6 علامات توحي بوجود انتعاش ملحوظ في قطاع العقارات الإماراتي

الإصلاحات الحكومية والتجارة الإلكترونية من ضمنها

سوق الإمارات العقارية شهدت في الفترة الماضية ازدياداً في المعروض مقابل الطلب، ما تسبب بضغط على السوق
سوق الإمارات العقارية شهدت في الفترة الماضية ازدياداً في المعروض مقابل الطلب، ما تسبب بضغط على السوق
TT

6 علامات توحي بوجود انتعاش ملحوظ في قطاع العقارات الإماراتي

سوق الإمارات العقارية شهدت في الفترة الماضية ازدياداً في المعروض مقابل الطلب، ما تسبب بضغط على السوق
سوق الإمارات العقارية شهدت في الفترة الماضية ازدياداً في المعروض مقابل الطلب، ما تسبب بضغط على السوق

أشار تقرير عقاري صدر مؤخراً إلى ظهور علامات انتعاش ملحوظة في القطاع العقاري في دولة الإمارات، وذلك بفضل المبادرات الإيجابية المستمرة التي تطلقها الحكومة، والتي جاءت بعد عدة سنوات من الظروف المعاكسة التي سادت السوق الكليّة، وقبيل الانطلاق المرتقب لفعاليات حدث «إكسبو 2020».
وذكر التقرير، الذي صدر من شركة «سَفِلز - الشرق الأوسط» للاستشارات العقارية، أن 6 عوامل ساهمت في الانتعاش الملحوظ في سوق العقارات الإماراتي، في الوقت الذي شهدت فيه الفترة الماضية ازدياداً في المعروض مقابل الطلب، ما تسبب بضغط على السوق.
الحوافز الناتجة عن الإصلاحات الحكومية
قال ستيفن مورجان، الرئيس التنفيذي لشركة «سَفِلز - الشرق الأوسط»: «أظهرت الحكومة الإماراتية التزامها الواضح تجاه بناء اقتصاد تنافسي ومستدام، ما سيقود إلى إطلاق وتطبيق إصلاحات إضافية على السياسات. ونتيجة لتطبيق مزيد من التدابير الواضحة والملموسة خلال الأشهر القليلة المقبلة، فمن المرجح أن نشهد تحسناً في توجهات السوق بشكل عام». وأضاف: «ساهمت مبادرات، تشمل انفتاح السوق أمام المستثمرين الأجانب في أبوظبي، وإطلاق مشروعات سكنية بنظام التملك الحر في الشارقة، إلى جانب توفير تأشيرات إقامة طويلة الأمد في دولة الإمارات، بإنجاز مزيد من الصفقات المهمة في كلتا الإمارتين خلال الاثني عشر شهراً الماضية. كما أدى تشكيل اللجنة العليا للتخطيط العقاري في دبي إلى تسجيل ارتفاع ملحوظ في مستويات التعاملات خلال الربع الأخير من عام 2019. فضلاً عن تعزيز ثقة المستثمرين والمستخدمين النهائيين».
وتابع: «مع إعلان عام 2020 (عام الاستعداد للخمسين) ستشهد الدولة انطلاق أكبر استراتيجية عمل وطنية من نوعها للاستعداد لرحلة تنموية رائدة خلال السنوات الخمسين المقبلة في القطاعات الحيوية كافة، والتحضير للاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات في عام 2021».
التحول المستمر نحو اقتصاد قائم على المعرفة
أبرم مكتب أبوظبي للاستثمار اتفاقية شراكة استراتيجية مع شركة «سينس تايم»، في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي تتخذ من الصين مقراً لها، لإنشاء مركز أبحاث وتطوير لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وآسيا في أبوظبي؛ كما تم افتتاح مركز السوربون للذكاء الاصطناعي في جامعة السوربون - أبوظبي.
