه مع أحد المشرعين الأميركيين في العشرين عاماً الماضية».
وكان ميرفي قد دافع عن لقائه بظريف، قائلاً إنه «من الخطر عدم التحدث إلى الخصوم، خصوصاً في ظل التصعيد القائم مع إيران». ووصف إيران بأنها «خصمنا المسؤول عن قتل الآلاف من الأميركيين».
يُذكر أن ميرفي كان قد دعا، في عام 2017، وزارة العدل للتحقيق مع مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين لانتهاكه «قانون لوغان». وقال عقب تسريبات مجهولة من مكالمة هاتفية قام بها فلين مع سفير روسيا في واشنطن سيرغي كيسلياك: «أي جهد لتقويض السياسة الخارجية لأمتنا، حتى خلال فترة انتقالية، قد يكون غير قانوني، ويجب أن يؤخذ على محمل الجد».
كما دافع مورفي في السابق عن دبلوماسية الظل غير الرسمية الأخرى التي قام بها الديمقراطيون، كوزير الخارجية السابق جون كيري، الذي التقى مع مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى في عام 2018. كما انتقد بشدة الرسالة المفتوحة التي أرسلها بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين إلى القادة الإيرانيين، خلال جهود إدارة الرئيس السابق بارك أوباما، للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.
ومن المعروف أن «قانون لوغان» هو قانون اتحادي صدر عام 1799 يحظر على المواطنين الأميركيين غير المصرح لهم التفاوض مع القوى الأجنبية، التي هي في حالة نزاع مع الولايات المتحدة. والقصد من وراء القانون هو منع المفاوضات غير المصرح بها من تقويض موقف الحكومة. وقد صدر القانون بعد مفاوضات جورج لوغان غير المصرح بها مع فرنسا في عام 1798، وتم توقيعه ليصبح قانوناً من قبل الرئيس جون آدمز في 30 يناير (كانون الثاني) 1799. وتم تعديل القانون في عام 1994. وتغيير عقوبة المخالف من دفع غرامة بقيمة 5000 دولار، إلى «تغريمه بموجب هذا العنوان واعتبارها جناية».
وتم اتهام شخصين فقط بانتهاك القانون؛ واحد في عام 1802 والآخر في عام 1852. لكن لم تتم إدانة أي منهما بانتهاك القانون.



خامنئي: غرفة عمليات أميركية - إسرائيلية أطاحت بالأسد

المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)
المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)
TT

خامنئي: غرفة عمليات أميركية - إسرائيلية أطاحت بالأسد

المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)
المرشد الإيراني علي خامنئي خلال كلمته اليوم (موقعه الرسمي)

قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، اليوم (الأربعاء)، إن الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد كانت نتيجة خطة وضعتها الولايات المتحدة وإسرائيل، نافياً تراجع دور إيران في المنطقة.

وأضاف أن «إحدى الدول المجاورة لسوريا كان لها دور أيضاً». ولم يذكر تلك الدولة بالاسم لكن بدا أنه يشير إلى تركيا التي تدعم معارضين مسلحين مناهضين للأسد. ويُنظر للإطاحة بالأسد على نطاق واسع على أنها ضربة كبيرة للتحالف السياسي والعسكري المسمى «محور المقاومة» بقيادة إيران، الذي يعارض النفوذ الإسرائيلي والأميركي في الشرق الأوسط.

وقال خامنئي في كلمة نشرها موقعه الرسمي إن «ما حصل في سوريا كان مخططاً له بشكل أساسي في غرف عمليات بأميركا وإسرائيل. لدينا دليل على ذلك. كما شاركت حكومة مجاورة لسوريا في الأمر»، وأضاف أن تلك الدولة الجارة كان لها «دور واضح ومتواصل للقيام بذلك» في إشارة ضمنية إلى تركيا.

وكانت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي التي تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في شمال سوريا بعد عدة توغلات عبر الحدود ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية، داعماً رئيسياً لجماعات المعارضة المسلحة التي سعت للإطاحة بالأسد منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب ونشرت «الحرس الثوري» في سوريا لإبقاء حليفها في السلطة. وبعد ساعات من سقوط الأسد، قالت إيران إنها تتوقع استمرار العلاقات مع دمشق بناء على «نهج بعيد النظر وحكيم» للبلدين، ودعت إلى تشكيل حكومة شاملة تمثل جميع فئات المجتمع السوري.

وقال خامنئي في كلمته أيضاً إن التحالف الذي تقوده إيران سيكتسب قوة في أنحاء المنطقة بأكملها، وأضاف: «كلما زاد الضغط... تصبح المقاومة أقوى. كلما زادت الجرائم التي يرتكبونها، تأتي بمزيد من التصميم. كلما قاتلت ضدها زاد توسعها»، وأردف قائلاً: «إيران قوية ومقتدرة، وستصبح أقوى».

كما نقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن خامنئي قوله إن المخابرات الإيرانية حذرت الحكومة السورية بوجود تهديدات لاستقرارها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مضيفاً أن دمشق «تجاهلت العدو».

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، للتلفزيون الرسمي إن «الاستخبارات الإيرانية والسورية كانتا على دراية كاملة بتحركات إدلب، وتم إبلاغ الحكومة السورية بذلك»، لافتاً إلى أن طهران «كانت تتوقع حدوث هذا السيناريو» بناءً على المعلومات التي وصلت إليها.

وأشار عراقجي إلى أن الأسد أبدى «انزعاجه واستغرابه» من الجيش السوري.

ونفى مكتب علي لاريجاني، ما قاله محلل مقرب من السلطات للتلفزيون الرسمي بشأن عرض إيراني للأسد في اللحظات الأخيرة، يقضي بحض جيشه على الوقوف بوجه المعارضة السورية لمدة 48 ساعة، حتى تصل قوات إيرانية إلى سوريا.

وقال المحلل، مصطفى خوش جشم، في تصريح لـ«القناة الرسمية الثانية»، إن لاريجاني التقى بشار الأسد، الجمعة، وسأله عن أسباب عدم التقديم بطلب لإرسال قوات إيرانية إلى سوريا. وفي المقابلة التي أعادت بثها وكالة «مهر» الحكومية، صرح خوش جشم بأن الأسد قال للاريجاني: «أرسلوا قوات لكنني لا يمكنني إعادة معنويات هذا الجيش»، وأوضح المحلل أن «تصريح الأسد كان اعترافاً منه وكرره عدة مرات»، وتابع: «ماذا يعني ذلك، عندما قال بصراحة: تقرر أن يتدخل الجيش ويعمل لمدة يومين حتى تصل القوات الإيرانية ومستشاروها، وهو ما حدث جزئياً»، ولفت إلى أن «جماعات (محور المقاومة) هي التي تسببت في إيقاف زحف المسلحين في حمص لبعض الساعات»، وأضاف في السياق نفسه: «لكن عندما كانت أفضل قواتنا تعمل هناك، الجيش توقف عن العمل، وانضمت له وحدات الدفاع الشعبي السورية، ونحن بقينا وحدنا، حتى لم يقفوا يوماً واحداً لكي نبقى».