مانشستر سيتي يشبه الآن الفراشة المهددة بفقدان جناحيها

حرمان الفريق من المشاركة الأوروبية يجعله مهدداً برحيل مدربه غوارديولا وأفضل لاعبيه

الإيقاف الأوروبي ضربة موجعة لسيتي ومدربه غوارديولا الذي بات قريباً من الرحيل (رويترز)
الإيقاف الأوروبي ضربة موجعة لسيتي ومدربه غوارديولا الذي بات قريباً من الرحيل (رويترز)
TT

مانشستر سيتي يشبه الآن الفراشة المهددة بفقدان جناحيها

الإيقاف الأوروبي ضربة موجعة لسيتي ومدربه غوارديولا الذي بات قريباً من الرحيل (رويترز)
الإيقاف الأوروبي ضربة موجعة لسيتي ومدربه غوارديولا الذي بات قريباً من الرحيل (رويترز)

في حال تم رفض استئناف مانشستر سيتي ضد قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بحرمانه من المشاركة في البطولات الأوروبية خلال الموسمين المقبلين بسبب انتهاكه قواعد اللعب المالي النظيف، سيكون حامل لقب بطل الدوري الإنجليزي على موعد مع مستقبل مجهول محفوف بالمخاطر.
في الحقيقة، من المستحيل التنبؤ بتداعيات هذا القرار على حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، ويرى مشجعو مانشستر سيتي أنه يمثل أحد التحديات الصعبة للنادي خلال الفترة المقبلة، وربما يكون العزاء الوحيد هو أن النادي ليس له تاريخ طويل في هذه المسابقة ولم يسبق له الفوز ببطولات أوروبية من قبل!
وربما يقتصر التاريخ الأوروبي لمانشستر سيتي على عدد قليل من المباريات الحاسمة، وغضب عارم من قرارات تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار)، والنظر للأمور من خلال نظرية المؤامرة، وهزيمة في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، في مباراة شهدت ارتكاب أخطاء تكتيكية واضحة من جانب المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا، الذي كان يجلس وهو حزين بجوار لاعبيه على مقاعد البدلاء.
وعلى أقل تقدير، فإن مباراة الذهاب أمام ريال مدريد الشهر المقبل يجب أن تخلق بعض الأجواء الرائعة، حيث من المرجح أن يبدأ جمهور النادي الإنجليزي في ترديد صافرات الاستهجان أثناء عزف نشيد الاتحاد الأوروبي قبل بداية هذه اللقاء.
ربما يبدو قرار الاتحاد الأوروبي وكأنه «نقطة تحول» كبيرة للغاية لكرة القدم الأوروبية على مستوى الأندية، ولنموذج معين من الملكية، وقبل كل شيء، لمجلس الإدارة وللاعبين في نادي مانشستر سيتي؛ لأنه بعدما كان يُنظر إلى الفريق على أنه منافس كبير على البطولات والألقاب، بات في الوقت الحالي يبدو مثل الفراشة المهددة بفقدان أجنحتها!
من المؤكد أن مجلس إدارة مانشستر سيتي سوف يستأنف ضد قرار حرمان النادي من المشاركة في البطولات الأوروبية وضد الغرامة التي فرضت عليه، وسوف يعترض سيتي بـ«القوة» نفسها التي اعترض بها في البداية عندما وجهت إليه التهم بارتكاب مخالفات مالية! لكنه درس لملاك الأندية الغنية لإدراك ما يتعين عليهم القيام به!
لكن باستثناء بعض الإجراءات القضائية السريعة، يبدو من الصعب للغاية أن نرى كيف سيتصرف مانشستر سيتي من أجل الحفاظ على غوارديولا وإقناعه بعدم الرحيل. وهناك شعور بأن المدير الفني الإسباني قد يكون بالفعل في طريقه للرحيل، ومن المؤكد أن هذه المشكلة ستحتاج إلى بعض الوقت من أجل إيجاد حلول لها. لكن المشكلة الأكثر إلحاحاً تتمثل في كيفية استمرار مانشستر سيتي في دفع الرواتب العالية للاعبيه الكبار في ظل عدم المشاركة في البطولات الأوروبية الكبرى.
لقد وقعت إدارة مانشستر سيتي في خطأ عدم خروج المسؤولين بالنادي على الملأ لتوضيح أي شيء أو الاعتذار عن أي شيء، وحتى عندما فشل الفريق نسبياً على المستوى المحلي هذا الموسم بسبب المشاكل الدفاعية الواضحة، رفض غوارديولا فكرة التعاقد مع لاعبين جدد لتدعيم خط الدفاع واعتمد على لاعبين من خط الوسط للقيام بالمهام الدفاعية، وهو الأمر الذي أدى إلى إضعاف خط وسطه في نهاية المطاف.
وعلى الرغم من كل المواهب الجيدة التي يضمها النادي وعدم الإنفاق بسخاء على التعاقد مع لاعبين من أصحاب الأسماء الكبيرة، بلغ صافي ما أنفقه مانشستر سيتي على تعاقدات اللاعبين 340 مليون جنيه إسترليني منذ مجيء غوارديولا للنادي، بالإضافة إلى مئات الملايين الأخرى قبل مجيئه، وفشل النادي في الاعتماد على أي لاعب في التشكيلة الأساسية من اللاعبين الصاعدين من أكاديمية الناشئين بالنادي. فهل كان من الممكن أن يستمر الوضع بهذه الطريقة؟
ويأتي مانشستر سيتي في المرتبة الثالثة بين جميع أندية العالم فيما يتعلق بأعلى رواتب للاعبين بنحو 300 مليون جنيه إسترليني، لكن في الوقت نفسه يأتي مانشستر سيتي في المركز الخامس بقائمة أعلى أندية العالم دخلاً. لكن إذا استبعدنا صفقة رعاية ملعب الاتحاد، وهي الصفقة التي يمولها ملاك النادي، فسيتراجع سيتي إلى المرتبة الثامنة. وكانت عدم قدرة النادي على زيادة دخله من الأمور التجارية هي النقطة الشائكة في هذا الأمر.