من جهة ثانية، شهد عام 2019 انتشاراً ملحوظاً للتقنيات الرقمية، مثل المصادقة الإلكترونية على عقود الإيجار، وقيام دائرة التسجيل العقاري في الشارقة بإطلاق مشروع بوابة المطورين العقاريين. وتعكس هذه الخطوات، إلى جانب مبادرات دبي الذكية، تبني توجه واضح نحو بناء اقتصاد معرفي ناضج ورائد في المنطقة.
القطاعات الجديدة
تشكل الزراعة الرأسية، و«المطابخ السحابية»، والتكنولوجيا المالية، والشركات الناشئة، ومشغلو مساحات العمل والسكن المشترك، بعضاً من المصطلحات الرائجة التي ستؤثر على القطاع العقاري في الدولة. وبالفعل، شهد عام 2019 قيام عدد من مشغلي المزارع الرأسية ومزودي خدمات المطابخ السحابية بإشغال مستودعات متوسطة إلى كبيرة الحجم في كل من مدينة دبي الصناعية ومنطقة القوز الصناعية على التوالي.
وقال التقرير: «يقوم عدد من مشغلي مساحات العمل المشترك العالميين بتقييم الخيارات والاستراتيجيات المتاحة لتوسيع نطاق حضورهم في الدولة. وعلى سبيل المثال، قامت شركة (وي ورك)، وهي إحدى أكبر مشغلي مساحات العمل المشترك على مستوى العالم، بافتتاح أولى مساحات العمل المشترك لها في سوق أبوظبي العالمي، وفي الوقت الذي تبذل فيه العاصمة الإماراتية جهوداً حثيثة لدعم بيئة أعمال الشركات الناشئة في المنطقة. ويتم حالياً اختبار مشروعات السكن المشترك في دبي من قبل عدد من كبار المطورين، مثل شركة (إعمار) العقارية، ومن المتوقع أن تكتسب هذه التوجهات زخماً أكبر خلال عام 2020 وما بعده».
دوافع جديدة للطلب على الوحدات
لفت التقرير إلى أن الاستفسارات الواردة إلى شركة «سَفِلز» تؤكد ارتفاع حصة مستأجري العقارات لأول مرة في الإمارات خلال العام الماضي؛ إذ إن نحو 30 إلى 35 في المائة من إجمالي الاستفسارات الواردة بخصوص الوحدات الشاغرة في دبي، ونحو 15 في المائة في أبوظبي، جاءت من أفراد انتقلوا مؤخراً إلى المدينتين أو يخططون للانتقال إليهما في المستقبل القريب. وقد تبوأت الإمارات المركز الأول عربياً والحادي والعشرين عالمياً في مؤشر مرونة سوق العمل العالمي لعام 2020، في ضوء احتضانها لواحدة من أكثر أسواق العمل استقراراً، ما يمثل إنجازاً واعداً من شأنه تعزيز النمو طويل الأجل لسوق العقارات في الدولة.
من ناحية أخرى، أوضحت «سَفِلز» أنه تم تحديد رسوم التسوية المبكرة للقروض العقارية عند 1 في المائة كحد أقصى من الرصيد المستحق، أو ما قيمته 10 آلاف درهم (2722 دولار)، أيهما أقل. علماً بأنه كان يتوجب على المقترضين في السابق دفع رسوم تسوية مُبكرة بنسبة 3 في المائة. وتحمل هذه الخطوة نتائج إيجابية للمشترين والبائعين؛ حيث يمكن للبائعين تحويل الرهن العقاري أو البيع من دون دفع رسوم خروج عالية؛ فيما ستضمن هذه الخطوة ثقة أكبر للمشترين، وتمنحهم حرية البيع أو استكشاف صفقات أفضل مستقبلاً دون فرض عقوبات عالية.
