تحقيقات فساد في مؤسسة إيرانية تابعة لخامنئي

تقارير عن فقدان 56 مليون دولار خلال إدارة مقرب من أحمدي نجاد

تحقيقات فساد في مؤسسة إيرانية تابعة لخامنئي
TT

تحقيقات فساد في مؤسسة إيرانية تابعة لخامنئي

تحقيقات فساد في مؤسسة إيرانية تابعة لخامنئي

كشفت إحدى اللجان البرلمانية الإيرانية المكلفة بالتدقيق في الشؤون المالية لمؤسسة «شهداء إيران» عن سلسلة من الأنشطة الاحتيالية، التي تتضمن غسل الأموال وإرسال الأموال إلى الخارج. وفي إحدى القضايا، فُقد مبلغ يقدر بـ56 مليون دولار، تحت إدارة مسعود زاريبفان، الرئيس السابق للمؤسسة، وأحد أقرب مساعدي الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وهي قضية واحدة من بين 80 قضية فساد لدى مؤسسة الشهداء قيد التحقيق الحالي، طبقا لعضو البرلمان الإيراني جعفر أمين عبادي.
وتم الكشف عن المزيد من الفساد على يد عضو اللجنة المذكورة أفضلي فارض عضو البرلمان، الذي تقدم بشكاوى إثر الضغوط التي تعرض لها وغيره من أعضاء اللجنة من أجل التوقف عن متابعة المزيد من التحقيقات.
يُذكر أن مؤسسة الشهداء أسسها آية الله الخميني في بداية فترة الـثمانينات من أجل توفير المساعدة لعائلات الضحايا إبان الحرب الإيرانية - العراقية. وتمتلك تلك المؤسسة أصولا ضخمة، حيث إن إحدى أذرعها الاقتصادية الممتدة عبارة عن شركة قابضة تسمى شركة «الكوثر» تمتلك أصولا بقيمة مليار دولار على أدنى تقدير، وتعمل في المجالات الزراعية والصناعية والمصارف. وتعمل مؤسسة الشهداء بموجب الأوامر المباشر من مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي.
وتسمح الطبيعة المعقدة للدستور الإيراني للمرشد الأعلى بتأسيس وتعيين ممثلين عنه في إدارة المؤسسات والشركات شبه الحكومية، التي تستفيد من الميزانية الحكومية ومن الأصول، من دون تعرضها للمساءلة أمام المراجعة الحكومية ونظام التدقيق المحاسبي.
ويقول أمين عبادي نائب البرلمان: «القضية الأخيرة من فقدان 56 مليون دولار من أموال المؤسسة ما هي إلا حادثة بسيطة مقارنة بمجموعة واسعة من القضايا المالية وغيرها من الأمور الفظيعة التي لا يُسمح لنا بالحديث عنها. وإذا كشفنا عما نعرفه، فسوف ينالنا إحراج شديد أمام أسر الشهداء وأمام الأمة». في الـ12 من أكتوبر (تشرين الأول)، وعقب بضعة أيام من التغطية الإعلامية الواسعة حول تورط 4 من أعضاء مجلس الوزراء والمحافظ السابق للبنك المركزي الإيراني في فضحية احتيال تقدر بمليارات الدولارات، أصدر آية الله أمولي لاريجاني رئيس السلطة القضائية، تحذيرا إلى وسائل الإعلام الإيرانية، نظرا لما وصفه بأنه «التضخيم من الفساد في البلاد».
ونقلت صحيفة «مهر نيوز» الإيرانية عن السيد أمولي لاريجاني قوله: «لقد أصدرت أوامري إلى مكتب المدعي العام بمراقبة التقارير الإعلامية عن كثب، واستدعاء أي شخص يشارك في حملة التشويه ضد وحدة وتكامل أجهزة الدولة».
وحظر السيد أمولي لاريجاني أيضا على أعضاء البرلمان مناقشة تلك القضية علنا أو الإدلاء بأي تفاصيل حول قضايا الفساد قيد التحقيقات، بينما، ووفقا له شخصيا، تحتفظ السلطة القضائية بالحق الحصري بالمشاركة في هذه العملية.



تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
TT

تصريحات ميتسوتاكيس تُعيد إشعال التوتر بين أثينا وأنقرة بعد أشهر من الهدوء

إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان مستقبلاً ميتسوتاكيس خلال زيارته لأنقرة في مايو الماضي (الرئاسة التركية)

أشعل رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس توتراً جديداً مع تركيا، بعد أشهر من الهدوء تخللتها اجتماعات وزيارات متبادلة على مستويات رفيعة للبناء على الأجندة الإيجابية للحوار بين البلدين الجارين.

وأطلق ميتسوتاكيس، بشكل مفاجئ، تهديداً بالتدخل العسكري ضد تركيا في ظل عدم وجود إمكانية للتوصل إلى حل بشأن قضايا المنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري.

تلويح بالحرب

نقلت وسائل إعلام تركية، السبت، عن ميتسوتاكيس قوله، خلال مؤتمر حول السياسة الخارجية عُقد في أثينا، إن «الجيش يمكن أن يتدخل مرة أخرى إذا لزم الأمر». وأضاف: «إذا لزم الأمر، فسيقوم جيشنا بتنشيط المنطقة الاقتصادية الخالصة. لقد شهدت أوقاتاً تدخّل فيها جيشنا في الماضي، وسنفعل ذلك مرة أخرى إذا لزم الأمر، لكنني آمل ألا يكون ذلك ضرورياً».