وكانت النقطة الإيجابية تتمثل في زيادة عائدات البث التلفزيوني، لكن هذه العائدات ستقل بعد استبعاد الفريق من البطولات الأوروبية. في السابق كان مانشستر سيتي يحتل المرتبة الثالثة في قائمة أعلى الأجور، ويحتل المرتبة الخامسة في قائمة أعلى الدخول، وهو الأمر الذي كان يبدو متوازناً إلى حد ما، لكن بعد استبعاد العائدات التي كان يحصل عليها الفريق من المسابقات الأوروبية سيختل هذا التوازن تماماً، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن الاستبعاد من البطولات الأوروبية يعني خسارة النادي لما يتراوح بين 100 مليون جنيه إسترليني و150 مليون جنيه إسترليني سنوياً.
وسيترتب على هذا مشاكل خطيرة للغاية، سوف تجعل من الصعب على الفريق الحالي الاستمرار بهذا الشكل. في الآونة الأخيرة، قدم مانشستر سيتي عقوداً جديدة لعدد من لاعبيه الأساسيين بهدف الحفاظ عليهم، حتى لا يرحلوا وتزداد المشكلة تعقيداً.
ولعل الأسوأ من ذلك هو أن عدداً كبيراً من اللاعبين الأساسيين بالفريق سوف تدخل عقودهم العامين الأخيرين منها خلال فترة الاستبعاد من البطولات الأوروبية. وسوف تنتهي عقود كل من فرناندينيو وليروي ساني وسيرجيو أغويرو في يونيو (حزيران) 2021، وسيكون من حق كل من غابرييل خيسوس، ورياض محرز، ورحيم سترلينغ، وكيفن دي بروين، وإيلكاي غوندوغان، الرحيل مجاناً في عام 2023.
ومن المؤكد أنه سيكون من الصعب للغاية إقناع مجموعة من أفضل لاعبي العالم في منتصف مسيرتهم الكروية أن يغيبوا عن بطولة دوري أبطال أوروبا عامين متتاليين. وهنا يأتي دور وكلاء اللاعبين، الذين سيستغلون الأمر تماماً ويضعون شروطاً في عقود اللاعبين تمنحهم حرية الرحيل، فلا يوجد لاعب بارز يريد أن يتم استبعاده من المشاركة في بطولة دوري أبطال أوروبا وما يصاحبها من مكافآت وإغراءات.
وفي الوقت نفسه، بدأ الفريق الحالي لمانشستر سيتي يصاب بالشيخوخة، فأفضل لاعب في خط وسط الفريق يبلغ من العمر 34 عاماً، وأفضل مهاجم يبلغ من العمر 31 عاماً. ودائماً ما يكون هناك وقت لإعادة البناء، وبينما كان يخطط مسؤولو النادي لإعادة بناء الفريق، بدا الأمر وكأن هذه اللحظة قد تحولت للحظة الانهيار التام.
علاوة على ذلك، لا يوجد هناك عدد كافٍ من الأندية القادرة على دفع الرواتب العالية للاعبي الفريق في حال رحيلهم، وهو ما يزيد الأمر غموضاً فيما يتعلق بمصير هؤلاء اللاعبين الذين توشك عقودهم على الانتهاء. وإذا تم رفض الاستئناف المقدم من مانشستر سيتي وتم تثبيت العقوبة، فمن الصعب أن نتخيل نتائج هذه الكارثة على النادي. وربما يعني هذا القرار نهاية أعظم عقد في التاريخ الحديث لمانشستر سيتي.
لقد انقلبت الأمور بشكل دراماتيكي للغاية. ومن المؤكد أن كثيرين يشعرون بالسعادة لهذا القرار الآن، لكن في الجهة المقابلة يعارض آخرون فكرة قواعد اللعب المالي النظيف من الأساس ويرون أن مجرد وجودها هو تقييد لكرة القدم.
لقد تم تقديم حجج سخيفة إلى حد ما، مفادها أن مانشستر سيتي قد تم استبعاده بشكل غير عادل من النخبة العالمية للرياضة؛ لأنه قادر على مواصلة طريقه نحو القمة ببساطة لأنه يمتلك إيرادات هائلة. لكن الـ«يويفا» بالطبع يعلم أنه إذا ترك هذا الأمر مفتوحاً فلن تكون هناك كرة قدم إلا في بضع أندية فقط تمتلك المال.
من المؤكد أنه سيتم اختبار هذه الحجج، أمام محكمة التحكيم للرياضة، وقد تتم تبرئة مانشستر سيتي. لكن في الوقت الحالي، هناك قواعد موجودة على النادي إعادة فتح ملفاته ودراسة ما الذي حدث وأدى به في النهاية إلى الوقوف موقف المتهم.
هناك من بدأ ينظر إلى النجاح الذي حققه مانشستر سيتي على أنه نجاح «مشوه» لأنه حرم الأندية الأخرى من الوصول إلى المجد، وأنفق مبالغ مالية طائلة أدت إلى تضخم أسعار اللاعبين وإلى شعور لاعبي الأندية الأخرى بعدم الراحة في أنديتهم بسبب عدم حصولهم على مقابل مادي مثل ذلك الذي يحصل عليه لاعبو مانشستر سيتي.
لكن مهما كانت المعايير من المستحيل ألا تشعر الجماهير بالحزن؛ لأنه رغم كل ما يحيط بسيتي، لا يمكن نكران بأي حال من الأحوال أن الفريق الحالي هو الأكثر متعة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز منذ انطلاقه بشكله الجديد.
وإذا تناسينا هذه الانتهاكات لقواعد اللعب المالي النظيف والإنفاق بشكل زائد عن الحدود المسموح بها، فيجب أن نتذكر أن هذا هو الفريق الذي حصل على بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد أن حصل على 100 نقطة، وهو الفريق الذي أحرز 15 هدفاً ولم تهتز شباكه بأي هدف خلال ثلاث مباريات في غضون ثمانية أيام فقط أمام ليفربول، وفيينورد، وواتفورد، وهو الفريق الذي أحرز هدفاً رائعاً في مرمى مانشستر يونايتد بعد تبادل الكرة بين لاعبيه 44 مرة، وهو الفريق الذي مرر الكرة ما يقرب من ألف تمريرة أمام سوانزي سيتي، وهو الفريق الذي يجعلك تجلس أمام شاشات التلفزيون مبهوراً بالأداء الراقي الذي يقدمه.
البيان الذي أصدره النادي رداً على قرار الاتحاد الأوروبي جاء قوياً ويحتوي على بعض الإشارات على الرغبة في رد الاعتبار، وهي إشارة قوية على أن الأمور لم تنته بعد. والآن، دعونا نتذكر أفضل ما قدمه الفريق الحالي لمانشستر سيتي، لأننا من الناحية العملية ربما لن نرى ذلك يحدث مرة أخرى!