تحفيز الاستدامة
قالت «سَفِلز» إن الشركات الإماراتية تتجه بصورة متزايدة إلى تحقيق مزيد من الاستدامة في عملياتها وتقليص تأثيراتها البيئية. ويحظى هذا التوجه بتقييم نقدي بالغ الأهمية ضمن عمليات الإنشاء والمشروعات العقارية، ولا سيما في ضوء انطلاقة حدث «إكسبو 2020 دبي»، الذي تشكل الاستدامة فيه أحد محاور التركيز الأساسية. ومع قيادة الحكومة الإماراتية لجهود التغيير هذه، فمن المتوقع أن تشكل مفاهيم الاستدامة الدعامة الأساسية لمستقبل دولة الإمارات. ويُجسد اعتماد نظام التقييم بدرجات اللؤلؤ في أبوظبي، وإطلاق صندوق الاستثمار في العقارات المستدامة، أول صندوق استثمار عقاري أخضر في دولة الإمارات، بعضاً من الخطوات الكثيرة التي اتخذتها دولة الإمارات بهذا الاتجاه.
نمو متوقع لقطاع التجارة الإلكترونية
أكد التقرير أن قطاع التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت في الإمارات لا يزال في مراحله الأولية المبكرة، مع حصة لا تتعدى 5 في المائة من مبيعات التجزئة، بالمقارنة مع 12 إلى 15 في المائة في دول أخرى، مثل الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة، وعلى الرغم من ذلك، يتجه قطاع التجارة الإلكترونية إلى تسجيل نمو ملحوظ، بفضل الانتشار الكبير لاستخدام الإنترنت في دولة الإمارات، والذي يصل إلى 91 في المائة، ما يُعد الأكبر من نوعه في المنطقة، إلى جانب النسبة المرتفعة من شريحة الشباب المتعلم في الدولة.
وأكد التقرير أن تلك العوامل ساهمت في دعم النمو طويل الأمد للمستودعات الحديثة الخاصة بالمؤسسات. ومن المرجح أن تستفيد المستودعات في دبي من هذا التوجه؛ حيث يتلقى هذا القطاع الدعم من البنية التحتية القائمة في المدينة، وحصة كبيرة من مساحات التخزين التي سيتم طرحها خلال وقت لاحق. من ناحية ثانية، تشير التوقعات إلى أن عام 2020 سيكون عام التحول الرقمي في الشارقة. ومن المتوقع أن يتم استخدام التقنيات الرقمية بوتيرة متسارعة خلال عام 2020.



«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
TT

«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)

تبرز المنازل الذكية خياراً جديداً في أسلوب الحياة مع التسارع الذي تشهده التقنيات المنزلية؛ مما يعتقد أنها تجعل الحياة أسهل من خلال التحكم في مرافق المنازل عبر الهاتف المحمول، الأمر الذي يضم هذا الاستخدام ضمن استخدامات كثيرة عبر تلك الأجهزة المحمولة.
ويمكن الآن التحكم بكل شيء في المنزل وفق طرق سهلة، سواء كان ذلك تشغيل الإضاءة أو فتح الستائر، أو تشغيل الواي فاي، أو تعديل درجة الحرارة، وفتح وإغلاق قفل الباب الأمامي، وحتى إشعال وإطفاء الموقد، حيث يقضي معظم الأفراد أغلب أوقاته في المنزل أكثر من أي مكان آخر، ومع ذلك التفكير بالتكنولوجيا عندما التواجد في المنزل يكون أقل مقارنة بالخارج فيما عدا تقنية الواي فاي.
غدت الصورة عن المنزل التي تتمثل بأنه مكان خالٍ من التكنولوجيا على وشك التغيير، فحان وقت النظر إلى الأجهزة الكثيرة المتناثرة في أنحاء المنزل، سواء كان التلفزيون في غرفة المعيشة، أو الثلاجة في المطبخ، أو المكيّف في غرف النوم، أو حتى جهاز تسخين المياه في الحمامات. وأصبح الأفراد محاطين بالإلكترونيات التي يتم وصفها بالأجهزة الذكية بشكل متزايد كل يوم، فهي تملك أجهزة استشعار تمكّنها من تسجيل البيانات ومشاركتها عبر الإنترنت. ويوجد اليوم نحو 31 مليار جهاز متصل بالإنترنت، ومن المفترض أن يرتفع هذا العدد إلى 75.4 مليار بحلول عام 2025، وفقاً لتقديرات وكالة الأبحاث «ستسيتا».