رئيس الوزراء اليوناني ميتسوتاكيس (رويترز - أرشيفية)

ولفت رئيس الوزراء اليوناني إلى أنه يدرك أن وجهات نظر تركيا بشأن «الوطن الأزرق» (سيطرة تركيا على البحار التي تطل عليها) لم تتغير، وأن اليونان تحافظ على موقفها في هذه العملية. وقال ميتسوتاكيس: «في السنوات الأخيرة، زادت تركيا من نفوذها في شرق البحر المتوسط. قضية الخلاف الوحيدة بالنسبة لنا هي الجرف القاري في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط. إنها مسألة تعيين حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة، وعلينا أن نحمي جرفنا القاري».

من ناحية أخرى، قال ميتسوتاكيس إن «هدفنا الوحيد هو إقامة دولة موحّدة في قبرص... قبرص موحّدة ذات منطقتين ومجتمعين (تركي ويوناني)، حيث لن تكون هناك جيوش احتلال (الجنود الأتراك في شمال قبرص)، ولن يكون هناك ضامنون عفا عليهم الزمن (الضمانة التركية)».

ولم يصدر عن تركيا رد على تصريحات ميتسوتاكيس حتى الآن.

خلافات مزمنة

تسود خلافات مزمنة بين البلدين الجارين العضوين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حول الجرف القاري، وتقسيم الموارد في شرق البحر المتوسط، فضلاً عن النزاعات حول جزر بحر إيجه.

وتسعى اليونان إلى توسيع مياهها الإقليمية إلى ما هو أبعد من 6 أميال، والوصول إلى 12 ميلاً، استناداً إلى «اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار» لعام 1982 التي ليست تركيا طرفاً فيها.

وهدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من قبل، مراراً، بالرد العسكري على اليونان إذا لم توقف «انتهاكاتها للمياه الإقليمية التركية»، وتسليح الجزر في بحر إيجه. وأجرت تركيا عمليات تنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط في عام 2020 تسبّبت في توتر شديد مع اليونان وقبرص، واستدعت تحذيراً وعقوبات رمزية من الاتحاد الأوروبي، قبل أن تتراجع تركيا وتسحب سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» في صيف العام ذاته.

سفن حربية تركية رافقت سفينة التنقيب «أوروتش رئيس» خلال مهمتها في شرق المتوسط في 2020 (الدفاع التركية)

وتدخل حلف «الناتو» في الأزمة، واحتضن اجتماعات لبناء الثقة بين البلدين العضوين.

أجندة إيجابية وحوار

جاءت تصريحات رئيس الوزراء اليوناني، بعد أيام قليلة من تأكيد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في كلمة له خلال مناقشة البرلمان، الثلاثاء، موازنة الوزارة لعام 2025، أن تركيا ستواصل العمل مع اليونان في ضوء الأجندة الإيجابية للحوار.

وقال فيدان إننا «نواصل مبادراتنا لحماية حقوق الأقلية التركية في تراقيا الغربية، ونحمي بحزم حقوقنا ومصالحنا في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط، ​​سواء على الأرض أو في المفاوضات».

وعُقدت جولة جديدة من اجتماعات الحوار السياسي بين تركيا واليونان، في أثينا الأسبوع الماضي، برئاسة نائب وزير الخارجية لشؤون الاتحاد الأوروبي، محمد كمال بوزاي، ونظيرته اليونانية ألكسندرا بابادوبولو.

جولة من اجتماعات الحوار السياسي التركي - اليوناني في أثينا الأسبوع الماضي (الخارجية التركية)

وذكر بيان مشترك، صدر في ختام الاجتماع، أن الجانبين ناقشا مختلف جوانب العلاقات الثنائية، وقاما بتقييم التطورات والتوقعات الحالية؛ استعداداً للدورة السادسة لمجلس التعاون رفيع المستوى، التي ستُعقد في تركيا العام المقبل.

ولفت البيان إلى مناقشة قضايا إقليمية أيضاً خلال الاجتماع في إطار العلاقات التركية - الأوروبية والتطورات الأخيرة بالمنطقة.

وجاء الاجتماع بعد زيارة قام بها فيدان إلى أثينا في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أكد البلدان خلالها الاستمرار في تعزيز الحوار حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

لا أرضية للتوافق

وقال ميتسوتاكيس، في مؤتمر صحافي عقده بعد القمة غير الرسمية للاتحاد الأوروبي في بودابست في 9 نوفمبر، إن الحفاظ على الاستقرار في العلاقات بين بلاده وتركيا سيكون في مصلحة شعبيهما.

وأشار إلى اجتماع غير رسمي عقده مع إردوغان في بودابست، مؤكداً أن هدف «التطبيع» يجب أن يكون الأساس في العلاقات بين البلدين، وتطرق كذلك إلى المحادثات بين وزيري خارجية تركيا واليونان، هاكان فيدان وجيورجوس جيرابيتريتيس، في أثنيا، قائلاً إنه جرى في أجواء إيجابية، لكنه لفت إلى عدم توفر «أرضية للتوافق بشأن القضايا الأساسية» بين البلدين.

وزير الخارجية اليوناني يصافح نظيره التركي في أثينا خلال نوفمبر الماضي (رويترز)

وسبق أن التقى إردوغان ميتسوتاكيس، في نيويورك على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأكد أن تركيا واليونان يمكنهما اتخاذ خطوات حازمة نحو المستقبل على أساس حسن الجوار.

وزار ميتسوتاكيس تركيا، في مايو (أيار) الماضي، بعد 5 أشهر من زيارة إردوغان لأثينا في 7 ديسمبر (كانون الأول) 2023 التي شهدت عودة انعقاد مجلس التعاون الاستراتيجي بين البلدين، بعدما أعلن إردوغان قبلها بأشهر إلغاء المجلس، مهدداً بالتدخل العسكري ضد اليونان بسبب تسليحها جزراً في بحر إيجه.