مقالات ذات صلة

أرتيتا: نوانيري يمنح آرسنال «كل الأسباب» للاستعانة به

رياضة عالمية إيثان نوانيري (أ.ب)

أرتيتا: نوانيري يمنح آرسنال «كل الأسباب» للاستعانة به

اعترف ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال، بأنه أصبح من الصعب مقاومة إغراء الدفع باللاعب الشاب إيثان نوانيري رغم سباق المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

كايل ووكر منزعج من كبوة مانشستر سيتي

شدّد كايل ووكر، مدافع مانشستر سيتي، على ضرورة التخلص من هذه الهزيمة، والتركيز على الأساسيات بعد الخسارة صفر - 4 أمام توتنهام في الدوري الإنجليزي الممتاز، السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الحزن كان واضحاً على لاعبي السيتي (أ.ب)

كيف أذهل توتنهام مانشستر سيتي؟

في نهاية أسبوعين غريبين بالنسبة لتوتنهام هوتسبير، ستكون الصورة المميزة هي أنجي بوستيكوغلو، وهو يرفع قبضته منتصراً في الهواء على خط التماس في «ملعب الاتحاد».

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (إ.ب.أ)

غوارديولا: كرة القدم مزاج... علينا استعادة الثقة قبل مواجهة فينورد

تعهد الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي بأن يعمل ولاعبوه بجد لإنهاء سلسلة الهزائم المتتالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ف.ب)

أموريم مدرب يونايتد: سأكون صارماً عندما يتطلب الأمر

يُعرف روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد الجديد بقدرته على التواصل مع اللاعبين وهو أمر يقول كثيرون إن سلفه إريك تن هاغ كان يفتقده.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».