ولا شك بأن السؤال الذي يسيطر في الوقت الحالي هو، متى ستصبح المنازل أكثر ذكاءً عبر وصل جميع هذه الأجهزة بمركز واحد، ليتم التمكن من القياس والتحكم بكل شيء داخل المنازل. وتتجاوز رؤية المنزل الذكي مفهوم الراحة، حيث ستكون التقنيات الجديدة ذات تأثير عميق وإيجابي على الصحة من خلال مراقبة النظام الغذائي وظروف البيئة المحيطة في الأشخاص ورفاهيتهم بشكل عام. وسيتمكن الأطباء بفضل التكنولوجيا من معرفة حالة الأشخاص بالوقت الفعلي كما سيكون تاريخهم الطبي في متناول اليد قبل حتى إخبار الأطباء به. وعلاوة على ذلك، ستمكن المنازل الذكية العاملين في الرعاية الصحية من علاج الأمراض بشكل استباقي.
وسيمتد تأثير التكنولوجيا أيضاً إلى طريقة التعليم والتعلُّم عند وصل أجهزة التعلم الخاصة بالأطفال بأجهزة معلميهم، لتعزيز التفاعل والتعليم المخصص، وسيزداد التركيز على التدريس عبر الوسائط المتعددة، حيث سنتمكن من تحقيق فكرة غرف الدراسة الافتراضية على أرض الواقع، وسيتمكن البالغون أيضاً من إكمال دراستهم من النقطة التي توقفوا عندها، وذلك عبر الدورات التي تم تطويرها للتعلّم المنزلي والتي يمكن بثها على شاشات الأجهزة.
وتعد البيئة المحرك الأهم لتقنيات المنزل الذكي، وخاصة بما يتعلق بتأثير الأشخاص عليها، حيث تستطيع الأتمتة المنزلية الذكية أن تخفّض استهلاك الطاقة والمياه في المباني إلى حد كبير. وصحيح بأن المستهلك سيستخدم المزيد من الأجهزة التي تعمل بالطاقة الكهربائية، إلا أن حلول المنزل الذكي المدعمة بالذكاء الصناعي تستطيع أن تتعرف على سلوك من يعيشون في المنزل وتشغيل الأجهزة أو إيقافها استناداً إلى الروتين اليومي للمستخدم. وسنتمكن مع هذه الحلول الذكية عبر نظرة واحدة على الهواتف المحمولة من معرفة مقدار الطاقة والمياه المستهلكة وتكلفتها. وبالنظر إلى ارتفاع تكلفتهما بشكل مستمر، سيضطر أصحاب المنازل والمرافق والحكومات إلى البحث عن طرق أفضل وأكثر فاعلية للحد من التلوث البيئي، وجعل الحياة أكثر استدامة.
وقد تبدو هذه الأفكار التقنية بعيدة التحقيق، إلا أنها حالياً في مراحل التصميم في مشاريع مثل «نيوم»، المبادرة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، والتي تعد حجر الأساس في «رؤية السعودية 2030»، كما أنها وصفت كأضخم مشروع حضري في العالم اليوم. وستعيد هذه المبادرة تعريف طريقة العيش وستركز في جزء كبير منها على المنازل.
