الجيش الليبي يعلن تدمير سفينة تركية محملة بالأسلحة بميناء طرابلس

سلامة دعا إلى احترام وقف النار حتى تنجح مسارات الحل

الدخان يتصاعد بعد لحظات من القصف داخل ميناء طرابلس (رويترز)
الدخان يتصاعد بعد لحظات من القصف داخل ميناء طرابلس (رويترز)
TT

الجيش الليبي يعلن تدمير سفينة تركية محملة بالأسلحة بميناء طرابلس

الدخان يتصاعد بعد لحظات من القصف داخل ميناء طرابلس (رويترز)
الدخان يتصاعد بعد لحظات من القصف داخل ميناء طرابلس (رويترز)

أعلن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، اليوم (الثلاثاء) تدمير سفينة تركية تحمل أسلحة وذخائر بميناء طرابلس.
وذكر الحساب الرسمي للمركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الوطني على فيسبوك، استهداف السفينة، فيما ونقلت «رويترز» عن مسؤول عسكري بالجيش الوطني قوله إن قوات الجيش هاجمت سفينة تركية كانت تنزل أسلحة.
ورأى مراسل للوكالة في طرابلس دخانا كثيفا يتصاعد من منطقة الميناء. وقال مصدر في الميناء إن مستودعا ضُرِب في الهجوم، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام محلية.
وقال مسؤولان بميناء طرابلس للوكالة إن سفنا راسية بالميناء، ومن بينها ناقلات وقود، جرى إخلاؤها بعد الهجوم.
ويحاول الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر السيطرة على العاصمة.
إلى ذلك، قال المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة إن محادثات بدأت اليوم تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار بشكل دائم ، قائلا: «الوضع الميداني في ليبيا يبدو هشا جدا وهناك هجمات يوميا على العاصمة»، مضيفا أن قصفاً استهدف ميناء طرابلس اليوم.
وتابع في مؤتمر صحافي بمدينة جنيف السويسرية اليوم: «أحصينا 150 خرقا للهدنة منذ بدايتها، ومنها القصف اليوم على ميناء طرابلس البحري». مضيفا أن الخروقات المستمرة تشكل صعوبة كبيرة، ودعا إلى «احترام الهدنة حتى تنجح مسارات الحل».
في غضون ذلك، قال سلامة إن المنظمة الدولية تلقت شروطا من رجال القبائل الموالين لقوات الجيش الوطني الليبي بشأن إنهاء إغلاق موانئ تصدير النفط في شرق البلاد.
وأضاف: «أرسل إليّ رجال قبائل شروطهم، لكن يتعين علي القول إن تلك الشروط عامة جدا، ويجب التعامل معها في إطار المسار الاقتصادي». في إشارة لمحادثات تقودها الأمم المتحدة لتخطي الخلافات الاقتصادية في ليبيا بين الحكومتين المتناحرتين.
من جهتها، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا (الثلاثاء) إخلاء كل ناقلات الوقود بشكل عاجل من ميناء طرابلس بعد سقوط قذائف بالقرب من ناقلة محملة بغاز النفط المسال (غاز الطهي) أثناء تفريغ شحنتها في الميناء.
وقالت المؤسسة إن كل عمليات التفريغ في ميناء طرابلس أُلغيت بعد سقوط القذائف على بعد أمتار من الناقلة المحملة بغاز قابل للانفجار.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».