بلومبرغ يتأهل لمناظرة نيفادا

تأهل المرشح الديمقراطي مايك بلومبرغ لأول مناظرة تلفزيونية منذ إعلانه ترشحه في السباق الرئاسي. ونجح عمدة نيويورك السابق في الحصول على أرقام متقدمة في استطلاعات الرأي الأمر الذي أهّله للمشاركة في المناظرة التي ستجري في ولاية نيفادا مساء اليوم (الأربعاء). وأصدر مدير حملة بلومبرغ الانتخابية كيفين شيكي، بياناً بعد الإعلان عن تأهل مرشحه قال فيه: «مايك يتطلع قدماً للانضمام إلى المرشحين الديمقراطيين الآخرين على منصة المناظرة وإثبات أنه المرشح الأفضل الذي يستطيع هزيمة دونالد ترمب وتوحيد البلاد». وتابع شيكي: «إن فرصة مناقشة خططه لمواجهة التحديات التي تواجه البلاد هي جزء مهم من حملته الانتخابية».
تصريح لا يتوافق معه بقية المرشحين الديمقراطيين، الذين بدأوا بالتأهب والاستعداد لمواجهة بلومبرغ على منصة المناظرة. فهدفهم هذه المرة واحد: عمدة نيويورك السابق، واستراتيجيتهم موحدة: استفزازه لإظهار طبعه الحاد الذي عُرف به. لكنّ هجمات المرشحين المرتقبة على بلومبرغ لن تكون الخطر الأكبر الذي سيواجهه خلال المناظرة، كما أن ثروته الطائلة التي مكّنته من تمويل حملته الانتخابية بنفسه وساعدته على شراء حملات دعائية بملايين الدولارات لن تحميه من أقرب عدو له: شخصيته الحامية. فقد عُرف بلومبرغ بحساسيته المفرطة لدى مواجهة أسئلة يراها غير مناسبة أو طرح مواضيع يعتقد أنه عالجها وتخطاها. وهو تواجه مع الصحافيين أكثر من مرة في السابق عندما طرحوا عليه أسئلة لم تعجبه. وهذا ما قد سيحصل خلال المناظرة، فلن يتمكن عمدة نيويورك السابق من تجنب مواجهة حتمية بينه وبين المرشحين من جهة ومديري المناظرة الذي سيتطرقون إلى مواضيع حساسة بالنسبة إلى بلومبرغ. وتعلم حملته الانتخابية جيداً أن الأنظار ستتجه بشكل كبير إليه، فهذه هي المرة الأولى التي سيتمكن فيها الأميركيون من مشاهدة بلومبرغ مباشرة على شاشات التلفزة وهو يجيب عن أسئلة مختلفة ويواجه منافسيه، على خلاف الأحداث الانتخابية التي عقدها والحملات الدعائية التي روّجها. ومما لا شك فيه أن المرشحين الآخرين سوف يستغلون هذه المناسبة لتحدي سجل بلومبرغ السياسي. فهم أصبحوا محترفين على مسرح المناظرات التلفزيونية التي حضروها أكثر من مرة، على خلاف بلومبرغ، وهذا ما تقلق منه حملته الانتخابية. فقد قال أحد مسؤولي الحملة: «نحن نتوقع أن يتم التركيز عليه بشكل كبير. سوف تتم مهاجمته. فهذه هي المناظرة الأولى التي يشارك بها منذ عام 2009 على خلاف بقية المرشحين الذي تدربوا على مدى أشهر وأصبح أداؤهم أفضل مع الوقت». هذا لا يعني أن بلومبرغ لم يتدرب لمواجهة منافسيه، على العكس، فهو أمضى أسابيع للاستعداد لمناظرته الأولى. وهو قال في مقابلة في ديترويت: «تعرفونني جيداً، أنا أحب المواجهة، أعتقد أنه سيكون من الممتع أن أشارك وأنافس». وقارن بلومبرغ المناظرة بمؤتمراته الصحافية السابقة والمحتدمة عندما كان عمدة نيويورك قائلاً: «لطالما اعتقدت أن فن المبارزة ممتع». لكن مساعدي بلومبرغ يعلمون جيداً الخطر الذي يواجهه خلال المناظرة، فهي الحدث الأول الذي لن يتمكن بلومبرغ فيه من الالتزام بنص معين لقراءته، وقد بدأ فريقه الخاص بتحضيره لمواجهة خصومه من خلال إجراء مناظرات شكلية بمشاركة أشخاص يمثلون أدوار كل من برني ساندرز وإليزابيث وارن وإيمي كلوبوشار وبيت بوتاجج وجو بايدن.
ولعلّ المنافس الأكبر الذي يخشى منه المقربون من بلومبرغ هو ساندرز، المتقدم حتى الساعة في كل استطلاعات الرأي. وقد أظهر آخر استطلاع لـ(إن بي آر - بي بي إس) أن ساندرز يتمتع بتأييد 31% من الناخبين مقابل 19% لبلومبرغ و15% لبايدن و12% لوارن، فيما حل بوتاجج وكلوبوشار في المراتب الأخيرة بنسبة 8 و9%. وقد احتاج بلومبرغ لدعم 10% فقط للتأهل للمشاركة بمناظرة نيفادا، الأمر الذي حصل عليه.
وعلى الرغم من مشاركته في مناظرة الأربعاء، فإن بلومبرغ لن يخوض سباق الانتخابات التمهيدية في نيفادا وساوث كارولاينا، بل قرر الانتظار إلى يوم الثلاثاء الكبير في الثالث من مارس (آذار)، حين يحصد المرشحون أكبر نسب من المندوبين. وكان التنافس قد احتدم بين المرشحين الديمقراطيين في الأيام الأخيرة، فهاجم كل من بايدن وساندرز وكلوبوشار، الملياردير النيويوركي الذي صرف أكثر من 400 مليون دولار حتى الساعة في حملته الانتخابية التي يموّلها شخصياً. فقالت كلوبوشار: «أنا أريده أن يشارك في المناظرة، فأنا أعلم أنني لن أتمكن من الفوز عليه في حملاته الدعائية لكني أستطيع فعل هذا خلال المناظرة». أما بايدن فقد هاجم سجل بلومبرغ السياسي، وهذا يعكس استراتيجيته المرتقبة في المناظرة، فقال: «60 مليار دولار تستطيع شراء الكثير من الإعلانات، لكنها لن تستطيع أن تمحو السجلات». ويتوقع أن يكون الصراع الأكبر بين بلومبرغ وساندرز الذي قال إنه يعارض مشاركة منافسه في المناظرة، وقال: «هذا تعريف الملياردير. عندما تُغيَّر قواعد اللعبة من أجله على خلاف ما جرى لصديقيَّ كوري بوكر وخوان كاسترو. لقد عملوا جاهدين لكن لم تغيَّر قواعد المناظرات من أجلهم». يتحدث ساندرز هنا عن تغيير اللجنة الديمقراطية لقواعد المناظرات كي يتمكن بلومبرغ من المشاركة، الأمر الذي أثار انتقادات كثيرة من قبل مناصري ساندرز على وجه التحديد.