وقال نجيب النعيم، رئيس مجلس إدارة العمليات في «شنايدر إلكتريك» السعودية: «سيكون لمبادرة (نيوم) تأثير غير مباشر على المنطقة بشكل عام، وينبغي أن تصبح المنازل الذكية القاعدة السائدة في الشرق الأوسط بحلول عام 2030. ويبدو لنا أن المنازل الذكية ستستمر في النمو مستقبلاً؛ مما يعني أن طريقة عيشنا اليومية ستتغير بشكل كبير». وبدأت الشركة الاستثمار في أتمتة المنزل الذكي منذ عقود من الزمن، ويعتقد النعيم بأن طريقة عيشنا «ستكون مختلفة بشكل جذري في المستقبل».

التطورات في تقنيات المنزل الذكي
تتطور التكنولوجيا اليوم بوتيرة متسارعة وتقنيات المنزل الذكي ليست استثناءً، والتساؤل يتمحور في معنى هذا التطور من حيث الأداء العملي، وكيف يمكن أن تؤثر البيوت الذكية على الحياة.
الذكاء الصناعي: سيكون الذكاء الصناعي في صميم التقنيات في المنازل المستقبلية، وستتمكن المنازل الذكية من تتبع موقع الأشخاص داخل المنزل، إما عن طريق جهاز استشعار إلكتروني يتم تركيبه على الملابس أو أجهزة استشعار إلكترونية داخل المنزل. وسيمتلك المنزل القدرة على تحديد هوية الأشخاص وأماكنهم، وسيستخدم هذه المعلومات لتلبية الاحتياجات وتوقعها أيضاً. وسيكون المنزل قادراً على ضبط كل شيء بدءاً من التدفئة والتبريد إلى الموسيقى والإضاءة، وكل ذلك حسب احتياجات الشخص الذي سيدخل من باب المنزل.
الإضاءة الذكية: ستُحدث الإضاءة الذكية ثورة في طريقة إضاءة المنازل، فهي تعمل على ضبط نفسها تلقائياً من خلال الكشف عن وجود الأشخاص في الغرفة، وحال خروجهم من هناك، تصبح الأنوار خافتة أو يتم إطفاؤها تماماً. كما يمكن أن تطبق الإضاءة الذكية على نشاطات الأشخاص؛ فعلى سبيل المثال، يمكن لأجهزة استشعار الضغط إطفاء الأنوار عند الاستلقاء في السرير بعد وقت معين، وستكتشف المستشعرات استيقاظ الأفراد لاستخدام الحمام وتقوم بتشغيل الإنارة. وتضبط الإضاءة درجة سطوعها تلقائياً وفقاً لفترات اليوم، وسيتذكر المنزل الذكي الروتين الخاص بالمستخدم ليتمكن من تخصيص كل جهاز في منزلك حسب الرغبة.
الأقفال الذكية: يمكن أيضاً برمجة الأقفال الذكية وفقاً لاحتياجات الأفراد، فيمكن السماح للزوار بالدخول أو منعهم بناءً على سمات تعريفية محددة. كما يمكنك السماح بالدخول لشخص ما، مثل حامل البريد عن بُعد. ويمكن إرسال رموز فتح الأقفال الافتراضية عبر تطبيق إلكتروني وفتح الباب عبر استخدام الهاتف المحمول.
مراقبة المنزل: تستطيع الأنظمة الأمنية الذكية مراقبة المنزل بشكل مستقل، والإبلاغ عن أي حوادث غير مسبوقة لمالك المنزل، وإبلاغ خدمات الطوارئ إذا لزم الأمر. وتستطيع المنازل الذكية أيضاً مراقبة كبار السن الذين يعيشون بمفردهم، فتقدم لهم يد المساعدة كتذكيرهم بتناول أدويتهم وضمان إتمامهم للمهام اليومية بنجاح وأمان. وفي حالات الطوارئ كالسقوط أو الحوادث، سيتمكن نظام المنزل الذكي من إخطار خدمات الطوارئ والسماح لهم بالدخول تلقائياً.
نظام التكييف: يعد التكييف من الضروريات الأساسية في دول الخليج، وعلى الرغم من ذلك لن يتغير قريباً، فإن الحلول المنزلية الذكية يمكن أن تقلل استهلاك الطاقة التي نستخدمها لتشغيل أنظمة التبريد لدينا في الصيف وأنظمة التدفئة في الشتاء بشكل كبير. فمن خلال التعلم الذاتي لسلوك واحتياجات الأسرة بالنسبة لتدفئة وتبريد المنزل مع مرور الوقت وإقران تلك المعلومات مع درجة الحرارة داخل المنزل وخارجه، يستطيع منظم الحرارة الذكي تقليص قيمة فواتير استهلاك الطاقة بنسبة 15 في المائة أو أكثر؛ مما سيختصر على الوالدين تأنيب الأطفال للتوقف عن العبث بمفتاح الطاقة.
طريقة دمج الأجهزة الذكية بنظام المنزل الذكي: يملك كل واحد منا الكثير من الأجهزة الذكية في المنزل والتي يمكن وصلها بشبكة الإنترنت. وما يحتاج إليه معظم الأشخاص هو وسيلة بسيطة بأسعار معقولة لإيصال جميع هذه الأجهزة بنظام واحد. ويؤمن نجيب النعيم من شركة «شنايدر إلكتريك» بأن تطبيق ويزر الذي أطلقته الشركة ومفهوم المنزل المتصل المتطور (سكوير دي) ربما يكون الحل المثالي لمن يبحثون عن تقنية المنزل الذكي الرائدة اليوم.
وقال النعيم «سيتطلب تحقيق ذلك شركة ذات خبرة بالطاقة والكهرباء والخدمات الرقمية والأجهزة والبرامج لتنشئ جهاز تحكم المنزل الذكي الذي نحتاج إليه جميعاً. ويعمل تطبيق (ويزر) من جهاز واحد نحمله بيدنا دائماً هو الهاتف المتحرك. ومن خلال وصل كل جهاز لدينا في المنزل بالإنترنت والتحكم به عبر (ويزر) سنتمكن من مراقبة كافة أجهزتنا والتحكم بها بطريقة آمنة ومن جهاز واحد».
وتهدف «شنايدر» على المدى الطويل إلى إضافة مستشعرات في جميع المعدات الكهربائية في المنزل لتتيح قياس استهلاك الطاقة والتحكم بالأجهزة، إما مباشرة أو من خلال الذكاء الصناعي، ومساعدة أصحاب المنازل والمباني على إنشاء «شبكات كهربائية صغيرة» من خلال دمج البطاريات وأجهزة الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية. وبهذا قد تصبح الأسلاك الكهربائية والمقابس والقواطع الخاصة بك العمود الفقري الذكي لمنزلك المستقبلي.
«شنايدر» هي من المشاركين في مبادرة «موطن الابتكار» التابعة لشركة «سابك»، وهي مشروع يهدف إلى إنشاء منزل تجريبي متكامل بأثاثه لتوفير تجربة عيش حديثة ومريحة ومستدامة، وإلى رفد السعودية بالمشاريع المستدامة. ويعرض مشروع «موطن الابتكار» ما يمكن تحقيقه عندما تتعاون الشركات العالمية مع رواد الأبحاث مثل «سابك» لابتكار أفكار جديدة من شأنها أن تثير اهتمام السعوديين وتُطلعهم على ما ستبدو عليه منازلهم في المستقبل.
وقال النعيم: «لم تتغير منازلنا كثيراً على الرغم من كمية التقنيات المحيطة بنا. وأصبح ذلك على وشك التغيير، فسنستذكر مستقبلاً الماضي بعد عقد من الزمن، ونتساءل لماذا لم نختر مفهوم المنزل الذكي في وقت أبكر. وسيحدث ذلك ثورة في طريقة راحتنا وعملنا ولعبنا. وأعتقد أن السعودية ستقود مسيرة التطور التقني في المنازل الذكية بفضل مشاريعها الرائدة مثل (نيوم)».